في يوم عقد قران زهرة على سليم.. أعد المنشاوي الفيلا ليتم بها الأمر وزُينت بالكامل بواسطه مختصين، فامتلئت بالورود والأنوار والتصاميم الجميلة لتزين الحائط والسلم ومدخل الفيلا وزينة الاستقبال..
ذهبت بدرية حيثُ المنشاوي وطلبت منه قائلة:
- بقولك إيه يا منشاوي.. معلش انا عايزاك تكلم أختي سماح تجيب فريدة وتيجي.. هيا مش هتتكسف ترفض طلبي ده منها بس لو انت اللي قولتلها هتتكسف ترفض وهتيجي
وعايزاك كمان تكلم كريم يجي هوا وأهله..
أجاب في تعب ونفاذ صبر:
- حاضر يا بدرية، أي طلبات تانية!
أجابت:
- لا شكراً كل حاجه زي الفل.. متحرمش منك يا أبو العريس.
ضحك المنشاوي في سعادة فقال:
- أيوة أيوة كُلي بعقلي حلاوة عشان البهدلة اللي عاملاها فيا من صباح ربنا
أخذت تُربت على ذراعه في حنان قائلة:
- معلش بقى لو مكنتش هتتعب لإبنك في يوم زي ده هتتعب لمين..
تنهد فأجاب:
- ماشي ياستي.. لما نشوف أخرتها معاكي ايه انتي وابنك
عقدت ذراعيها أمام صدرها فقالت في حنق:
- ياسلام دلوقتي بقى إبني؟ ولما سيادتك واخده معاك طول الليل والنهار ومطلع عينه في الشغل وأجي أكلمك تقولي متتدخليش بيني وبين إبني
ضحك فأجاب:
- خلاص يا بدرية انا آسف، أنا عارف إني مش هخلص منك، انا رايح أعزم الناس.
لوت بدرية شفتيها فقالت وهي تنظر له وهو يغادر:
- إهرب إهرب..
قالتها ثم غادرت هي الأخرى.ذهب سليم وعاد مع زهرة وسنية إلى البيت تحمل عنها الخادمة الفستان الذي سوف ترتديه في هذا اليوم، كما وأخبرت إحدى خبيرات التجميل بالحضور بالمنزل خصيصاً لها كما طلب منها سليم..
وأخبرتها بدرية بأن تذهب إلى غرفتها كي تستعد حتى حضور خبيرة التجميل..
دلفت زهرة وخلفها سنية فقالت:
- عارفة يا ماما الأوضة دي..
كنت بنام فيها لما تعبتي ودخلتي في الغيبوبة
ثم أشارت إلى الزاوية قائلة:
- وفي المكان ده كنت بصلي كتير وأدعيلك تقوميلي بالسلامة وانا بعيط وقلبي مقهور عليكي..
ابتسمت سنية بامتنان قائلة:
- ياحبيبتي يابنتي ربنا مايحرمني منك أبداً، بس دي مش حاجه تفتكريها وتزعلك في يوم زي ده..
ثم اقتربت منها واحتوت وجهها بكفيها قائلة:
- افرحي ياحبيبتي وبلاش تفتكري أي حاجه سلبية تنكد عليكي ماشي؟
قالتها وهي تُزيح العبرات الهاربة تلك عن وجنتيها..
فقالت:
- ربنا يديني طولة العمر وأفضل جنبك وأشوفك دايماً متهنية وسعيدة
أجابت زهرة:
- نفسي ربنا يجعل يومي قبل يومك يا ماما ولا أعيش يوم واحد في الدنيا دي من غيرك..
لامتها سنية عما قالت فـ وبختها في عتاب قائلة:
- ليه بس كدة يازهرة.. دا كلام ياحبيبتي بردو، النهاردة يوم شبكتك وكتب كتابك وتتمني أمنية زي دي! زعلتيني منك ..
أجابت زهرة في حزن:
- أنا اسفة ياماما والله دا من حبي فيكي وخوفي إن يعدي عليا يوم من عمري متكونيش جنبي فيه.
احتضنتها في حنان ثم قبلتها من جبهتها قائلة:
- ربنا ما يحرمني منك يا قلب ماما..
يلا تعالي أساعدك في الفستان وبطلي نكد شوية..
ابتسمت زهرة فقالت:
- حاضر ثواني هجيبه .
أنت تقرأ
رواية زهرة- جرح الماضي - ندى أشرف
عاطفيةرواية ذات طابع ديني، درامي، رومانسي. بقلم ندى أشرف