قوسُ قزَحٍ بَاهتْ.

بُني غامِق.

.
.
.

كثرة الألم تجعلُكَ تُدرك المعنَى الحقيقي للحياة.

ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ

منذُ كنتُ صغيراً، اعتدتُ الألم، لَم أبكي قط، كانت دموعَ والدتي تؤلمُ روحي أكثر من كُلِّ الوخزات والاختناقِ الذي أشعرُ به.

وبسببِ هذا كنتُ أشعرُ بالذنب بكلِ مرةٍ أرَاها تبكي لظنِها بأني أتألم لكني كنتُ قد اعتدتُ الألم.

لطالما رفضتُ مَرضي، لكني لم أصرخ ألماً قط، رفضتُه بإبتسامةٍ كاذبة توحي بأني لا أتألَم.

عشتُ الحياة أنتظرُ موتي فيها، وخلاصي من كلِ هذا الألم، خلاصي من دموعِ والدتي والندوب في جسدي.

كانت والدتي تبكي حينَ ترى ندوبي ولسببٍ ما كنتُ أشعر بالإحراج منها، ندوبي مُقرفة بشكلٍ فضيع!

أردتُ إخبار والدتي بأنّ الدموع في عيناها تؤلمُ روحي، لكن وبكلِ مرة أراها تبكي كنتُ أسخطُ ذاتي، كنتُ أشعر بأني فتىً سيء سمحَ لوالدتهِ بالبكاء، ولَم يقُم بحمايتِها.

كانَ احتضانُ والدي لي كلِ مرة قبل دخولي للمشفى يمُدني بألفِ روحٍ قوية، ولكن وبعدَ العديد من الوخزِ والألم كنتُ أنظرُ إليه بأسى لأني أرجو أن يُحررني الموت من كلِ هذا الألم.

لم أُرد يوماً أن أقومَ بفعل شيءٍ بقدرِ ما أردتُ لعبَ كرةِ القاعدة، لمرة واحدة فقط، وكانَ الأمر ينتهي بكوني يائسٌ يرفضُ الحياة.

أستمريتُ بمشاهدةِ العديد من المبارايات، ولكن بقرارةِ ذاتي كنتُ أشعرُ بالألم، لطالما غبطتُ كل شخصٍ استطاعَ لعبَها.

ولكن لماذا كرةُ القاعدة؟
الممتعُ بها كونها صعبة حدَ النُخاع ولكنها رائعة بقدرٍ أكبر، لطالما شعرتُ بأنها رياضة مميزة، ولطالَما أردتُ النجاة بها.

تعاملتُ مع أدواتِها الخاصة كأنها شيءٌ ثمين، لطالَما اقتنيّتُها، المؤلمُ بأني لم أستطع استخدامَها قط، ولكنِي منحتُ مَضربي العزيز لكيّو، الماسكُ الأعظم الذي قابلت.

كان كيّو ذكياً، ماهراً بكرةِ القاعدة كأنه ولدَ مفطورٌ عليها، وكانَ لطيفاً جداً، إنهُ الشخص الوحيد الذي عاملَ مرضي وكأنهُ شيءٌ طبيعي.

كانَ يتجاهل الألَم في عيناي مُحدثاً إياي عن كرة القاعدة، وكانَ هذا ما جعلَني أشعرُ بإرتباطٍ عميقٍ معَه، لذا حينَ كنتُ أحتضر أخترتُ الاحتضارَ بمُفردي لكي لا أرى عيناهُ تُشفق عليّ بدموعَها.