ورطة

390 78 5
                                    

عادت ماريا للفندق بينما اتجهت سيلينا لاخذ الحقيبة و قد قررت الابتعاد فوراً ، و عندما امسكت بها كان كلب قد امسك بها باسنانه في الناحية المقابلة ، حاولت سحبها مما اغضب الكلب فسحبها بقوة اكبر لتفلتها و اخذ يركض ، صرخت سيلينا و هي تركض خلفه : توقف أيها المزعج !! دع الحقيبة و شأنها حالاً !!

ثم همست بسخط : تبا لهذا الكلب الاحمق !!

اخذ يركض بين الشوارع و الأزقة المختربة حتى ترك الحقيبة بطريقة ما ... شعرت سيلينا بالسعادة فحملتها بين احضانها و هي تلتقط انفاسها بصعوبة ... فقد انهكها الركض خلفه لكن عندما تلفتت حولها وجدت مكانا مخيفاً ... بيوت في حالة يرثى لها و شوارع متسخة و اناس بمظاهر مخيفة ، مكان للمتشردين !!
اقترب منها احدهم و هو يقول : ما الذي تفعله شابة جميلة هنا ؟!

تراجعت للخلف بخوف و هي تحدث نفسها : و الآن ... أين أنا ؟!

شعرت بأنها في ورطة كبيرة ، و لا تعرف كيف تخرج منها ، وضعت يدها في جيبها و بحثت عن هاتفها لكنها لم تجده ، فتذكرت بأنها قدمته لسام حتى يصلحه ، تلفتت حولها برعب محدثة نفسها : و الآن ماذا افعل ؟! كيف سأخرج من هنا ؟؟

دمعت عيناها و هي تركض في الارجاء دون ات تجد مخرجاً ، تلك الطرقات الضيقة و الأزقة المتسخة لا نهاية لها ، في النهاية وجدت مكاناً اشبه ببيت مهجور فارغ ، قررت المكوث هناك حتى ترتاح بعيداً عن المجرمين و المتشردين ، دخلت ثم سارت حتى وجدت مكاناً جيداً للجلوس ، جلست متكئة على الجدار و الحقيبة في احضانها ، دقائق من الراحة و الهدوء لكنها لم تستمر ، حيث اخذت تسمع نباح كلب مخيف و كان الصوت يقترب شيئاً فشيئاً ، وقفت و ارتدت الحقيبة على ظهرها و هي تسأل في نفسها : و الآن ... ماذا يريد هذا الكائن المخيف ؟!

اخذت تتلفت حولها حتى وجدت عصاة خشبية على الأرض ، حملتها و وقفت بطريقة دفاعية و همست : لن اسمح له بالاقتراب مني ...

فجأة سمعت صوت فتح الباب و قد دخل شخص برفقة الكلب ، فتى يبدو في الثالثة عشر من العمر ، ظلت تنظر ناحيته فقال بتعجب : يبدو أن لدينا زبونة هنا ...

اقترب اكثر و تابع : اشعر بأنك لست من هذا البلد ، اتيت للسياحة بلا شك ...

ضحك بسخرية و تابع : من الغريب أن تكوني في هذا المكان ، كل هذا لا يهمني ، سلميني ما لديك من مال ، الآن !!

- صدقني لا املك شيئاً الآن ...

اقترب اكثر فأرادت ضربه بالعصا الا انه امسك بيدها و سحبها منها بقوة ثم القى بها بعيداً ، تراجعت حتى التصق ظهرها بالجدار و هي تقول في نفسها : اقوى مما تخيلت بكثير !!

- اعطني مالديك و سأرحل بسلام !!

اجابت بحزن : صدقني لا املك سوى حقيبة بها كراسة رسم !!

- انت تكذبين !! هاتِ الحقيبة اذن !!

حركت رأسها دليلا على الرفض و تابعت : لا ، انها ثمينة بالنسبة لي ...

نظر لكلبه و قال بلهجة آمرة : بوبي ، استدعي أليكس و المجموعة ...

ثم اعاد نظره إليها و تابع : اصدقائي الكبار سيعرفون كيف يتعاملون مع هذه الغبية ...

ذهب الكلب بينما ازداد رعب سيلينا التي أخذت تتساءل ما الذي سيحصل معها الآن ...

يتبع ..

رحلة لعالم الفنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن