امنية تحققت !!

1.1K 107 5
                                    

اخذت تسير حاملة كراسة الرسم و قلم الرصاص حتى وصلت لمرادها ... حديقة رائعة بها شجرة مزهرة في غاية الجمال ... ظلت تحدق بها بإعجاب و قد ابهرها ترتيب تلك الزهور على اغصان الشجرة ... بحثت بأنظارها عن مكان لترسمها منه ... حتى وجدت ذلك المقعد الخشبي الطويل و الذي يقع مقابلاً لتلك الشجرة ... سارعت خطاها لتجلس عليه لكن رجلاً عجوزاً سبقها ، جلس عليه بهدوء و اخذ الكلب الذي برفقته ينبح في وجهها .. زفرت و تابعت : كان المكان الأفضل للرسم ..

تراجعت ثم سارت حتى وصلت لمقعد اخر و ارتمت عليه بانزعاج و هي تتحدث : هل عليّ أن انتظره حتى يبتعد ؟؟

اخرجت هاتفها و تابعت : لا اعلم ... اخشى ألا يتحرك حتى المغيب !!

اخذت تضغط على شاشة هاتفها حتى وصلت لموقعها المفضل ... حيث يتشارك فيه الجميع الصور و الرسومات ... كان هذا الموقع هو ادمانها ... تقضي معظم وقتها بتصفحه و إضافة آخر ما ترسمه من لوحات ، كما كانت مهتمة بمتابعة اخر الرسومات لعدد من الأشخاص ، خاصة ذلك الذي يدعى "عالم الفن " ... كانت رسماته تفوق الجمال ذاته ... ابداع حقيقي يتجسد في شخص !!

كان غامضاً ، لمْ يضع اسم المدينة التي يسكنها أو حتى الدولة أي أن جنسيته مجهولة ... لم تعرف جنسه سواء كان ذكر أم انثى ... كل ما كانت تعرفه هي تلك الرسومات التي يضعها كل فترة و عليها توقيعه المميز ، رسمة اخرى يضعها ... تتأملها بهدوء ... اضافاته الفنية تجعل من الصورة اجمل ، كم هي مذهلة هذه الرسوم ، ظلت تتأملها لفترة و تدقق في دقة تفاصيلها و حين رفعت انظارها وجدت العجوز و كلبه قد ابتعدا ... وقفت بسرعة و قد ارتسمت السعادة على ملامحها سارعت خطاها حتى جلست على ذلك المقعد و اخذت ترسم و ترسم ، غربت الشمس فعادت لمنزلها و هي في قمة السعادة ، و بينما كانت تضيف اللمسات الأخيرة على رسمتها دخلت شقيقتها الكبرى للغرفة و قالت بمرح : سيلينا ... لقد اقنعت والديّ بالسفر !!

وقفت سيلينا و قالت بعد تصديق : انتِ تمزحين بلا شك !!

اجابتها شقيقتها بابتسامة واثقة : لا ابداً ، اسأليهما و تأكدي بنفسك !!

قفزت سيلينا لا ارادياً و اخذت تصرخ بسعادة ثم احتضنت شقيقتها التي اخذت تضحك ... و هي تقول : اخبرتك انني سأقنعهما !!

- انت اروع اخت في العالم !! لا اصدق اننا سنسافر خلال هذه الاجازة !!

ثم وقفت و قالت بتساؤل : هل يمكن ان يكون هذا حلماً ؟!

ضربتها شقيقتها و نطقت بمرح : لا ... هذا الواقع !!

ثم اردفت متصنعة التعالي : ألا تثقين بشقيقتك ؟!

احتضنتها سيلينا بفرح و اخذت الاختان تضحكان بسعادة ... اخيراً ستذهبان لبلد جديد ، و تصبحان سائحتين لأول مرة في حياتهما ، و ما يزيد الأمر روعة بالنسبة لسيلينا هو أن ذلك البلد يحتوي على معارض فنية معروفة عالمياً ، و لهذا السبب كانت سيلينا مصرة على زيارته و قد اقنعت شقيقتها بأمر السفر إليه ، و التي بدرها اقنعت الوالدين ، و ها هو الحلم يتحقق !!

اخذت الشقيقتان تجهزان حقائب السفر معاً و السرور يملأ قلبيهما ، كل منهما تتحدث عن امالها و تخيلاتها ، تتسائلان ما الذي يجب أن تأخذانه أو ما الذي ستفعلانه ، تضاربت الأفكار الممتعة و الأحلام الجميلة ، حتى انتهيتا من حزم امتعتهما و خلدت كل منهما للنوم و مئات الأمنيات تنتظر دورها لتصبح واقعا ً ..

يتبع ..

رحلة لعالم الفنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن