الحلقة الحادية عشر

927 20 3
                                    

خرج سليم من منزل زهرة غضبان آسفاً يشعر بالضيق، يتذكر حديث زهرة ويختلط بحديث والده حينما أخبره بأن لا يفكر بالارتباط من زهرة، لا يعلم ما هي وجهته ولكن كان يقود سيارته بسرعة شارد الذهن.. يشعر بالألم في داخله يتمنى لو أن يعود إليها ويأخذها بين أحضانه وتخبره أنها لن تتركه أبداً ولن تكن لأي شخص غيره ويتمنى لو أن يسمع منها ما بداخلها تجاهه..
يتسائل لما رفضته بعد أن وافقت وإذا كانت لا تبادله نفس الشعور لماذا وافقت على طلبه أمس.. أتحبه كما يُحبها أم هو بالنسبة إليها شخص عادي!
اعتلى صوت الموسيقى فوق صوت أفكاره يتغنى..

"أوقات بيجي الصح في الوقت الغلط..
والقلب زي السهم لو شده فلت..

وبصراحة الدنيا بتغيرنا بالراحة..
وما بين شعور بالذنب والراحة كله إختلط..

بقى عادي ناس يختاروا صح ويتأذوا..
والحب مش محكوم بحاجة تميزه..

مش أي إحساس بالسعادة بيتقبل..
ولا أي وعد بناخده سهل ننفذه.. "

جاء صوت زهرة في ذهنه قائلاً:
" أنا بحلك من أي وعد اتقال إمبارح.."

أعلن هاتفه عن إتصال من صديق له كان دائما ما يحاول الابتعاد عنه لأنه صديق سوء، فأجاب في سرعة كأنه المنقذ الذي سيخرجه من حزنه..
- الو ..
أيمن:
- إيه يا برو انت نسيتنا ولا إيه؟ عامل ايه محدش شايفك يعني..
- مافيش اهو عايش.. ايه فينك كدة!
- في النادي، بنخلص حوار كدة وطالعين عالبار انا والشلة، مش ناوي تفك عن نفسك بقى وتيجي معانا وتعزمنا عزومة حلوة من بتوعك.
أخذ سليم يُفكر قليلاً فقال:
- i'm in..
نصاية ونتقابل هناك وعايزك تظبطني عالآخر.. يلا باي.
٭٭٭
*في المستشفى*
كانت فريدة تشعر بالضجر والضيق وتريد العودة إلى منزلها في أقرب وقت ممكن لكن سماح أخبرتها بضرورة بقائها في المستشفى لتتلقى الرعاية اللازمة وأنها لن تستطيع التعامل معها على حالتها تلك كما قال الطبيب عندما سمح لها بالخروج إن أرادت، فردت قائلة:
- بس يا ماما المكان هنا كئيب وحاسة اني مخنوقة، أنا محتاجه أرجع أوضتي..
- يابنتي ماتوجعيش قلبي معاكي خليكي حتى إسبوع بس لحد ما تبقي خفيتي شوية ونقدر نحركك ونتعامل معاكي، محدش هيتألم ويتعذب غيرك..
صمتت فريدة غاضبة وأزاحت بصرها بعيداً وقررت أن لا تتحدث ولا تأكل ولا تشرب وتمتنع عن كل شيء كأن تُعبر بذلك أنها فقدت رغبتها في الحياة بأكملها..

فدلف الضابط على حين غرة بعد طرقات بسيطة على الباب وطلب من الجميع المغادرة وبدأ يتحدث مع فريدة ويوجه لها عدة تساؤلات ولكنها أقرت بعكس ما لديه في الإبلاغ وأخبرته أن كريم لم يكن متعمد لما حدث وأنها هي المخطئة الوحيدة وعلى ذلك قرروا إخلاء سبيله وإغلاق المحضر بعد ان حاول التأكد منها أن ذلك الكلام لم يكن تحت ضغط من أي أحد لما فيه من إهدار لحقها إذا كان كريم مذنب تجاهها.

وبعد ذلك غادر الجميع كلاً إلى وجهته ماعدا بدرية وسماح..

عاد المنشاوي إلى الفيلا بمفرده ولاحظ عدم تواجد سليم منذ الصباح وكلما حاول الاتصال به لم يستطع الوصول إليه.. حتى راوده شعور بأنه ليس بخير وأنه هناك شيئاً ما يحدث لا يعلمه مما زاد من قلقه وحيرته..
مر الوقت ولم يعد سليم وكذلك لم يعاود الاتصال بوالده، قرر المنشاوي أخيراً أن يتصل بزهرة ويسألها إن كانت رأت سليم أو تحدثت معه..
- السلام عليكم
- وعليكم السلام
- ازيك يازهرة عاملين إيه انتي ومامتك بخير؟
أجابت في قلق:
- بخير الحمد لله..
تسائل:
- بقولك إيه يازهرة هوا سليم مجاش عندكم النهاردة أو اتصل بيكي؟
ردت في حرج:
- اه هوا كان عندنا، كان بيتطمن على ماما ومشي على طول.. خير في حاجه؟
- أصل هوا من بدري مختفي وبكلمه مش بيرد عليا، طيب في حاجه حصلت عندك!

رواية زهرة- جرح الماضي - ندى أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن