عادت زهرة إلى بيتها أخيراً بصُحبة والدتها جعلتها تنام في راحة وهدوء وكانت نائمة بجانبها بين أحضانها قليلاً قائلة:
- كنتي وحشاني أوي يا ماما.. أنا مش مصدقة إنك رجعتيلي تاني، الحمد لله..
أجابتها في حنان:
- وانتي وحشتيني يا قلب ماما.
نهضت زهرة في حزم قائلة:
- بس إعملي حسابك بقى بعد كدة! أي حاجه تحسي بيها قوليلي على طول ونهتم بالعلاج.. إهمال تاني مستحيل، أنا فاضل وقت مش كتير ودراستي هتبدأ يعني بنتك دكتورة رسمي فهمي نظمي وكل اللي أقولك عليه بخصوص صحتك تسمعيه تمام؟
ضحكت سنية في سعادة قائلة:
- حاضر يا دكتور زهرة..
ربنا مايحرمني منك أبداً يا بنتي ويقدرني أحققلك كل اللي بتتمنيه وأشوفك دكتورة قد الدنيا..
- آمين يارب.. أنا هقوم بقى أحضرلك أكلة حلوة زي ما الدكتور قالي تكون مفيدة ومتزودش تعبك.
قالتها ثم نهضت في حماس وسعادة لعودتها إلى منزلها..
٭٭٭
عاد كلاً من بدرية والمنشاوي وسليم إلى الفيلا استقبلتهم سماح في قلق وخوف تتسائل:
- أمال فين فريدة!
تعجبت بدرية فتسائلت:
- فريدة! هي مش كانت هنا؟ إحنا اللي مفروض نسألك هيا فين
رد سليم في تردد:
- هي مرجعتش؟
بدرية:
- مرجعتش منين أنا مش فاهمة حاجه!
سليم:
- أصل هيا كانت في المستشفى وحصلت مشكلة بينها وبين زهرة ومشيت، لكن معرفش راحت فين وكمان توقعت إنها تكون رجعت عالبيت!
تسائل المنشاوي:
- مشكلة إيه اللي بينها وبين زهرة؟
سليم:
- لا دا كان موقف عادي شغل بنات يعني وكدة وانت عارف فريدة ولسانها..
ردت سماح في غيظ:
- مالها بنتي بقى يا استاذ سليم؟ ولا انت عشان ظهرت في حياتك البنت دي بنتي بقت وحشة!!
أنا بنتي زي الفل وست البنات كمان.
هتفت بدرية في حرج:
- طبعا ياحبيبتي محدش قال حاجه غير كدة، إهدي انتي بس.. وبعدين هيا أكيد خرجت أو بتتمشى مع حد من صحابها وهترجع ماتخافيش..
المنشاوي لسماح:
- ما تتصلي بيها وشوفيها فين
أجابت في تعب:
- من وقت ما مشيت وانا بكلمها مش بترد وبعدين موبايلها اتقفل، وآديكم رجعتوا وهيا لأ.. أفهم إيه انا بقى من كل ده.. ماشي يا فريدة بس لما أشوفك..
نظر المنشاوي في ساعة يده ثم قال:
- هترجع إن شاء الله ماتقلقيش.. يلا يا سليم خلينا نشوف شغلنا يابني.
٭٭٭
٭في المستشفى٭
بعد أن تم سحب عينة الدم من كريم نهض وتوجه إلى غرفة العناية التي تستقر بها فريدة فوجدها نائمة ثابتة لا حراك..كان ينظر لها بتفحص ينظر لملامح وجهها وشعرها الناعم المنسدل بجانبها ويقول في نفسه:
- بقى معقول أنا عملت كدة وخبطت واحدة بالعربية أنا مش مستوعب.. وإزاي بنت جميلة كدة وشكلها بنت ناس ميظهرلهاش حد من أهلها لحد دلوقتي.. ربنا يستر.
شعر فجأة بدوار بسيط امسك رأسه وتأوه من أثر شعور بالصداع في رأسه ثم قال: " شكلك كدة هتبهدليني معاكي ولسه اللي جاي " .انتهى ثم خرج ولم يلحظ به أحد من الممرضات أو الدكاترة.. وبعد وقت ليس بقليل وجد الطبيب أمام غرفتها فتوجه صوبه في عجالة وسأله عن حالتها فقال:
- البنت حالتها صعبة عوضناها عن الدم اللي نزفته وخيطنا الجروح وبعد الآشعة لقينا كسر فالذراع والمصيبة إن باين في مشكلة في الفقرات وهنعملها اشعة بالرنين على الضهر عشان تبقى واضحة أكتر وربنا يستر إن شاء الله..
تسائل كريم قائلاً:
- طب هيا لسة مفاقتش يادكتور تقولنا أي حاجه عنها أو عن أهلها.!
أجاب:
- هيا شوية تفوق وترجع تنام تاني ومش في كامل وعيها إن حتى تقولنا إسمها إيه! إحنا بنعمل اللي علينا والباقي على الله..
أنت تقرأ
رواية زهرة- جرح الماضي - ندى أشرف
Roman d'amourرواية ذات طابع ديني، درامي، رومانسي. بقلم ندى أشرف