الجزء السابع قصه منصور

6 3 0
                                    

تأزم وضع نقيب حسام وزوجته بعد سنتين من وجودهم في ألمانيا وأصبحت حياتهم جحيم خاصة بعد أن فشل في العثور على أي عمل . فعمره اصبح ٤٨ سنة وهذا العمر من الصعوبة حصول صاحبه على فرصة للعمل ومن جهة اخرى مشكلة أبنه " منصور " الذي ترك البيت وذهب مع صديقته الألمانية .

خلال هذه الفترة تعرف على عائلة عراقية مقيمة منذ اكثر من عشرين سنة في ألمانيا عن طريق زوجته حيث التقت بالصدفة على أم هبة في أحدى المولات وأصبحت مع مرور الوقت صديقتها المفضلة وبدوره تعرف أبو هبة على نقيب حسام وعرف انه كان ضباط طيار ومن عائلة محترمة وتوطدت علاقتهم وأصبحوا كل يوم سبت يلتقون سوية

أبو هبة كان يعمل تاجر في العراق وغادره منذ فترة طويلة وجاء الى ألمانيا ولديه شركة تجارية لبيع المواد الكهربائية ووضعه المادي جيد جدا ولديه بنت وولد هبة عمرها ٢١ سنة وأحمد عمره ١٧ والاثنين ولادتهم في ألمانيا .

أعُجب نقيب حسام بعائلة ابو مروة وأخلاقهم وتربية بناته وتمنى لو أن أبنه منصور يعود الى رشده ويتزوج هبة و يعمل مع والدها أفضل له من هذا التسكع . وطلب من زوجته ان تتكلم مع منصور بمرونة عسى الله أن يهديه حتى يطمأن عليه قبل الرجوع الى العراق ! كان جواب زوجته هسه يا زواج يمعود خلي بس يرجع للبيت ومن يكول هبة توافق هاي ولادته ألمانيا وطريقة حياته يجوز تختلف عن طريقة حياة منصور هذا المخبل

أحتاج نقيب حسام لمعاملة قيد الحياة من السفارة العراقية في برلين من أجل راتبه التقاعدي وذهب لها حيث تبعد عن مدينة هامبورغ عدة ساعات وحصل أن زوجته شعرت بصداع في الرأس فقامت أبنتها أماني بالاتصال بشقيقها منصور وهي تبكي وتقول له" تعال بسرعة أمي مريضة وماكو احد بالبيت " أستقل منصور القطار وجاء بسرعة الى أمه وفِي الطريق بدأ يفكر في تصرفه وشعر انه اخطأ بحق والده وأمه وكيف طاوعته نفسه على تركهم والعيش مع فتاة ألمانية وكان تأنيب الضمير يوجعه بالأعماق وعندما وصل الى البيت شاهد أمه ممددة على السرير وشقيقته بالقرب منها فنزلت دموعه وقّبل يد أمه وهو يبكي ويعتذر وأمه شاركته الدموع وتقول له " الحمد الله والشكر أبني الله هداك ورجعت " سامحيني أمي أني اعتذر وغلطان . وقام بالاتصال بوالده يعتذر منه وأخبره أنه سيعود الى البيت .. شعر حسام بالفرح والسعادة عندما سمع صوت أبنه واعتذاره على خطأه الذي أرتكبه بحقه وحق أمه
. ألتم شمل العائلة من جديد وعاد الفرح الى شقتهم المتواضعة بعد عودة الاب من برلين حيث اعتذر منصور وقبل رأس والده " سامحني بابا أن شاء الله متكرر هذه الغلطة "

في يوم السبت كان بيت أبو مروة وزوجته وأبنته مروة وأحمد ضيوف في شقة بيت حسام وسمع منصور أم مروة تقول لامه " نسمع بمنصور ومشايفيه الله يحفظه لشبابه
شكرآ خالة
سألته مروة ماذا يعمل بالمانيا .
خلصت كورس اللغة وأبحث عن عمل
فسمع أبو مروة يقول له أذا لم تجد عمل تعال أشتغل وياية بالشركة !

كانت مروة تتحدث مع شقيقة منصور أماني وفِي بعض المرات تسرق عينها بعض النظرات وتنظر الى منصور ورأته شاب أسمر الوجه طويل القامة أنيق في ملابسه . كانت مجرد نظرات فقط لا اكثر .

انتهت الزيارة وقالت أم مروة لام منصور " الأسبوع القادم معزومين على غده يمنه بالبيت والتفت الى منصور مو متچي خالة هاي العزيمة على شرفك " أشكرج خالة أن شاء الله

جاء يوم السبت وذهب حسام وزوجته بلسم وأولادهم ومنصور وأماني الى بيت أبو هبة حيث كانوا مدعوين الى الغذاء وكان استقبال الضيوف أكثر من رائع وجلسوا جميعا في صالون البيت الأنيق جدا حيث توجد على الجدران لوحات زيتية لرسامين عالمين وعراقيين وأنشغلت ام هبة بالحديث مع ام منصور وكذلك حسام انشغل مع ابو هبة بالحديث عن العراق وما يحدث فيه من تجاذبات سياسية بين الأحزاب وهكذا وجد منصور نفسه بالحديث مع مروة التي كانت خجولة بعض الشي بالتكلم معه وبعد لحظات كانت ضحكاتهم توحي بأنهم منسجمين بالحديث
. تحدث منصور عن نفسه وقال لها الحياة صعبة في ألمانيا يجب على الانسان أن يعمل ليل ونهار لكي يعيش وأذا لم يجد عمل يشعر بالكأبة كما حدث مع أبي الذي يرغب بالعودة الى العراق لانه مل حياة الغربة لكني ارفض العودة ؟؟ وهنا تحدثت هبة صحيح انا لم أرى العراق لحد الان وولادتي في ألمانيا وأصبحت ألمانية مثلهم في طريقة العيش !! لكن من حديث أبي وأمي اتمنى أن أزور بغداد وأذهب الى شارع المتنبي والمنصور والكرادة !؟ و شعرت بالحرج في الإعدادية قبل سنوات عندما سألني مدرس التاريخ عن حضارة وادي الرافدين وبابل وكانت إجابتي خجولة فقال لي كيف لا تعرفين تاريخ بلدك كان يجب عليك أن تقرأين عنه في الانترنت

قصه منصورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن