الحلقة الثامنة عشر

1K 24 5
                                    

رواية " #زهرة" (١٨)
بقلم/ #ندى_أشرف
       ٭٭★٭٭

في اليوم التالي استيقظت زهرة في حماس وسعادة فخرجت من غرفتها ترتدي ملابس رائعة كما اعتادت أن تفعل فوجدت سنية تنتظرها وتردد " يا صباح الخير ياللي معانا، ياللي معانا.. الكروان غنا وصحانا يا صباح الخير ياللي معانا.. ياللي معانا.." فقالت زهرة:
- صباح الخير ياست الكل إيه الصوت القمر ده، ربنا ما يحرمني من الاستبشار بجمال وشك عالصبح كدة..
ضحكت سنية في سعادة فقالت:
- صباح الفل والياسمين عليكي ياقلب ماما.. يلا تعالي أنا سبقتك عشان أحضرلك الفطار تاكلي لقمة قبل ما تمشي..
تقدمت منها زهرة في حماس قائلة:
- مع إني بفطر مع صحابي و سليم هناك بس مش هضيع تعبك وفطاري النهاردة معاكي انتي ياست الكل..
قدمت سنية كوب الشاي إلى زهرة قائلة:
- تعالي ياحبيبتي بالهنا والشفا على قلبك..
ثم هتفت تتسائل:
- ناوية تلبسي إيه بكرة بقى لما يجي سليم وباباه ومامته؟
ارتشفت زهرة رشفة من الشاي ثم قالت:
- والله مش عارفة يا ماما بس ان شاء الله تتدبر يعني..
النهاردة لما أرجع هنرتب مع بعض البيت ونشوف هنلبس إيه..
أجابت:
- ماشي ياحبيبتي، ربنا يهنيكي يا زهرة ويسعدلي قلبك ياحبيبتي ويكفيكي شر الناس..
- يارب يا ماما يارب.. أنا يادوب أتحرك بقى عشان متأخرش..
وفجأة جاءها اتصال هاتفي فنظرت به وجدته سليم أجابت:
- صباح الخير ياحبيبي..
- صباح النور يا قلبي يلا انزلي..
- ما أنا كنت نازلة هوا أنا اتأخرت ولا إيه!
- لأ إنزلي أنا مستنيكي تحت، مش هسيبك تروحي وتيجي لواحدك تاني..
- ليه بس كدة يا سليم هتعبك معايا..
- ياستي خلصي تعالي نتكلم تحت، يلا مستنيكي سلام.
أغلقت الخط ونظرت إلى سنية فقالت:
- دا سليم بيقولي مش هسيبك تروحي وترجعي لواحدك تاني ومستنيني تحت
أجابت سنية:
- طيب الحمدلله أهو طمن قلبي بردو بدل ما تمشي لواحدك
همت زهرة لتغادر فقالت:
- طيب ياحبيبتي يلا سلام.
- سلام يابنتي في رعاية الله.
                             ٭٭٭
هبطت للأسفل حتى وصلت إلى سليم واستقلت السيارة بجانبه فقال:
- كل دا عشان تنزلي يا زهرة هانم..
أجابت:
- معلش ياحبيبي كنت بجمع حاجتي بس.
تسائل:
- فطرتي ولا نعدي نجيب فطار..
أجابت:
- لأ انا فطرت مع ماما قبل ما أنزل
ضيق عينيه فقال:
- خاينة.. طب كنتي إعزميني أفطر معاكي..
ضحكت فقالت:
- والله ياريت بس مكنتش أعرف أنك هتعدي عليا نروح مع بعض، مش شايف طيب إن ده تعب ليك كل يوم كدة..
أجاب مازحاً:
- لأ ما أنا هخصم تمن البنزين من قبضك
أجابت ضاحكة:
- ياسلام..
نظر لها ثم رد:
- تصدقي جتلي فكرة كويسة أوي..
ما أنا أتكلم مع بابا يخليكي تشتري عربية تبقى بتاعتك لمشاويرك عشان مبقاش خايف عليكي.. إيه رأيك؟
أجابت في دهشة:
- عربية إيه بس ياسليم هوا انا بعرف اسوق أصلاً!
- متحمليش هم أنا هعلمك..
يلا انزلي وصلنا.
هبطت من السيارة وسار بجانبها سليم ثم أمسك بيدها وهو يتصنع اللا مبالاة فسحبت يدها قائلة:
- سليم!
نظر في الجانب الآخر ثم نظر لها وكأنه لا يشعر بنفسه فقال:
- إيه ده هوا أنا مسكت إيدك تصدقي مخدتش بالي!
ضحكت زهرة في سعادة ولم تُجيب فدلفت إلى الداخل وهو خلفها ثم ذهبت مباشرةً إلى مكتبها وهي تقول له:
- نتقابل في آخر اليوم بقى..
استوقفتها السكرتيرة قائلة:
- آنسة زهرة.. المنشاوي بيه عايزك ..
تسائت زهرة في تعجب:
- عايزني أنا! طيب تمام..
ثم قالت في نفسها ياترى عايزني في إيه..
أطرقت على باب المكتب فسمح لها بالدخول فدلفت في هدوء وأغلقت الباب خلفها فقال:
- تعالي يا زهرة.. اتفضلي يابنتي
أجابت في خجل:
- تسلم يا منشاوي بيه حضرتك كنت عايزني صح؟
- آه عايزك ثواني..
قام عن مقعده ثم فتح باب خزنته وأخرج منها مبلغ كبير من المال ووضعه أمام زهرة..
نظرت له في صدمه قائلة:
- إيه دا يامنشاوي بيه!
أجاب:
- دا ياستي مبلغ بسيط.. ٣٠٠ ألف جنيه.
أجابت في صدمة:
- ٣٠٠ ألف جنيه!! مبلغ بسيط؟ أعمل بيه إيه.. أنا عمري ما مسكت مبلغ زي ده في إيدي ولا شوفته بعيني حتى..
ثم ضحكت فقالت:
- أكيد حضرتك بتهزر معايا مش كدة !
ضحك فأجاب:
- لا أنا عايزك تتعودي من هنا ورايح على المبالغ اللي زي دي، إنتي واحدة صاحبة ورث.. ورثك بقاله سنين شغال ومنتج وبعدين دا نسبة من الأرباح.. انتي أصلا مش محتاجة تشتغلي وتتعبي دا أنتي ترتاحي في بيتك وتشغلي ناس تحت إيدك، أنا بس سايبك تعملي اللي يريحك في حياتك ومش عايز أفرض عليكي أي شيء.
تبدلت ملامح زهرة للجمود فقالت:
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، دا الموضوع طلع بجد
هتف المنشاوي:
- يلا يا زهرة بقى هتفضلي متنحة كدة كتير، شيلي الفلوس دي في شنطتك وإعملي حسابك هتروحي بدري النهاردة مع سليم وهوا هيقولك على الباقي بقى..
قامت بتجميع المال ووضعته في حقيبتها ثم غادرت بعد أن شكرت المنشاوي على أمانته وكرمه..

رواية زهرة- جرح الماضي - ندى أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن