دخلت للسيارة و هي تحدث نفسها بسعادة : لا اصدق ، لقد رأيته حقاً !! قابلته !!
و دون أن تدرك اخذت تضحك ضحكة تدل على سعادتها ، تعجبت منها شقيقتها فسألتها : هل انتِ بخير ؟؟
- انا سعيدة ، انا واثقة من أنني اسعد مخلوقة في هذا العالم !!
ظهرت ابتسامة ساخرة على ملامح مانيت ، و اطلقت ضحكة اتبعتها بقولها : تعتقدين هذا فقط بعدما حدقتِ بتلك الاوراق المعلقة !! ، إذن ماذا ستفعلين إن قابلت دافنشي عينه !!
اتكأت سيلينا على مقعد السيارة رافعةً رأسها للأعلى و قد اغلقت عينينها و زادت من قوة احتضانها لحقيبتها و هي تقول بنبرة حالمة : لقد قابلته ..
تعجبت شقيقتها مما قالته و طلت تحدق بها حتى تستوعب كلماتها و هي تتمتم : لقد جنت بلا شك ...
ثم اخرجت هاتفها من الحقيبة و اخذت تضغط على شاشته و هي تقول : اللجوء لهاتفي هو افضل حل ، فلا يزال محتفظاً بمعلوماته ... افضل كثيراً من فتاة فقدت عقلها بسبب مجموعة لوحات !!
لم تستمع سيلينا لما قالته شقيقتها بل قتحت عينيها و حركت نظرها لخارج النافذة حيث توجد الطرق و السيارات و هي تسترجع ما حصل معها اليوم ، عندما وصلوا للقارب و هناك قضت معظم وقتها على السطح تراقب البحر و بالها منشغل بما حصل ، و رغم محاولاتها العديدة للتفكير بشيء آخر إلا انها لم تستطع ذلك حتى عادت للفندق و غطت في النوم ... و بالطبع لم تنسى وضع المنبه حتى لا يفوتها الموعد ...
اشرقت شمس يوم جديد ... و قبل رنين المنبه كانت سيلينا قد استيقظت ... كتبت ملاحظة صغيرة ألصقتها على باب الثلاجة ، ثم حملت حقيبتها و خرجت مع سيارة اجرة قاصدة مكان اللقاء ، وصلت للنافورة قبل الموعد بنصف ساعة فقد خشيت أن تتأخر لذا ففضلت القدوم مبكراً و استغلال الوقت في الرسم ، و بالفعل اخرجت كراستها و اخذت ترسم النافورة بهدوء ... مرت نسمة هواء رقيقة جعلت خصال شعرها البني المحمر تتحرك بخفة و تستقر امام عينيها ، و قبل أن تتصرف تدخلت يد احدهم لتبعد تلك الخصال برقة ، رفعت نظرها بسرعة لتجده يقف امامها بابتسامته المرحة ، احمرت خجلاً ثم وقفت : لم انتبه لوصولك !!
- وصلت قبل دقائق ...
ثم جلس على المقعد و اردف : بدوتِ مندمجة بالرسم ، لم ارد افساد ذلك فبقيت صامتاً ..
ضحكت بخفة ثم جلست و هي تتحدث : لا يهم .. فأنا ارسم للتسلية فقط !!
اخذ منها الكراسة و ظل يعاين الرسمة بنظراته ، يحرك عينينه الزرقاء ليتفحص ما رسمته ، سعادة غريبة غمرتها كونه يتأمل ما رسمته ، ظهرت على ملامحه ابتسامة اتبعها قوله : دقة مذهلة ، فنانة راقية بالفعل !!
اعاد الكراسة إليها متابعاً : رجاء اكمليها ، حتى و إن كانت مجرد خطوط اولية ...
ضحكت بمرح ثم توقفت و قد بقيت الابتسامة تعلو ملامحها ثم لامست بأصابعها عدة خصال و ارجعتها للخلف و قالت : حسنا ، لا استطيع الرفض ..
أنت تقرأ
رحلة لعالم الفن
Romanceأن تجتمع مع شخص يشاركك هوايتك هو امر ممتع حقاً .. لكن ماذا إن إلتقيت به في مدينة اخرى او بلد آخر ؟؟ هل ستبقيان على تواصل ؟؟ | اذا قرأت و لم تحب القصة اخرج دون كتابة رأي أو انتقاد ، ابحث عن غيرها فالواتباد ملئ بالروايات ! |