قصه منصور الجزء الأول

38 9 2
                                    

كانت هي طالبة في دار المعلمات في المنصور وهو طالب في إعدادية المنصور وكان لقاءهم الاول قرب معرض بغداد الدولي حيث الاثنين ينتظرون باص المصلحة الذاهب الى منطقة الدورة هي تنزل في منطقة البياع وهو يكمل مشواره وينزل في السيدية قرب دائرة الاطفاء

جاء الباص وكان مزدحم بالركاب ووقفت بجانبه عسى  ينزل احدهم في ساحة النسور وتجلس هي لكي تخلص من احراج الوقوف بين بعض الشباب من طلاب المدارس .  وبالفعل توقف الباص قرب ساحة النسور وأصبح مقعد فارغ فنادى " حسام "  تفضلي بالجلوس  " شكرا جزيلا  جلست  وشعرت بالراحة   لانها تخلصت من الاحراج والوقوف بين الركاب 

عندما وصل الباص الى البياع  نزلت بالقرب من سينما اليرموك وقالت له "  تفضل أجلس  " هو بالأساس مكانك وأني أشكرك جدا "   لم تفارق عين حسام الطالبة " بلسم "  حتى اختفت عن أنظاره وتحرك الباص متوجها الى السيدية

بعد ثلاثة ايّام شاهدها أيضا بالقرب من معرض بغداد حيث بدأ يعرف وقت خروجها من  دار المعلمات . هذه المرة أصبحت عنده الجرأة  وذهب حيث كانت واقفة ومزح معها " هل المرة أنتٍ توكفين واني أكعد " تدلل والله ذاك اليوم خلصتني من الاحراج .   أنت وين تداوم . اني بصف سادس بأعدادية  المنصور .  يعني أحنه جيران اني طالبة بدار المعلمات .

كانت اكثر لقاءاتهم قرب المعرض ومن ثم يصعدون في باص المصلحة واذا كان هناك مجال يتحدثون بينهم واذا لم تحين لهم فرصة يكون بينهم حديث العيون ونظرات الإعجاب

تخرج حسام وتخرجت  بلسم  وأصبح الحب يربطهم اكثر من قبل بعشرات المرات  . هي أصبحت معلمة  وهو قدم على  كلية القوة الجوية وأيضا قدم اوراقه للدراسة في بولندا ! وكان محتار اين يذهب  لكن في النهاية  تم قبوله في القوة الجوية سنة ١٩٨٢  على أمل ان يصبح طيار ويتقدم لخطبتها والزواج منها

مرت الثلاثة سنوات بسرعة وكان يلتقيها دائما وتقدم لخطبتها من اهلها ولم يكن هناك مانع لدى والدها فالشاب الذي تقدم لخطبة أبنته . ملازم طيار ولديه سيارة وبيت وراتب  جيد والاهم من كل هذا أن بلسم تحبه

تمت مراسيم الخطوبة والزواج بسرعة فخلال ثلاثة أشهر كان حسام وبلسم في شهر العسل في مدينة الحبانية  وعادوا الى بيتهم الجديد في منطقة الغزالية والسعادة لاتسع قلوبهم النقية

لم يتأخر طفلهم الاول وكان أسمه غريب بعض الشي حيث اتفقوا ان يكون أسمه " منصور " تيمنا بمدينة المنصور الذي شهدت حبهم الاولى

كان ملازم أول حسام واحد من المع الطيارين العراقيين  في حربنا مع أيران وفِي كل طلعة جوية كانت أمنيته ان تتوقف الحرب بين البلدين  ويتم وقف اطلاق النار  لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فالحرب مستعرة  ولا يوجد بصيص أمل لأيقافها  لكن مع مرور الايام شعر ان الحرب قد تنتهي  وأنها مجرد مسألة وقت

فعلا كما توقع حسام انتهت الحرب في ٨/ ٨ من عام ٨٨ وشعرت بلسم بالارتياح لان قلبها كان يرتجف مع كل صولة لزوجها حسام على أيران . لكن هذه الفرحة لم تدوم طويلا  فقد وجد حسام نفسه   مرة أخرى في حرب  جديدة لكن هذه المرة تختلف مع عدو لايستطيع  أن يواجههم في طائرته أنها أمريكا " سيدة العالم في السلاح والحروب " وقرر رئيسها بوش الاب اخراج الجيش العراقي بالقوة من الكويت ومن ثم تدمير الوطن ليعوده الى القرون الوسطى كما قال وزير خارجيته جيمس بيكر لوزير خارجية العراق طارق عزيز في جنيف بعد اجتماعهم الفاشل قبل الحرب بأشهر

بلسم كانت خائفة على زوجها فالعدو اليوم غير عدو الامس  وستكون اول ضربة لامريكا هي القواعد الجوية وقد يصبح  زوجها من ضمن قافلة الشهداء في حروب كتبت على شباب العراق دون أن يكون لهم ذنب فيها مجرد عسكريين يعيشون الأحداث  ولا يصنعوها .

حضنت  أبنها منصور الذي بلغ من العمر سنتين وهي ترى من خلال التلفاز خطاب للرئيس بوش الاب يهدد فيه صدام بالانسحاب من الكويت والانصياع لقرارات مجلس الامن الدولي .  قالت بلسم مع نفسها "  ما أظن صدام ينسحب هذا عنودي وسياسته ستؤدي الى تدمير العراق . أني خائفة على زوجي حسام الله ستر عليه بحرب ايران هاي المرة شلون . رفعت يدها الى السماء وتقول " يارب  أحفظ الغراق وأهله من هذه الحرب القادمة

والقصة بقية

قصه منصورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن