قصه منصور الجزء السادس

8 3 0
                                    

أذن تم احتلال العراق وجاءت وجوه عراقية مغتربة مع أحزابهم    من كل بقاع الارض الى بغداد وتم تأسيس مجلس الحكم  وأّقرت المحاصصة الطائفية السياسية والبلد اصبح فوضى . الحدود مستباحة لكل من هب ودب ! الكثير من العراقيين مشغولين في السرقة . لم تسلم دائرة . مدرسة . روضة . بنك . مستشفى .  وزارة من السرقة .

أصبحت السرقة شطارة  والكل يتباهى بانه أخذ حصته من النفط حتى يبرر سرقته وهو يعرف انه سارق مع سبق الإصرار والترصد . بدأت الاغتيالات  والقتل  . كل شخص له عداوة مع احد يقوم بقتله أو تهديده !! وبدأت القائمة تستهدف الطيارين الذين شاركوا في حرب ايران . وصل الخبر الى نقيب حسام  وشعر بالخطر فقرر ان يغادر العراق مع زوجته  وأولاده  .

لحظات الوداع مع  أمه وأبيه تختلف  عن وداع  عام ٩٤ عندما أراد الهروب عن طريق أربيل ! هذه المرة شعر أن الموت يلاحقه  في كل لحظة  . بسرعة باع بيته ووضع المال عند والده   وخرج  مع الفجر الى الاردن   وأمه  خلفه رمت الماء وتدعوا له الوصول بالسلامة . وصل الى منفذ الوليد  وشاهد اللاف العراقيين في مكتب الجوازات  . قال لزوجته اُمسكي الاطفال وهسه أشوِف واحد أنطي فلوس حتى أختم  بسرعة . وبالفعل وجد احد المعقبين وختم الجوازات مقابل خمسين دولار  وصعد في السيارة ووصل الى المعبر السوري وكان الحال لا يختلف عن المعبر العراقي وهنا تكفل سائق البهبان بختم الجوازات مقابل خمسين دولار أيضا

دخل الى دمشق بعد اكثر من عشرة ساعات في الطريق وكان قلق على والديه  وكم تمنى لو جاءوا معه لكنهم رفضوا ذلك حتى أمه قالت له  المهم توصل انت وعائلتك  بالسلامة .

أندهش عندما وصل كراج السيدة زينب  وشاهد الإعداد الهائلة من العراقيين . متواجدين في  المطاعم . المحلات . الفنادق .  . المقاهي  . اللهجة العراقية في كل مكان .  أستأجر شقة في السيدة زينب   لمدة أسبوع بعدها  يقرر البقاء في دمشق أو الذهاب الى حلب حيث صديقه المقدم الطيار فائز الذي غادر العراق قبله  واستقر مع عائلته هناك  وكان حسام على تواصل معه

بعد أسبوع من مكوثه في دمشق  قرر الذهاب الى حلب والسكن قرب صديقه مقدم فائز  حيث شجعه للمجيء الى هنا لكي يكون دائما بصحبته . وصل الى  حلب ووجد شقة مفروشة  جاهزة أجرها فائز له بعد الاتفاق بينهم على أن يعطيه المبلغ حال وصوله الى حلب . عندما  كان يخرج الى المدينة   يشاهد صور بشار ووالده حافظ الاسد  وأخيه باسل  في كل مكان . ووجد نفس شعارات حزب البعث في العراق موجودة  في سوريا فهم نفس الحزب والاهداف لكن كان هناك اختلاف بين زعماء البلدين .

مضى على وجوده في حلب عدة أشهر  وأكثر وقته يقضيه مع مقدم فائز يتابعون  اخبار العراق من خلال  التلفزيون ويشاهدون يوميا حمام الدم  الذي ينزف بلا حساب في بغداد وباقي المحافظات . أقترح على مقدم فائز أن يهاجروا خارج العراق   لكن فائز  رفض  وقال " أني مرتاح بحلب اهل زوجتي هنا  وعندي تجارة مع العراق . أما حسام قرر الهجرة مع زوجته وأولاده بعد ان اتفق مع مهرب سوري  أن يوصله الى تركيا ومن هناك الى اليونان ومن ثم الى ألمانيا التي يرغب حسام في طلب اللجوء فيها

قصه منصورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن