بعد أسبوع من الراحة النفسية واللقاء بزوجته وابنه ذهب حسام الى إدارة الضباط في وزارة الدفاع ووجد أمر نقله الى مديرية المشاة العسكرية كضباط أدارة ! فرح بهذا الامر وقال مع نفسه " حلوة شغلة الضابط الاداري ودوامي في بغداد الحمد الله والشكر على كل حال
مرت حياته طبيعية بعد خروجه من السجن وكان يشعر في بعض الأحيان انه قد يكون مراقب من اجهزة الامن وهذا شي طبيعي في دولة بوليسية تضع الجميع تحت المراقبة خاصة ان البلد محاصر اقتصاديا وكل دول الجوار في عداء مستمر معه ورئيسه يوميا يقول " أم المعارك مستمرة " فلهذا كان يسير مع الحائط كما يقول المثل الشعبي فعقوبة السجن جعلته يكون اكثر حذرا في الحياة وأعطته درسآ ان لايثق بأحد بعد حادثة هروبه الى أربيل
أخبرته زوجته بأنها حامل وفرح جدا بهذا الخبر وأخيرا سيكون لمنصور اخت جميلة أن شاء الله . وبالفعل جاءت طفلته " أماني " لتنظم لهذه العائلة وعسى ان تكون فأل حسن لكي يحقق والدها بعض الأماني المخبأة في قلبه
. تسير السنين بسرعة ويجد رائد حسام نفسه في حالة انذار بوحدته العسكرية بعد أن قرر بوش الأبن غزو العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل وجاء بجيشه الجرار ليعلن ساعة الصفر للهجوم على الحبيبة بغداد
. دخلت جميع القطعات العسكرية والأمنية في أنذار بعد ان توعد الرئيس الامريكي باحتلال العراق واعطى مهلة ٧٢ ساعة لصدام وولديه عدي وقصي بمغادرة العراق لكي يجنب بلده الحرب ورفض صدام على لسان الحكومة العراقية هذا التهديد والإنذار وأيضا رفض صدام اقتراح الشيخ زايد الذي رحب بقدوم صدام مع ٥٠٠ فرد من حاشيته للعيش في الامارات معززين مكرمينأذن طبول الحرب الغير متكافئة بين العراق وأمريكا تقرع من جديد بعد أن قرعت عام ٩١ وتم فيها طرد الجيش العراقي من الكويت واليوم تقرع عام ٢٠٠٣ لاحتلال العراق وإزاحة نظام البعث وصدام من السلطة . انها أمريكا سيدة العالم لا أحد يقف في طريقها حتى لو كانت قراراتها خاطئة فمن يجرآ على مواجهتها حتى أن بعض الدول العربية المجاورة للعراق كانت جسر للمرور القوات الامريكية باحتلال العراق بل حتى صحافتهم ورجال الدين كانوا في العلن ضد الغزو وفِي السر مع الغزو وتدمير العراق
كان نقيب حسام بوحدته العسكرية في حالة انذار وأجتمع بهم رئيس أركان الجيش وحثهم على الدفاع عن وطنهم ضد الغزو الامريكي المتوقع خلال أيام . وبدأ العراقيين بحفر الآبار في حدائقهم وشراء المواد الغذائية وتكديسها في البيوت بعد أن كانوا يتوقعون أن الحرب ستطول أشهر وان حدود بغداد ستكون مقبرة للغزاة
بدأ الغزو بغارة جوية على القصر الرئاسي فى بغداد فى 19 اذار/مارس 2003. وفي اليوم التالي, شنت قوات التحالف عملية توغل فى محافظة البصرة من حشد قريبة من الحدود العراقية - الكويتية. بينما شنت القوات الخاصة هجوماً برمائياً من الخليج لتأمين البصرة والمناطق المحيطة بها و حقول البترول فيما توغل الجيش البريطاني فى جنوب العراق لاحتلال المنطقة و دخل فى معركة الناصرية فى 23 اذار/مارس. و حدثت ضربات جوية واسعة فى جميع انحاء البلاد ضد المنشاءات العسكرية والمعسكرات والأماكن الحيوية
بعد ثلاثة اسابيع من بداية الحملة بدات القوات الأمريكة تحركها نحو بغداد. كان التوقع الأولي ان تقوم القوات المدرعة الأمريكية بحصار بغداد وتقوم بحرب شوارع في بغداد باسناد من القوة الجوية الأمريكية. في 5 أبريل 2003 قامت مجموعة من المدرعات الأمريكية وعددها 29 دبابة و 14 مدرعة نوع برادلي بشن هجوم على مطار بغداد الدولي وقوبلت هذه القوة بمقاومة شديدة من قبل وحدات الجيش العراقي التي كانت تدافع عن المطار لكن في النهاية تمكنت القوات الامريكية من قتل أكثر المدافعين من بينهم الرائد حيدر صديق نقيب حسام
في 7 أبريل 2003 قامت قوة مدرعة أخرى بشن هجوم على القصر الجمهوري واستطاعت من تثبيت موطآ قدم لها في القصر وبعد ساعات من هذا حدث انهيار كامل لمقاومة الجيش العراقي خاصة بعد فقدان الاتصال بين الضباط والجنود والقادة وكل عسكري تصرف بمفرده والبعض منهم طلب من جنوده الذهاب الى بيوتهم . وهذا ما فعله نقيب حسام الذي بقي في المعسكر مع عدد من الجنود بعد أن اختفى امر المعسكر والضباط والقادة في يوم ٤/٩ وبعدها قررالرجوع الى البيت في السيدية وهو غير مصدق ما يحدث في وطنه !!
فبدأ يسأل أين اختفى الرئيس وحمايته ! أين قادة الحرس الجمهوري . أين الامن والحرس الخاص . أين جهاز المخابرات ، أين جهاز الامن العام . أين الاستخبارات العسكرية . أين فدائي صدام . أين جيش القدس الذي أسسه صدام بحجة تحرير فلسطين لماذا لم يدافعوا عن وطنهم .
أسئلة كثيرة في مخيلة نقيب حسام وهو يقود سيارته ليعود الى بيتهم في السيدية
في 9 أبريل 2003 اعلنت القوات الأمريكية بسط سيطرتها على معظم المناطق ونقلت وكالات الأنباء العالمية لقطات لاسقاط تمثال الرئيس العراقي صدام حسين في وسط بغداد وهذا يعني انتهاء حكم البعث وصدام في العراق
انتظر نقيب حسام عدة أيام في البيت ليرى ماذا يخبئ القدر لوطنه العراق بعد احتلاله من الامريكان فشاهد الحواسم يسرقون البنوك ودوائر الدولة والمستشفيات والمدارس ولم تسلم بناية من السرقة . ومن شباك بيتهم شاهد عدد من الشبان يكسرون أبواب مدرسة أبتدائية ويسرقون ما يستطيعون حمله !شعر بالحزن على هذا الوطن الذي أصبح سراب بين ليلة وضحاها
وجاء غارنر الحاكم العسكري الذي عينه الرئيس بوش . وأصدرت امريكا قرار بالقبض على ٥٥ قياديا في حزب البعث ومن ثم تم تعيين برايمر حاكم مدني في العراق وكان أول قرار أتخذه حل الجيش والاجهزة الأمنية وهذا يعني أن حسام لم يعد نقيب في الجيش ! لم يهتم للامر لانه بدأ يشعر أن الوطن ذاهب الى الهاوية خاصة بعد مجيء الأحزاب الاسلامية وتأسيس مجلس حكم وأصبحت الطائفية قانونا وتقال في كل مكان بل البعض اتخذها للحصول على مناصب ومكاسب مادية
وللقصة بقية
حسام يفكر في الهجرة خارج العراق بعد أن بدأ يشعر بالخطر
أنت تقرأ
قصه منصور
Storie d'amoreقصه حقيقية حدثت في العراق خلال فترات متعدده نتمنى لكم متعه القراءة