الحلقة الثانية عشر

1K 23 8
                                    

خرج المنشاوي بصُحبة إبنه إلى السيارة وهو في قمة حزنه وأسفه على الحالة التي وجد عليها ابنه بعد كل تلك السنين من السعي وراء جعله شاب صالح بعيداً عن سلوك الشباب السيئ..
تقدم سليم من السيارة لاحظ وجود زهرة بالكرسي الأمامي استقبلته بلهفة تحاول الاطمئنان عليه فجلس بالكرسي الخلفي دون أن يتفوه بكلمة حتى أنه لم يُجيب على أي من تساؤلاتها معتبراً اياها سبب كل ما هو فيه من حزن وكسرة قلب..

هبطت من مكانها وعادت للخلف بجانبه بقى على ثباته ولم يعرها أي اهتمام وجلس بالكرسي الخلفي فهبطت لتطمئن عليه وجلست بجانبه، بدأ المنشاوي في إدارة محرك السيارة مغادراً ذلك المكان
هتفت زهرة في خفوت:
- سليم.. طمني عليك إنت كويس؟
أجاب في جمود:
- أنا كويس.
حدثته مُعاتبة إياه في ضيق:
- ينفع الخضة اللي خضتهالنا دي؟ بتعمل في نفسك كدة ليه؟
نظر لها بطرف عينيه في صمت ثم أعاد النظر بعيداً عنها لتفهم من تلك النظرة ما تريد ولا يهتم..

شعرت بالضيق فقالت:
- عموماً المهم إني اتطمنت عليك ولينا كلام تاني بعدين..
أجاب:
- على فكرة مكنش له لزوم تيجي وتتعبي نفسك الحكاية مش مستاهلة يعني..
شعرت زهرة بالحرج فقالت:
- فعلاً إنت معاك حق.. مكنش لازم آجي.

أسند سليم رأسه في تعب ولم ينطق.. كان يبدو عليه التعب الشديد..
تسائل المنشاوي:
- سليم إنت كويس؟ أطلع على المستشفى؟
- كويس كويس وديني على البيت أنا محتاج أرتاح..

وفجأة ارتعش جسده وارتفعت حرارته شعرت به زهرة فوضعت يدها على جبهته في تلقائية تتحسس درجة حرارته لما بدا عليه من إعياء فوجدت أن حرارته مرتفعة بشدة..
فقالت في ذعر:
- سليم سخن جامد يا منشاوي بيه، درجة حرارته عالية أوي!
هتف المنشاوي في قلق:
- خلاص أنا هطلع على المستشفى..
هتف سليم في ضيق:
- مش عايز أروح المستشفى قولتلكم أنا كويس..
رد المنشاوي:
- خلاص، هاخدك على بيت زهرة ونكلم دكتور خالد يحصلنا على هناك يكشف عليك..
بدرية لو شافتك كدة مش هتبطل أسئلة وانا مش عايز حد يعرف باللي حصل..
أطرق سليم رأسه في حزن وتعب.

كذلك زهرة التي شعرت بالذنب وخانتها دموعها فمسحت بها وفجأة سحب سليم يدها واحكم قبضته عليها بقوة، نظرت له في دهشة وهو يحدق بها كأن يقول لها " لا تتركيني بدونك ينتهي معنى الحياة ولذتها، تمسكي بي كأني طوق نجاتك من شرور الدنيا وأنتِ مؤنستي في الحياة وطوق نجاتي، أنا أحتاجك كما تحتاجين إليّ فلا تتجاهلي نبضة قلب تناديكي وترى فيكي السكن والسكينة.."
شعرت بالدماء تسري في جسدها واحمرت وجنتاها فسحبت يدها بهدوء وأخفضت بصرها في حرج تتمنى لو كان بإمكانها احتوائه وتعويضه عما حدث وإخباره بأنها تبادله الشعور نفسه لكنه النصيب!.

أما المنشاوي فقد أجرى أتصالاً بالطبيب خالد وطلب منه ملاحقتهم إلى المنزل كما وضح له حالة الإعياء لدى سليم ليُحضر معه العلاج المناسب..

رواية زهرة- جرح الماضي - ندى أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن