فكرت هبة بكلام منصور حيث طلب يدها للزواج .
ولأول مرة تشعر انها ضعيفة لاتعرف أن تتأخذ قرار لوحدها فذهبت لامها وأخبرتها بطلب منصور وكان جواب الام " الولد مبين خوش ولد وأهله خوش ناس والقرار قرارج بنتي فكري زين "
تريدين الصدك ماما أني اخاف من الزواج السريع نتائجه تكون عكسية بعدين . لازم منصور يعرف ان عملي وشغلي يتطلب الاختلاط بالألمان واكعد وياهم أحتمال هاي الشغلات متصرفله ويعتبره غير اخلاقية . ماكو مشكلة بنتي كل هاي الأمور تتفقين وياه قبل الزواج وتفهميٍ ! هو هم هيج أني مفكرةتكلم منصور مع والدته بخصوص علاقته مع هبة ولحظتها " هلهلت الام بالفرح "
فقال لها على كيفيج يمعودة كلشي ماكو لحد الان مجرد كلام بس
لتخاف هي تحبك واكيد توافق
ما اعرف امي خلي نشوف أني ممستعجل
.جاء والده وشاهد منصور مع أمه فقال خير شنو عدكم
قالت الام تعال حسام منصور يريد يخطب هبة
. الله هذا احلى خبر
شتكول بابا
احسن خطوة أبني حتى أني اطمئن عليك وأريد ارجع لبغداد ترى أني روحي هناك ومشتاق لابوية وأمي
الله كريم بابا يصير قالها منصور
وذهب منصور الى عمله وبعد وصوله بنصف ساعة استدعاه ابو هبة الى مكتبه " تعال أبني منصور اكعد يمي
تفضل عمي أبو هبة
أسمع أبني انت تعرف اني ما عندي ولد بس بنات ومحتاج واحد يكون سند الهم وانت تعرف اني چبير بالعمر والبارحة أخبرتني هبة أنه انت تريد تخطبه . أني ما عندي مانع لانه انت خوش ولد بس اللي اطلبه منك " هاي هبة أمانة عندك تحافظ عليه مثل متحافظ على نفسك .
تفاجئ منصور بكلام الاب وقال له " أذا الكاع متشيل هبة عيوني تشيله "
على كل حال أبني بعد هاي انت وهبة يكون اتفاقكم على الخطوبة والزواج .قبل انتهاء عمله اتصلت هبة بمنصور وقالت له لتطلع من الشركة اني أوصلك .. وبالفعل جاءت هبه وذهب معها في السيارة وقالت له " شفت أبوية
" أي شفته وتكلم وياية بخصوص خطوبتنا وكلي " هبة أمانة عندك "
وانت شتكول منصور " أنتٍ مو بس أمانة أنتٍ جزء من حياتي وقطعة من روحي ..أسمع منصور ضروري تعرف شوية عني . اني ممحتاجه المال . الحمد الله والشكر خيرنا هواية واني عندي راتب ثابت من شركة إبوية والشي الثاني زرت معظم كل دول العالم والتقيت بهواية ناس وشباب وظليت محافظة على اخلاقي وتربيتي وعندي اصدقاء ألمان بنات ولد وحياتي معهم طبيعية احتمال هاي تكون غريبة عليك بس انت بعد تعرف اخلاقي واكيد هاي علاقتي معهم في المستقبل تكون أنت وياية . اني محتاجة رجل يحبني ويحافظ عليء ومثل ما سمعت من أبوية " احنه بنات اثنين وبابا رجل كبير ويريد يطمئن علينا فاعتقد انت الرجل المناسب ومتخيب أملي .
أن شاء الله خير يا هبة يعني أنتٍ هسه موافقة على الخطوبة
أنت شتكول
اني أكول موافقة
لعد أمشي نروح لبيتنا نفرح امي بهذا الخبروبالفعل بعد شهر تقريبا أعلنت خطوبتهم ومن ثم بعدها بفترة تزوجوا وكانت أمورهم رائعة جدا وحياتهم سعيدة . لكن الاب أبو منصور قرر أن يعود الى العراق في البداية اعترضت الام لكنه اقنعها ان الحياة هنا صعبة ووالديه في بغداد أصبحوا كبار في السن ويجب أن يكون بجانبهم وبالفعل بعد فترة قصيرة من زواج منصور تقدم أحد الشباب العراقيين على طلب يد أبنته اماني عن طريق شقيقته التي هي صديقتها .
لم يمانع حسام وزوجته بلسم على هذا الشاب لكن القرار بيد اماني حيث سالها والدها عن هذا الشباب " فهزت رأسها بالموافقة " وهكذا تمت الخطوبة وتزوجت اماني من شاب عراقي ولادته ألمانيا ومن عائلة معروفة بالخلق العالي
أطمأن حسام وبلسم على حياة منصور وأماني وقرر العودة الى العراق بالرغم من توسلهم بالبقاء فكان جواب الآب " لازم ارجع للعراق إبوية وامي محتاجيني ونكدر نلتقي بالمستقبل بالأردن أو أني اجي زيارة ألمانيا حتى اشوفكم
كان لقاء الوداع مؤثر في المطار الجميع دموعهم تهطل كالمطر كأنه كتب على العراقي الحزن حتى في لحظات الفرح وعاد حسام وزوجته الى بغداد وأيضا كانت الدموع حاضرة في لقاءه مع والديه وشعر بتأنيب الضمير عندما رأى المرض اخذ الكثير من صحتهم ..
بين فترة وأخرى يتصل حسام وزوجته بلسم بأولادهم منصور وأماني ويطمئن عليهم وكانت حياتهم سعيدة تعودوا على العيش في ألمانيا وأصبحوا يهتمون بعملهم ويوم السبت والآحد أجازتهم من العمل حيث يجتمعون في بيت أبو هبة على الغذاء أو العشاء . بعد فترة قرروا جميعا الذهاب الى الاردن بعد أن أتفقوا مع حسام وزوجته ان يأتوا الى الاردن للقاء بهم
وبالفعل كانت لمة حلوة التقوا جميعا في بلد عربي " هبة وزوجها منصور واماني وزوجها وكذلك أبو هبة وأم هبة " اكثر من عشرة ايّام في الاردن كانت من أجمل ليالي العمر لمنصور حيث التقى بأمه وأبيه ودائما يكون الوداع مؤثر وحزين
وأستمر هذا الحزن بعد عودتهم الى ألمانيا ففي عام ٢٠١٤ كان أبو منصور ذاهبا الى الكرادة حين حدث أنفجار بسيارة مفخخة وكان من ضمن الضحايا واستشهد فيه وكأنه نفذ ما كان يقوله في ألمانيا " اموت في بغداد مظلوم افضل ما اموت في الغربة من القهر .
لم ينفع بكاء زوجته بلسم فزوجها لن يعود أبدآ . حزن منصور على وفاة والده وظل الحزن يلازمه طويلا وقرر فيما بعد أن تأتي والدته الى ألمانيا للعيش معهم فالذي عادت معه تركها ورحل الى المقبرة .
بعدها بسنة رزقت هبة بطفل فسماه على أسم والده " حسام " ليبقى خالدا معهم
شكرا لكل من تابعها