صوت حركة قريبة منهما صدرت من بين الحشائش ذات الأوراق العالية جعلت خطواتها تتوقف بحذر بينما تقدم هو منها بسرعة ليحميها بجسده منتظراً ما سيخرج امامهما
إلا انه سرعان ما تنهد براحة وهو يرخي جسده متكلماً : حيوان صغير ..!رفعت جسدها لتقف على رؤوس اقدامها ونظرت من خلف كتفه ليخرج من بين الحشائش أرنب صغير أبيض الفرو بعينان حمراوان صغيرة جعلت عينيها تنبض حباً وهي تتخطى دونغهي مسرعة اليه والتقطته قبل ان يهرب مبتعداً لتتكلم بحب : ياله من ارنبٍ لطيف !!
ارخى يديه في جيب معطفه الأسود متكلماً : ها قد حصلتِ على صيدكِ اذاً ؛ سأبحث عن شيء لي ولانهيوك
اراد ان يلتفت ليتابع طريقه لكن صوت صراخها المرتفع جعله يغمض عينيه ممتعضاً من حدة صوتها وهي تصيح فيه باستنكار : صيد ؛ أتريدني ان اشرب دماء هذا الأرنب المسكين ؟؟!
نظر اليها بشبه التفاتة صغيرة : ألم تخرجي منذ البداية للصيد ؟
ضمت الأرنب بكلتا ذراعيها الى صدرها وعبست بشكل طفولي وهي تشير نافية : لكنه صغير جداً وبريء ؛ من المؤسف ان يتحول لوجبة غداء !
رفع احدى حاجبيه بتعجب من افكارها الغريبة تلك قبل ان يطلق زفيره يائساً : ما الذي تريدين فعله اذاً ؟
ابتسمت باتساع وهي تداعب فرو الأرنب الأبيض بنعومة : لا يمكنني ايذاء هذا الصغير ؛ ألا تمتلك شيئاً من الرحمة بداخلك ، لنبحث عن حيوان اخر
قلب عينيه بملل : هذا الأرنب او غيره ؛ ستتغذين على أحد الحيوانات بغض النظر عن فصيلته فهذا دوركِ في النظام البيئي
بعناد رددت ولازالت تتمسك بالأرنب : ورغم ذلك لن اقتل هذا الأرنب الجميل أبداً !
نظر الى ملامحها العابسة بشكل جميل ثم انحدر بصره الى الأرنب الذي بين يديها ولكم بدا شبيهاً بها بلونه الأبيض الثلجي الذي يماثل لون بشرتها وعينيه الحمراء الدائرية التي تشبه لون عينيها ومظهره الجميل البريئ كملامحها فوجد نفسه يستسلم لها بقلة حيلة : لنبحث عن صيد اخر اذاً ..
حركت رأسها موافقة بابتسامة واسعة ثم داعبت الأرنب قليلاً وقبلت رأسه قبل ان تطلقه ليكون حراً من جديد ثم تابعا طريقهما بحثاً عن صيد اخر
وبعد وهلة من البحث عثرا على قطيعٍ من الغزلان فتوقف أعلى غصن أحد الأشجار متكلماً بينما يوجه نظراته للغزلان : امل انكِ لن تتعاطفي مع هذه الغزلان أيضاً ..!حركت رأسها نافية وهي تهمس بخفوت : انا أتضور جوعاً ورغم ان هذه الغزلان تبدو جميلة الا انها تبدو شهية أيضاً .!!
أنت تقرأ
" اللؤلؤة السوداء "
Fanficكقطرة من ندى شفيف لا تعلم من اين اتت ولا الى اين مصيرها .. ! لا تعلم ان كانت احد قطرات المطر التي لفظها السحاب ؛ ام انها خلقت من اوراق الأشجار وطردت من لحائها حالما سئمتها .. هكذا انا .. وحيد .. تائه .. عالمي يضيق بي وداخلي فارغ كزجاجة خاوية...