01

7.2K 160 79
                                    

في يوم شتوي مظلم و ممطر و تحديدا في حديقة قصر فاكاريلي الكبيرة تم تحديد مكان قبر أحد كبار رجال المافيا القدامى " ألبرت فاكاريلي " ذاك الرجل الذي خشيه كل كبير و صغير ، ذاك الذي صنع اسما يرتجف له كل العالم، اليوم انتقل للسماء تاركا خلفه عالما آخر ليكون من صنع ابنه الأكبر و الذي أولاه كل ثقته قبل سنين ... حضر اكثر من 100 زعيم في المجال كبارهم و صغارهم ، لأجله اجتمع العالم فقط لتوديعه و هذا لا يعني فقط المحبة ف حتى الأعداء حضروا شماتة أملا أن يروا علامات الانكسار على وجه ابنه و كأنهم لا يعرفون حقيقته التي برهنها اسمه قبل فعله...

في الجانب الأيمن للحديقة اجتمعت نساء العائلة كسا أجسادهن اللباس الأسود و لم يكن اللباس الأسود إلا الدليل الوحيد على وجود جنازة هنا ، لأن معالم الحزن لم تظهر ولو على واحدة منهن ، برعت العائلة دائما في إخفاء حزنها ، كبرت بقسوتها... ، فحتى نسائهن كبرن جبارات قويات ...

ولم يكسر الصمت المريع الا تحدث كلوي قائلة بعد تنهيدة : ربما السماء اليوم تبكي لموته
ابتسمت ماري بسخريه قائلة: اتمزحين امي
كلوي : لا لا أمزح، لقد عانى الكثير ليصل لهذا المكان ، عانى من أجلنا و لحمايتنا و جد تعب ليصنع اسما جعل نصف العالم يحضر جثمانه ، ربما لهذا السماء حزينة لانه فارقنا
ماري بعد تنهيدة : لابأس امي لقد حقق ما يريد على كل حال ، ثم ان اخي فعل كل اللازم لجعله يرحل مرتاح البال
التفت إليها كلوي و كأنها تذكرت شيئا قائلة بصوت يكاد يشبه الهمس : ماري ألم يخبرك أخاك عن ما جاء في الوصية، أعلم أنك الاقرب اليه في العائلة و بعد ليلة أمس أظن بعض الأوضاع ستوشك على التغير
ماري بتعجب: لا لم يخبرني شيئا ، ثم ان الوصية يجب أن تلقى علينا جميعا أليس كذلك !
كلوي بتفكير : لا أظن هذا فمنذ أن ظهرت معالم التعب على والدك و هو يردد بأن وصيته ليس لغير ديفل الحق في قرائتها ...
ماري بجمود : أثق بكل قراراته ، و حقا لا يهمني ما القادم ...
كلوي ببنرة باردة رسمية : لندخل، قد أتى الكثير للتعزية و يجب أن نكون في المقدمة لاستقبالهم
ماري بتعب : ليمر هذا اليوم و السلام

(ماري 27 سنة فتاة بطول و جسد العارضات سمراء البشرة عسلية العينين ، تتميز بجمال هادىء و ملامح بريئة ، اخت ديفل الوحيدة إلى جانب أخاه الاخر ...)
( كلوي زوجة ألبرت 62 سنة لا زالت تحاول الحفاظ على شبابها بكثرة عمليات التجميل ، عجوز جد محافظة و مهتمة بنفسها )

...

لم تمر ثلاث ساعات على مراسم الدفن و غادر كل من أتى للتعزية فلكل انشغالاته و يكفي الحضور و لو لوهلة ، بعد فتره وجيزة اختار هو أن يجلس في مكتبه متاجهلا كل من بقى بالطبع فلم يكونو بتلك الأهمية ليجلس معهم ... إضافة الا ان تفكيره الآن يمزق روحه و أنسب حل لاجتناب اي مخلفات لغضبه فضل البقاء وحيدا و لو لدقائق...

طرق الباب ليدخل مباشرة صديقه و مرافقه جون (جون 32 سنة رافق ديفل طيلة فترة حريته و تدرب على يده شخصيا ذو بنية قوية شعر كستنائي و عيون عسلية ، اقل ما يقال عنه وسيم جذاب ، و ساحر ...)
قال بعد أن وصل لمكتبه : لقد وصلت طائرتهم و هم في الطريق إلى هنا
ديفل بهدوءه المعتاد: جيد استقبلهم احسن استقبال ، و احرص على أن لا يراهم احد هنا
جون: أعلم سندخل عبر الباب الخلفي مباشرة لقاعة الاجتماعات السرية ، ثم تابع حديثه برسميه : ننتظرك هناك ..

On the edge of hell - 𝐇𝐞𝐥𝐥 𝐬𝐚𝐦𝐩𝐥𝐞𝐬 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن