وعندما شعرت بخطوات الساحرة تتقدم منها من جديد اعتدلت بجسدها وقبضت بكلتا ذراعيها على سيفها وهي تصغي لكلماتها الواثقة : استسلمي فحسب ؛ ساخذه واترككم فلا جدوى من مواجهتي لكم ، لستم نداً لي ولا تشكلون اي خطر علي اذا ما اجتمعت قواي بقواه ، انقذي نفسكِ ورفاقك
ابتسمت بثقة تضاهي ثقة تلك الساحرة وهي تجيبها بغرور : اعذريني عزيزتي لكنني فتاة متملكة لن اترك رجلي لامرأة اخرى ...
بان الغضب جلياً في ملامح الساحرة الجميلة وخرجت كلماتها مشددة كالزفير : استعدي للموت اذاً ..هاجمتها بكل قوتها لتحسم امرها بضربة واحدة قاضية ؛ شدت لينيا قبضتها على سيفها مستعدة لصد هجومها
لكنها بشكل مفاجئ شعرت بيده تحيط وسطها ليسحبها اليه مخفياً جسدها الصغير في مساحة صدره الواسعة
وبيده الأخرى كان يمسك بحربته ليصد بها هجوم الساحرة التي حالما اصتدم صولجانها بحربته حتى تراجعت للخلف في ذهولتكلمت بغير تصديق : كيف تخلصت من أثر تعويذتي ؟؟
بعينين حادتين كالصقر وصوت بارد كصرير الرياح نبس : أبعدي سلاحكِ عن فتاتي اذا لم ترغبي بالموت حالاً ..
اتسعت نظرات لينيا دهشة وهي تخرج رأسها من حضنه لتنظر اليه وسرعان ما لمعت عينيها بحب إثر كلماته ؛ ورغم ما فيها من تعب شعرت أخيراً بالأمان لترمي بكل دفاعاتها جانباً وهي تسند جسدها اليه هامسة بضعف : لقد عدت أخيراً ...!
نظر اليها بطرفه متسائلاً : هل انتِ بخير ؟
أشارت موافقة بوهن فأعاد نظراته الغاضبة الى الساحرة التي ابتسمت بغرور بينما وجهت كلماتها الواثقة له : لا يبدو الوقت الان ملائماً لحديثنا فأنت غاضب ؛ سيكون لنا لقاءٌ اخر عزيزي ..
مع نهاية كلماتها حركت صولجانها بشكل دائري امامها لتختفي من المكان كأنها لم تكن مخلفة وراءها دخاناً أسوداً تلاشى ببطء ومع اختفائها بدأ الاخرون باستعادة وعيهم الواحد تلو الاخر ..
اما لينيا فما عادت قدميها قادرة على حملها أكثر فكادت تهوي أرضاً لو لم يكن دونغهي الى جانبها والتقطها في حضنه قبل ان تصل للأرض
مد جسدها بحذر متفقداً ما فيه من جروح بعينين تحتقنان الغضب كالنار فشد قبضته لعله يسرب شيئاً مما يعتمل في صدره
أنت تقرأ
" اللؤلؤة السوداء "
Hayran Kurguكقطرة من ندى شفيف لا تعلم من اين اتت ولا الى اين مصيرها .. ! لا تعلم ان كانت احد قطرات المطر التي لفظها السحاب ؛ ام انها خلقت من اوراق الأشجار وطردت من لحائها حالما سئمتها .. هكذا انا .. وحيد .. تائه .. عالمي يضيق بي وداخلي فارغ كزجاجة خاوية...