بدايه جديده

33 3 0
                                    

في المساء كان لوك يتدرّب في صالة للألعاب الرياضية القريبة من منزله وبينما هو يمارس لعبة رفع الأثقال ومستلقي على ظهره صورة تلك الفتاة اليافعة والجميلة وكلامها وحديثها عن تلك الأحلام التي تراه فيها لا تفارق عقله. يرفع الأثقال ويهوي بها ثم يرفعها مرة أخرى بكل سهولة. الشخص المسئول عن القاعة كان صديقٌ قديم له. بدأ يضع أثقال إضافية شيئا فشيئا ولوك يرفعها بسهولة كبيرة دون أن ينتبه ماذا يفعل صديقه القديم كل الأشخاص الموجودين في القاعة انتبهوا إليه لكنه شارد الذهن في تلك الفتاة. قرر أن عليه العودة إلى عام 2211 ومحادثتها ثانية. توقّف عن رفع الأثقال نهّض جسده والتفت حوله فوجد الجميع حوله وينظروا إليه بتعجب ثم بدءوا يصفقوا له. قال صديقه صاحب الصالة:
- لقد اكتسب جسدك قوة كبيرة. لم أشاهد أحدا يرفع الأثقال بهذه السهولة.
- لقد كنت أتدّرب يوميا وأنا أؤدي خدمتي العسكرية في العراق.
- إنه الجيش إذا؟
- نعم إلى اللقاء.
خرج لوك من قاعة الألعاب الرياضية وتوقف في أحد المطاعم الصغيرة التي تبيع الهمبرغر أكل منها حتى شبع ثم اتجه إلى منزله دخل إليه وكانت زوجة أخيه في استقباله قالت:
- هل أعد لك العشاء؟
- شكرا أكلت الهمبرغر وأنا في الطريق سأرتاح قليلا في غرفتي.
دخل غرفته وارتدى ملابس جميلة ثم فتح فقاعة زمن 2211 ودخل فيها. استقرّ أمام مدرسة الفتيات كان الوقت مساءا والجزيرة أجمل ألف مرة منها في النهار. أخذ يمشي في الشارع المقابل للمدرسة حتى صادفه احد المارة قال:
- أريد التحدّث إحدى فتيات تلك المدرسة كيف أستطيع ذلك؟
- يبدو أنك غريب هنا. استمر في المشي حتى تجد بناية تتكون من عدة طوابق على الجهة اليمنى هذا هو القسم الداخلي لتلك المدرسة.
- شكرا لك.
بدأ لوك يمشي وينظر إلى تلك الزهور الكبيرة والجميلة وإلى الخضرة الرائعة والبنايات كانت بأشكال هندسية بسيطة وفي غاية الروعة. بقى يمشي حتى وصل إلى منزل فتيات المدرسة.
بينما هو يمشي ذهابا وإيابا أمام الباب شاهدته إحدى الفتيات اللاتي كن مع الفتاة التي سقطت مغشيا عليها. ذهبت مسرعة تبحث عن صديقتها وعندما وجدتها تقرأ في غرفتها قالت:
- كارلي أسرعي حبيبك لوك موجود أمام باب القسم الداخلي.
رمت الكتاب من يدها على وجه السرعة وقفزت من مكانها وقالت بهلع:
- حقا ما تقولين! لوك هنا؟ سأقتلك سيسيليا إذا كنت تكذبين عليْ.
- ما أقوله حقيقة تعال وانظري بنفسك.
- أنا أصدّقك علينا إدخاله إلى هنا تعالي معي لمساعدتي.
- هل أنت مجنونة سيعاقباننا إذا اكتشفوا الأمر.
- لا يهمن ذلك يجب أن التقي به وأتحدث معه.
نزلت هي وصديقها من الطابق الثاني وعندما وصلت الطابق الأول والذي تسكنه مدرسات المدرسة أخذا يتسحبان بحذر. بقت سيسيليا تراقب في طابق المدرسات تحسبا لأي طارق أما كارلي فقد خرجت وفتحت الباب الرئيسي بحذر وقالت بصوت خفيف:
- لوك هنا تعال إلى هنا.
تقدّم لوك باتجاهها بحذر وقال:
- لماذا تهمسين أردت أن أتحدّث معك.
- أقترب مني.
اقترب منها فسحبته بسرعة وأغلقت الباب قال:
- على مهلك.
أجابته بصوت خفيف:
- آسفة علينا الوصول لغرفتي بالطابق الثاني.
- لماذا تتكلمين بصوت خفيف وكأننا سارقان؟
- إذا علمت مدرّسات المدرسة بوجودك هنا سيبلغون عنك الشرطة ويزجوك في السجن أما أنا فسيعاقبون.علينا أن نتسحّب برفق و رويّة ونجتاز الطابق الأول الذي يسكنّ فيه. سوف تساعدنا إحدى صديقاتي أنت تعرفها اسمها سيسيليا.
- لماذا تخاطرين؟
- من أجلك أنت حبيبي وفتى أحلامي. أما الآن كف عن الكلام ودعنا نذهب إلى غرفتي.
اقتادته إلى الداخل وبمساعدة سيسيليا التي كانت تؤمّن الطريق لهما اجتازوا الطابق الأول(طابق المدرّسات) بأمان ودون أن يشعر أحد. دخلوا إلى الطابق الثاني ومباشرة سمع صوت الضجيج الذي تحدثه الفتيات والذي يصدر من غرفهم التي كانت في ممر عرضه متران وبشكل دائري وكان على جنباه غرف الفتيات المتقابلة. كان لوك يمشي بين كارلي وسيسيليا ويشاهد فتيات المعهد داخل غرفهم ففي أحد الغرف هناك مجموعة من الفتيات يلعبن ويضحكن وإحداهن تضرب الأخرى بوسادات النوم وفي أخرى كن يضعن مساحيق التبرج والتجميل ويرتدين الملابس الداخلية فقط وبعض الفتيات يمشين داخل الممر ويقلن:
- من هذا الشاب الوسيم كارلي؟
- إنه حبيبي لوك.
قبل أن يصل إلى غرفة كارلي إحدى الطالبات كانت ترتدي ملابس شفافة يمكن للناظر أن يرى ن خلالها ملابسها الداخلية وكانت واقفة عند الباب وتضع عكسها عليه وكف يدها على خدها وتقف بصورة مائلة قالت:
- كارلي أليس هذا الشاب الذي كان يحملك اليوم في المعهد؟
- نعم إنه هو واسمه لوك وهو حبيبي. هل تمانعين؟
- ألا تخافين أن توشي بك إحدى الفتيات؟
- إن تجرأت إحداهن بالكلام سوف أقتلها غدا صباحا. هل سمعتن؟
كان لوك يشعر بالخجل لما يشاهده لكنه داخل نفسه كان سعيدا لأنه بين هذا الحشد من الفتيات الجميلات. وصلوا إلى غرفة كارلي دخلوا فيها وأغلقوا الباب. في الغرفة إحدى صديقاتها تجلس على أحد الأسرّة وكان اسمها (أكوا) تفا جئت من دخول لوك مع كارلي وسيسيليا. بقت صامتة جاءت سيسيليا وجلست إلى جانبها أما كارلي فقد التفتت إلى لوك واحتضنته وطبعت على شفتاه قبلة تدل على الفرح والسرور قالت:
- يا إلهي أنت هنا معي وبنفس الغرفة اشعر وكأني في حلم.
نهضت أكوا من السرير وقرصت كارلي من كتفها قالت كارلي:
- آه آه ماذا تفعلين؟
- كي تتأكدي من أنك لست في حلم بل حقيقة.
- ماذا تفعلي أنت وسيسيليا هنا؟ أخرجا من الغرفة حالا.
- أرجوك كارلي نريد معرفة ماذا سيحدث بينكما. أعدك بأننا سنبقى صامتتين ولن نتفوه بأي كلمة.
- أخرجا حالا وتدبرا أمركما لأنكما سوف تبيتان خارج الغرفة.
- كم أنتي ظالمة أرجوك دعينا نبقى.
- أخرجا وإلا أبرحتكما ضربا.
خرجتا من الغرفة وأغلقا الباب خلفهما حاولت كارلي أن تقبل لوك ثانية لكنه امتنع وقال:
- أرجوك أنا لا أعرف من تكونين. أريد أن تحدّثيني عن معرفتك لي وكل أفراد عائلتي.
- حقا كيف اختفيت من غرفة الطبيب بهذه السرعة؟
- لا تستعجلي أجيبي على سؤالي أولا.
- كما قلت لك من الأحلام نحن عاشقين تحدثني وأحدثك في المنام وأخبرتني كل شيء يحدث لك. إضافة إلى أننا نمارس الحب معا ونمضي أوقات جميلة سأخبرك بسر لديك علامة جميلة تحت صدرك الأيمن أحدثها لك دبور صغير قام بوخزك.
سكت لوك قليلا وقال في نفسه:
- لماذا أنا متعجب فأنا أتنقل بين الزمان والمكان كيف أشاء إن قصتي أغرب من قصّتها.
قالت كارلي:
- لوك أين سرحت؟
- إذا اسمك كارلي وأنا اسمي لوك.
- أعرف ذلك أنت حبيبي. لا زلت لا أصدّق أني مستيقظة.
- اسمعيني كارلي ما تقولينه قد يكون صحيحا لكني أول مرة أراك فيها هذا الصباح.
- إنك تكن لي حبا كبيرا وهذا الحب هو الذي جاء بك إليَّ هذا الصباح.
- يبدو إنك فتاة ذكية ولا استطيع مجاراتك.
- دعنا من الكلام تعال نعيش اللحظة التي نحن بها لنجلس على السرير يقبل أحدنا الآخر ونمارس الحب كما نفعل في الأحلام.
- لا أستطيع ذلك فكما قلت لك أنا لا أعرفك.
- حسنا سأعرفك على نفسي. اسمي كارلي جمس عمري عشرين سنة لا أزال طالبه في معهد علوم الحاسبات والسباحة المرحلة الثانية.
- وما علاقة علوم الحاسبات بالسباحة!؟
- ههه لا يوجد أحد لا يعرف الإجابة.
- أرجوك أخبريني.
- سأخبرك أي مدرسة يجب أن ترافقها السباحة ألا ترى نحن نعيش في جزيرة وفي بعض الأحيان تضربنا العواصف فإذا كنا نسبح جيدا نستطيع إنقاذ أنفسنا.
لم يستطع لوك ربط كلامها لكنه اعتبر سؤاله ليس مهما. قالت كارلي:
- أنت أيضا تحب السباحة أنت أخبرتني ذلك.
- نعم أحبها لكني لم أمارسها منذ فترة خلت.
أمسكت يد لوك ووضعتها على قلبها وقالت:
- اسمع دقات قلبي تنادي لوك لوك لوك.
- أنت ماكرة
- لست ماكرة لكني أحبك وانتظر الليل بفارغ الصبر كي آراك في الأحلام وأعانقك فأنا لم أعشق أحد سواك وإذا لم تصدقني اسأل سيسيليا واكوا فأنا أقص عليهما كل شيء يحدث بيننا.
في تلك الأثناء فتح باب الغرفة وقالت سيسيليا:
- إن ما تقوله صحيح انظر إليها جيدا وستشاهد العشق يفيض من عيناها ويدفق في شرايينها.
قالت كارلي:
- أيتها الماكرتان أنتما تقبعا خلف الباب وتسمعا كلامنا سأبرحكما ضربا.
قال لوك:
- ليس الآن فيما بعد عليَّ الذهاب.
- لماذا لا تبقى حبيبي الليلة معي وغدا نذهب للسباحة مع أرقى المعلمين ونسبح داخل وردة السوزن العملاقة؟
- حسنا دعيني أذهب الآن واعدك بأننا سنذهب غدا. سأكون في انتظارك أمام باب القسم الداخلي.
- لي طلب أخير.
- أطلبي
- أغمض عيناك .
أغمض لوك عيناه وقامت كارلي بتقبيله وبقى واقفا في مكانه ولم يحرك ساكنا وكأنه قبول ضمني بهذه القبلة وبعد أن انتهت قالت:
- نعم هذا هو حبيبي لوك هيا بنا نخرجك من هنا.
- لا أحتاج ذلك سأخرج من النافذة.
- المكان مرتفع قد تسقط وتتأذى.
- لا تخافي انظري كيف سأفعل ذلك.
فتح لوك النافذة وبدأ يقفز على البناية بخفة ورشاقة تثير الناظر حتى استقر على الأرض التفت ولوّح لكارلي التي كانت مندهشة لكيفية نزوله. لوّحت له أيضا وبدأ يمشي حتى اختفى عن أنظارها فتح فقاعة زمنه ودخل فيها وعاد إلى منزله ولا يزال كلام كارلي في رأسه ويشعر داخله بصدق كلامها ويتذكر قبلاتها وحركاتها ويبتسم.لكنه لا يزال تحت تأثير خيانة سارة ولم يشفى قلبه بعد اختلط عليه الأمر استلقى في فراشه ونام حتى الصباح. أستيقظ مبكرا تناول فطوره وأخذ ملابس سباحه ثم فتح فقاعة زمن كارلي وجزيرتها ودخل فيها. كانت كارلي بانتظاره أمام نزل الطالبات (القسم الداخلي) اتجه إليها شعرت أنه يمشي على دقات قلبها وصل إليها عانقته شعر لوك بدفيء وحنان عناقها قالت:
- كنت خائفة أن لا تأتي
- لقد وعدتك وأنا أفي بوعودي. هيا بنا للسباحة
ذهبا إلى نادي السباحة مشيا على الأقدام وكان لوك يسألها عن أسماء الأشجار الغريبة والزهور التي يشاهدها وتجيبه كارلي بأسماء غريبة لم يسمع بها من قبل قالت:
- أسألتك غريبة وملابسك أغرب تبدو قديمة لكنها جديدة. كأنك من الماضي أو من مكان غريب!
- ألم أخبرك في الأحلام من أين أنا ؟
- كلا لم تفعل ذلك
تهرّب لوك من الإجابة وقال:
- أ ين تلك الزهرة التي حدثتني عنها؟
- انظر فوقك
رفع رأسه إلى الأعلى فشاهد زهرة عملاقه حجمها حجم مسبح كبير لونها أصفر مثبتة على ساق عريض لونه أخضر مائل إلى البني قال:
- من أين أنت؟ هل أنت حلم أم حقيقة؟ بدأت تخيفني
- لا تخافي أنا أمامك تلمسين وألمسك تحدثيني وأحدثك. أما الآن أخبريني بالمزيد عن هذه الزهرة؟

روايه المتحكمWhere stories live. Discover now