🖐✌

2.9K 207 104
                                    


كانت الاجواء ليلا، لقد مر يوم اخر و يشعر عادل فيه بالفراغ، يبتسم و يقضي اوقاتا رائعة مع زملائه في العمل، و لكن يشعر بالحزن و الفراغ عندما يعود للمنزل، ليس هناك سامي او وسيم

تلقى الاتصال قبل بضع سويعات بينما كان يتجه من العمل للبيت منتضرا في محطة الميترو

شعر ببعض الاختلاف في صوت سامي، و لكن ظل وسيم مبتهجا، لم يجد سببا لذلك التغير غير حساسية ابنه، قد يكون سامي رجلا، و يبدو رائعا و يحوي خصالا كثيرة تجعله مثاليا، و لكنه كقشة تنهار سريعا و حساسيته كالريح التي تهز القشة الصغيرة

لذا هو يعلم ان هناك شيئا قد حدث، في الليلة الماضية نام و بعد وقت طويل، ربما سبع سنوات في غرفته

لقد بكى، و انتابته تلك المشاعر التي شعر بها يوم فقد زوجته، اضافة لذلك كان هناك جرعة من الاشتياق

لقد كانت امرأة رائعة، مثالية و لطيفة، احبته كما فعل، و احبت عائلتها، عندما راها اول مرة قد وقع في غرامها، و رغم ان زملاءه عندما اخبرهم انه سيتزوج قد نعتوه بالطائش لكن لم يهتم

اخبروه ان عليه التريث، فربما ليس حبا او مجرد اعجاب سيزول ان رآى امرأة اخرى، و لكن لم يكن ذلك صحيحا، فزوجته تلك لو لم يسرع في اخذها كان ليندم طوال حياته لو تركته

و هي قد وافقت، لانها كانت تملك حلما طفوليا و لكن متجذر بهارارادت عائلة تنتمي اليها، ارادت ان يكون لها مسمى عائلة و كل الحب المدخر في داخلها سيوجه لهم، هم فقط

لم ترى في اختها و زوجها عائلة بالمعنى الدقيق، و افتقارها للوالدين و تيتمها في سن صغيرة نمى ذلك الحلم بداخلها

و لكن لم يكن القدر يريد ذلك، سمح لها بان تحقق القليل منه، ليعيش ابنها الاكبر تلك المشاعر المرهفة في سن العاشرة، فقد كان متعلقا بها، بينما وسيم لم يكن يتذكرها، ليس كثيرا، ربما الصور هي فقط ما تجعله يعرف وجه والدته، و لكن في ذات الوقت فوسيم لو سألته عن اسم والدته فسيقول "سامي" دونما تردد

ابتابه البرود من جديد بينما يدخل احد المتاجر لشراء لوازم للعشاء، طعام معلب سيكون فكرة رائعة، هو جائع و متعب و الوقت متأخر لاعداد اي شيء

"سيد عادل" سمع صوتا بالقرب منه، انزاحت الافكار و المشاعر التي كانت تخنقه ليحدق للوجه المندهش و الذي يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه، "مفاجأة رؤيتك هنا"

"اووه.." صنع وجها مبتسما رغم ذلك "على ما اذكر انت كنت استاذ سامي في الابتدائية" اخذ وقتا قصيرا قبل ان يستأنف "و الان انت مدرس وسيم"

فرض التخييمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن