الحلقة التاسعة عشر

785 21 4
                                    

في اليوم التالي وبعد انتهاء وقت العمل  عاد سليم والمنشاوي إلى الفيلا كانت بدرية في انتظارهم بينما كانت سماح تستعد للانتقال من الفيلا..
دلفت عليها بدرية وجدتها تقوم بتجميع أشياءها وما يبدو على فريدة ليس مبشراً بالخير فقد بدت وكأنها أكبر من عامها الأصلي بأعوام..
تسائلت بدرية:
- إيه ده ياسماح انتي بتعملي إيه، كنت جاية اناديكم عشان نتغدى!
هتفت سماح في هدوء:
- بألف هنا ياحبيبتي.. أنا بجمع أي حاجة مهمة تخصني أنا أو فريدة وهننقل للفيلا بتاعتنا..
أجابت بدرية في تعجب:
- ليه بس هوا حصل حاجه زعلتك من أي حد؟ وبعدين فيلا إيه اللي تنقلوا فيها دي مقفولة بقالها سنين واكيد غير صالحة للسكن
أجابت سماح وهي لازالت تبحث بين الأشياء عن ما يخصها هي أو ابنتها:
- لأ ما أنا بعت ناس من الصبح بينضفوا فيها.. وزمانهم قربوا يخلصوا.
زمت بدرية شفتيها في ضيق فقالت:
- آه دا إنتي مبيتة النية بقى.. عموماً مش هضغط عليكي وهسيبك تعملي اللي يريحك، بس وقت ما تحبي ترجعي أنا بيتي مفتوحلك وهيفضل مفتوحلك طول العمر.. ماشي!
احتضنتها سماح فقالت:
- طول عمرك سند ليا وعمرك ما قصري تجاهي، شكراً على كل حاجه
ابتسمت بدرية فقالت:
- شكراً على إيه بس انتي اختي الصغيرة وبنتي وحبيبتي وواجب عليا أكون جنبك واقدملك كل اللي ربنا يقدرني عليه..

احضرت سماح بعض الحقائب ثم استدعت السائق فقام بوضعهم في السيارة وقد استعدت كذلك فريدة للذهاب فاستوقفتها بدرية في حنان وقبّلتها عن اليمين وعن الشمال فقالت:
- هتوحشيني يا شقية ياصغننة انتي
أجابت فريدة بعيون لامعة يترقرق الدمع بها:
- وانتي هتوحشيني أوي ياخالتو..
ودعتهم ثم عادت من جديد فجلست على كرسي السفرة بجانب المنشاوي في ضيق فتسائل:
- كل ده بتناديهم دا أحنا خلاص قربنا نخلص غدا..
تسائل سليم:
- أمال هما فين مجوش يتغدوا ليه؟
أجابت:
- سماح وفريدة مشيوا..
قال المنشاوي:
- طب ومالك متضايقة كدة ليه أكيد راحت لكشف أو أي مشوار عادي.. في إيه؟
ردت:
- لأ رجعوا الفيلا بتاعتهم وهيستقروا هناك تاني
أجاب سليم:
- معقول! ليه كدة فجأة يعني، بعد كل السنين دي إيه اللي خلاهم يفكروا كدة فجأة..
ردت بدرية في حنق:
- مش عارف يعني خالتك وبنت خالتك مشيو أو زعلانين ليه!
رد المنشاوي:
- مالوش لزوم الكلام ده يا بدرية..
ثم مسح عن فمه بالمنديل وقام فقال:
- يلا خلصوا واجهزوا أنا طالع استريح شوية وهجهز على طول
اومأت بدرية فغادر المنشاوي فقال سليم:
- ماما هيا فريدة فعلاً مشيت عشان انا رايح اتقدم لزهرة النهاردة!
ردت في حزن:
- أيوة يا سليم.. كان عندها أمل كبير فيك تكون ليها، كانت بتحبك أوي.
أجاب في ضيق:
- ياريت كان بإيدي حاجه أعملها بس للأسف.. زي ما سبق وقولتلك انا عمري ما شوفت فريدة غير أختي ومافيش جوايا اي مشاعر تجاهها غير كدة، عمري ما وعدتها بحاجه ولا عشمتها بحاجة، ولا عمري تعديت حدودي معاها في شيء.. يبقى أنا ماليش ذنب في حاجه من كل ده.
أجابت بدرية في حسم:
- خلاص يا سليم.. مهما حصل مش عايزة السيرة دي تتفتح تاني يلا قوم اجهز وكلم زهرة عرفها اننا ساعه ونكون عندها .

رواية زهرة- جرح الماضي - ندى أشرفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن