الخسوف الكبير

131 3 0
                                    

بعد مرور ألاف السنين وصولا إلى عام 2006.
قاعدة عين الأسد الأمريكية وتقع في ناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت من محافظة الأنبار غرب العراق كان هناك مجموعة من الجنود يحتفلون بآخر يوم لجندي صديقهم أدى الخدمة العسكرية واسمه (لوك) كان شابا جميلا له عينان زرقاوان كبيرة وشعر أصفر مائل إلى الحمرة حسن السمعة والسلوك.الجنود رفاقه يهنئونه بنهاية خدمته وعودته إلى الوطن له صديق مقرّب منه يدعى (سبنسر) قال له:
- لقد أنهيت خدمتك العسكرية وستعود إلى الديار بعد يوم ماذا تقول في هذه الحرب؟
- الحرب تعني الدمار ولقد شاهدت فيها ما لا يسر نساء وأطفال يقتلون دون ذنب و آخرون تحرق وتدمر ممتلكاتهم ورفاق لي يسقطون في أرض المعركة أتعرف يا صديقي العزيز أتمنى لو أنني لم أشارك فيها.
- لا تزال كما أنت رافض لفكرة الحرب. لكنك نجوت منها وستعود عما قريب لنشرب بعض الجعّة في صحتك.
في تلك الأثناء حضر عريف الفصيل الثالث المسئول عن لوك ورفاقه ووقف في وسطهم فتوقف الجميع عن الحركة قال:
- لوك أهنئك على نهاية خدمتك العسكرية ستغادرنا بعد يوم.
- شكرا سيّدي
- لكن لديك واجب في يومك الأخير. عليك الخروج معنا في دورية في مساء هذا اليوم.
- بكل سرور سيدي.
- استعد أنت ورفاقك للمهمة. واصلوا احتفالكم حتى المساء.
ذهب عريف الفصيل إلى مقرّه وفور مغادرته قال سبنسر :
- يا لهذا الحض العاثر لا يدعوا أحد يحتفل بسلام.
في المساء خرجت دورية من القوات الأمريكية مكونة من ضابط وعريف وعشرة جنود من بينهم لوك وصديقه سبنسر موزعون في مدرّعة وآخرون في ثلاث سيّارات نوع همر مع سائقها باتجاه منطقة المعمورة والتي تقع في ضواحي مدينة هيت. كانت هناك معلومات استخباراتية عن وجود كدس من العتاد الخفيف والمتوسط. وصلت الدورية إلى المنطقة المبلغ عنها وبالقرب من تل صغير يقع إلى الشرق من المنارة الأثرية لمدينة المعمورة توقفت السيّارات نزل الجنود المدججون بالسلاح ومعهم بعض الكلاب البوليسية. بعد فترة قصيرة بدأت الكلاب تحفر بيديها وتنبح دلالة على وجود شيء ما مدفون تحت الأرض. قام الجنود بالحفر حتى وصلوا إلى كدس من العتاد الخفيف والمتوسط والثقيل أيضا.
في تلك الأثناء سمع الجنود الأمريكان أزيز وأصوات نيران تتجه إليهم أخذ الجميع ووضع الدفاع وبعد ذلك بدأت قنابر الهاون تسقط عليهم الواحدة تلو الأخرى وعلى ما يبدوا أن هناك بعضا من المقاومين العراقيين الذين شاهدوا الدورية الأمريكية وكدس العتاد يعود لهم فأطلقوا النار عليهم.
كان لوك و سبنسر قريبين من بعضهما سقطت قنبرة الهاون على أحد الهمرات القريبة منهما فدمرتها وعند انفجارها جرح الاثنان سقط لوك أرضا اقترب منه سبنسر والذي يبدوا أن إصابته أخف من صديقه أسنده على كتفه واحتمى قرب التل الصغير قال الضابط:
- أطفئوا أضواء السيارات.
فعلوا ذلك.تبعثر الجنود في أرجاء المكان لكي يحموا أنفسهم ردوا على نيران المقاومين قام أحد سواق الهمر بالاتصال بقاعدة عين الأسد طلبا للمساعدة وإرسال غطاء جوي قال سبنسر:
- كيف هي حال إصابتك لوك اجبني؟
- لا اعرف ذلك. أشعر بأني أنزف بغزارة وأفقد قوايْ.
- تحمّل يا صديقي ستصل التعزيزات والمساعدة قريبا.
بدأت قنابر الهاون تسقط بغزارة وبالقرب منهما كان لوك يتكئ على كتف صديقه ويجريان اختبئا خلف تل صغير. قال لوك:
- سبنسر أرجوك دعني وانج بنفسك أشعر أن الموت قريبا منّي.
- نموت أو نحيا معا يا صديقي.
شعر سبنسر بأن هناك حركة فوق التل الذي يختبئان تحته قال:
- لوك ازحف خلف التل بينما أحاول صد الموجودين فوقه.
زحف لوك ببطء وعندما استدار أخرج سبنسر سلاحه وبدأ يرشق الرصاص على الأشخاص الموجدين على التل.
لوك يزحف ويزحف وفجأة شعر بأنه يهوي في حفرة عميقة وهنالك شيئا حديديا صدمه فسقط على شيء حطمه بجسده.
فتّش في جيبه فأخرج مصباحا صغير يعمل على البطارية فتحه ونظر من حوله فإذا هو داخل تابوت خشبي قديم شعر بأنّ هناك شيئا تحته نهّض جسده ونظر إليه وإذا بالشيء مغطّى كشف الغطاء وإذا بها جثة قديمة وكأنها مومياء فزع مما شاهد وبدأ يحاول الخروج بسرعة من التابوت وجّه المصباح إلى الممر وكان مائلا بعض الشيء ومبني قديما وأنّ قنابر الهاون قد سقطت على فتحته العلوية وفتحته.وحال خروجه تمسّك بألة حديدية تعلوا القبر ومثبتة بشكل جيد. استطاع الخروج ووضع المصباح في فمه وبدأ يتسلق الممر المائل المبني من الحجارة لكن حركته كانت صعبة بسبب جراحه البليغة ثبّت إحدى قدميه على أحد الصخور ويده على أخرى رفع جسده فانكسرت الصخرة التي تحت قدمه فهوى ثانية في الممر. انزلق إلى أن التف جسده بالعكس وضرب رأسه تلك الآلة الحديدية ثم سقط في التابوت مغشيا عليه.وقع المصباح الذي يحمله تحت جسده.
كان سبنسر يقاوم مرة يخرج ويرشق الرصاص ومرة يختبئ إلى أن وصلت التعزيزات الجوية وانتهت المواجهة ذهب سبنسر خلف التل للبحث عن صديقه ومساعدته لكنّه لم يجده. بدأ يصرخ:
- لوك لوك أين أنت.
لكنه لا يسمع الرد كرر وكرر دون أي جدوى حتى أنه وصل إلى الحفرة وناد داخلها:
- لوك لوك هل أنت هنا؟
لكنة لم يسمع إلا صدى صوته.

روايه المتحكمWhere stories live. Discover now