وصل نقيب حسام مع زوجته بلسم وأبنه منصور الى كركوك على أمل العبور الى أربيل بواسطة صديقهم الكردي الذي كان ينتظرهم في الفندق واتفقوا ان يكون اليوم راحة لهم وغدا يذهبون الى أربيل بعد أن اتفق مع احد جنود الاستخبارات في سيطرة كركوك للعبور الى أربيل ! لكن محاولتهم لم تنجح في البداية والسبب مسؤول الاستخبارات طلب مبلغ عالي مقابل العبور ونقض الاتفاق الاول بحجة انهم ثلاثة أشخاص وليس شخص واحد ! وبعد ذلك وافق نقيب حسام ودفع المبلغ المطلوب ووصلوا بعد ذلك الى أربيل دون صعوبة لان صديقه الكردي يعرف أفراد سيطرة أربيل
مكثوا في أربيل ثلاثة أيام ينتظرون المهرب الذي سيتكفل بإيصالهم الى تركيا وعندما عرف نقيب حسام هناك مخاطر وصعوبة في الطريق خاف على زوجته وأبنه وتردد في الذهاب خاصة أن والدته اتصلت عندما كان في كركوك وقالت له " أبني ياريت ترجع أني ممرتاحة لسفرتك "
فكر حسام في الموضوع وشعر بالخوف على زوجته وأبنه فلهذا تكلم مع صديقه الكردي وقرر الرجوع الى بغداد لاسيما انه مجاز لمدة شهر ومازال لديه وقت كثيرا حتى يعود الى وحدته العسكرية .
عاد الى بغداد وشعر بالراحة النفسية عندما وصل الى البيت ولقاء أهله . حظنته أمه وهي تردد الحمد الله والشكر ابني همزين رجعت الدنيا ظلمة بدونكم ! أشترى بيت جديد بالقرب من بيت اهله في السيدية وجهزه بالأثاث والغى فكرة السفر نهائيا وعاد الى قاعدته الجوية بعد انتهاء إجازته المرضية
كانت المفاجاة تنتظره في أول يوم التحاقه حيث تم استدعاءه من قبل ضابط الاستخبارات وقال له " شلونه سفرتك لاربيل " تلعثم نقيب حسام بالكلام ولايعرف ماذا يقول له " يا أربيل "
أسمع زين نقيب حسام " مصادرنا تقول انك ذهبت الى أربيل مع زوجتك وابنك للهروب خارج العراق وعندما شعرت بخطورة الطريق ترددت فعدت الى بغداد سنوجه لك تهمة الاتصال بالاكراد والهروب خارج العراق !
تم التحقيق معه وأمر ضابط الاستخبارات في حجزه داخل القاعدة حتى تبعث اوراقه الى المراجع العليا وينتظرون القرار
كانت زوجته تنتظره وعندما تاخر اتصلت بأهله وتبدي قلقها على تأخره . فذهب والده الى قاعدته الجوية ليسأل عنه فأخبره ضابط الاستخبارات أنه محجوز للتحقيق . ماذا فعل . كان جواب ضابط الاستخبارات جازم " ليش متعرف أبنك راد ينهزم لتركيا عن طريق أربيل " تجمد الاب عندما سمع كلام ضابط الاستخبارات ورجع الى البيت وهو يرتجف من الخوف
تم احالة حسام الى المحكمة العسكرية التي حققت في قضية هروبه التي لم ينكرها حسام بعد أن تم تعذيبه وتهديده أذا لم يقول الحقيقة وهكذا صدر الحكم بالسجن خمسة سنوات مع الطرد من الجيش
انهار نقيب حسام عندما سمع قرار الحكم لكنه لم يستطيع فعل أي شي . كان البكاء والعويل والصراخ في بيت اهله وتم أيداعه سجن أبو غريب وكان اللقاء الاول مع زوجته وأبنه ووالديه مؤثر جدا . حيث تغير شكله وأصبح ضعيف والحزن باديا على وجهه
أمضى سنتين في السجن وبقيت ثلاثة سنوات وينتظر الفرج من صاحب الفرج رب العالمين أو مكرمة من صدام حيث دائما يقوم بإطلاق سراح السجناء في عيد ميلاده أو في أي مناسبة أخرى
لم تتحمل بلسم زوجة نقيب حسام ان ترى زوجها قابع في السجن منذ سنتين على تهمة لا تستحق كل هذه العقوبة وهو الذي دافع عن وطنه لهذا عملت المستحيل لانقاذه من السجن حتى أستطاعت الحصول على موعد لمقابلة صدام بعد ان أوصلت احدى صديقاتها "عريضتها " عن طريق عمها الذي يعمل موظف كبير في ديوان الرئاسة وكان حظهم حلو عندما همش صدام على العريضة " تحدد لها موعد للمقابلة "
وللقصه بقيه