أَزرَقٌ فاتح.

145 24 12
                                    

.
.
.

المرارة المُلازمة لي تُعادل ألفَ عامٍ من الحزنِ والخيبة، الأمرُ أشبه بأنّ الحياةَ رَمتني في صندوقٍ أسود لا يصلُهُ النور أبداً.

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

المُفزع بالموت كونهُ قريبٌ منّا جميعاً ولكننا لا ندركه، وبطريقةٍ ما نستمرُ في العيش واثقيين بأننا نمتلكُ العديدَ من الفُرص.

ولطالما شعرتُ بالموت قريبٌ جداً من كآي، لكنّي لم أُدركه أو بالأحرى كنتُ أتجاهلُه.

كنتُ أراهُ في ندوبِ كآي التي يُغطيها دائماً، كانَ يرفُض الاستحمامَ معنا، لقد نعتَها بكونِها قبيحة، أو رُبما مخيفة، ستجعلُ البقية يشعرونَ بعدم الراحة.

كنتُ أراهُ قريباً في عيناهُ المُتعبة بعدَ عودتهِ من المشفى، لطالما آلمتني رؤية عيناهُ حينها، ولكني كنتُ أتحدثُ معه عن التدريبِ وكأنّ شيئاً لم يكُن.

هل أخطأتُ في مكانٍ ما؟ إن كان هذا ذنبٌ يجب عليّ تكفيرُه فما الذي يُمكنني فعلُه؟ هل من طريقة لرؤية كآي مجدداً؟

هل من طريقة لأتوقف عن ذرفِ الدموع دائماً؟ هل من طريقة لألعبُ كرة القاعدة مجدداً؟ هل من سبب يدفعُني للإستيقاظ كلّ صباح؟

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

باردٌ كجُثة، نائمٌ بشكلٍ دائري ومحتضنٌ لذاتي تحتَ لحافِ السرير، جسدي يرتجف، أنامُ وأنا أُمطر وأستيقظ والأمطارُ لا تزالُ تهطل.

لم أذهب للمدرسة منذُ ثلاثةِ أيام، ومنذُ ذلك الوقت وأنا على هذهِ الحالة، وصلتنِي أخبارُ خسارَتنا في بطولة الخريف.

بكيتُ كثيراً، هذا يعني بأنّ الفريق ليسَ بخير مع عدم تواجدي، وهذا يعني بأنهم خسروا فرصة التأهُل للمستوى الوطني بسبب أنانيتي.

لِمَ لم يخترني الموتُ بدلاً عن كآي؟ أنا لستُ مهماً كما كان، ولستُ قوياً كما كان.

كآي، رُغم ألمك لم تذرف الدموعَ قط، كنتَ تبتسم وجسدُك يرتجف من فرطِ الألم، كنتَ ضئيلاً لكنّك تملك قوة تحمُل كبيرة، وكنتُ أعجز عن مواساتكَ دائماً.

لطالما تزاحمت العبارات في حلقي، لطالما امتدّت يداي لكنها لم تصل إليك، ولطالما وقفتُ خلفَ الزجاج أراقبُ ما يفعلهُ الأطباء بك.

لكني لم أتحدث عن هذا مطلقاً، لم أستطع قولَ كلمة واحدة، وكُلي ندم كآي، كُلي ندمٌ بأني لم أكن جيداً لك، كما كنتَ جيداً لي.

قوسُ قزَحٍ بَاهتْ. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن