الفصل الثاني

377 98 51
                                    

بضع خطوات قليلة هي ما ابتعدت فيها عن شقيقيها قبل ان تستدعي طيورها لتأخذها بعيداً عن المكان
لكن ذراع هيتشول التي امتدت نحوها من بين طيورها وامسكتها من قلنسوة سترتها أجبرتها على الالتفات نحوه برهبة فأتاها سؤاله ببرود مغمغماً : الى اين ايتها الشقية ؟

حركت نظراتها في المكان مبتسمة بارتباك : سأذهب في طريقي لقد انتهى الاجتماع !

سحبها اليه بقوة ولازال يمسكها من قلنسوة سترتها كقطة صغيرة في قبضته القوية وتكلم بنبرة سادها الغضب : من الواضح ان هذا لم يكن اللقاء الأول لكما ؛ من اين تعرفين ابناء عائلة لي وما هي قصة خنجرك الذي كان بحوزته ؟

تحركت في مكانها تحاول الفلات من قبضته حتى أطلق سراحها أخيراً فعدلت سترتها وشعرها وهي تتكلم بغيظ : لم يكن سوى لقاء مقتضب لا يذكر ؛ لقد كان الهجين يلاحقني وانا في طريقي الى المدرج ، وعلى ما يبدو ان طيوري أثارت تساؤلاته

ضيق عينيه بتفكير مندداً : وماذا عن الخنجر ؟

زفرت انفاسها بانزعاج وهي تجيبه : لقد هاجمته به عندما شعرت به يلاحقني ؛ ذلك كل ما في الأمر لذلك دعني اذهب الان لاستعد لرحلة البحث عن اللؤلؤة !!

تدخل ريووك بحماس متسائلاً : وماذا كان رده على هجومك ؛ هل شهدتي شيئاً من قوته ، أيمكنك ان تصفيه لنا ؟

نظر اليه هيتشول بزاوية بصره مدعياً عدم الاكتراث بينما كل حواسه تعلقت بلينيا منتظراً ردها الذي تلكأت في قوله : لم أرى الكثير ؛ تمكن من تفادي خنجري بسهولة ثم ألقاه علي بسرعة الضوء متعمداً عدم ايذائي ، اعتقد انه اراد اثبات قوته امامي فحسب قبل ان يغادر في طريقه !

كتف هيتشول ذراعيه الى صدره وأسبل عينيه بثبات متكلماً : لنعد الى المنزل الان ؛ سيعقد اجتماع لعائلة كيم للتباحث حول امر اللؤلؤة على ما اعتقد .

من الناحية الأخرى عند دونغهي وانهيوك اللذين عادا الى الطابق الأخير من أحد البنايات شاهقة العلو في منزلهما الأقل من عادي
مساحات كبيرة فارغة ؛ جدران رمادية شاحبة ، اثاث قليل مهترئ ، ألوان داكنة تزيد المكان وحشة وكآبة ..

ارخى جسده على الأريكة الجلدية السوداء الواسعة ومد ساقيه مسترخياً ووجه نظراته الى السقف بصمت مفكراً
لا يعلم ان كان ما يعتقده معقولاً ولا اذا كان لوالدته صلة باللؤلؤة السوداء التي يبحث عنها ابناء قومه
هل عليه ان يسعى في هذه المغامرة الخطرة ليجد الاجابات على تساؤلاته حول والدته وجسدها المفقود منذ وفاتها ام ان عليه ترك الأمور على ما هي عليه فحسب !

صوت انهيوك الذي تقدم منه ليقدم له علبة شراب ندية لشدة برودها أخرجه من ضياعه وهو يتحدث : ما قصة صاحبة الشعر الاحمر وما الذي كان يعنيه تصرفك هناك ؟

" اللؤلؤة السوداء " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن