النهايه

51 5 0
                                    

بينما كان الجميع بحل الأحجية الإلهية لإنقاذ الأرض كانت كارلي مشغولة بحبها وماذا سيحل بهم. قالت:
- أيها الكاهن إذا أنقذنا حياة الملك ما الذي سيحصل لنا ونحن من أزمان مختلفة؟
- الصراحة لا أعرف ذلك لكن كوني مطمئنة جميع الآلهة إلى جانبنا سوف تحمينا إنها رغبتها.
قال المدرّب للكاهن:
- كيف سننقذ حياة الملك دانيال؟
- على المتحكم أن يعيدنا إلى زمن ما قبل موته ويخبر الملك دانيال عن الحادثة التي ستقع له وتودي بحياته وكونوا مطمئنين سأخبره بأنكم رسل الآلهة لإنقاذ حياته هذان السببان تدخل المتحكم وإنقاذ الملك سيجنب الأرض الكوارث.
التفت لوك إلى المدرّب وهمس بصوت خفيف قائلا:
- هل ما يقول الكاهن صحيح بأيك؟
- أعتقد ذلك فكلامه يتمشى مع العقل والمنطق ويبعث على الطمأنينة.كما ويبدو أنه شخص طيّب القلب.
قال الكاهن:
- أما الآن تعالوا معي.
أخذهم الكاهن إلى غرفة ثانية وقدّم الطعام تكريما لهم وكان مكون من اللحم والدجاج الطازجان والمشويان على النار وقدّمه لهم على أطباق مصنوعة من الطين وتلك الأطباق موضوعة على سفرة مفروشة على الأرض مصنوعة من سعف النخيل. إضافة إلى الفواكه من عنب ورمّان وبطيخ. جلس الجميع حول السفرة وأكلوا حتى شبعوا وكان الطعام لذيذ وغريب فهو طعام ما قبل التاريخ في ابسط صوره. بعد أن انتهوا قال الكاهن:
- علينا الآن البدء في تنفيذ الخطة.
أجابت كارلي:
- ومن أين نبدأ؟
- الملك دانيا ووزيره الأعظم أقهان لا يخرجان في حملة عسكرية دون المجيء إلى هذا المعبد وأخذ موافقة وبركة الإله إيل والإله داجان. على المتحكم( لوك) أن يأخذنا إلى تلك اللحظة وعندما يكونا ساجدين للإله تخرجوا عليهما. كلامكم الغريب وملابسكم المختلفة وألوان بشرتكم الغريبة ستخيفهما لكني سأتدخل في الوقت المناسب.
أخذ الكاهن يشرح لهم الخطة كاملة وبعد أن انتهى قال لوك:
- هل أنت جاهزون؟
- نعم.
فتح لوك فقاعة الزمن التي تكلم عنها الكاهن وامسك الأربعة بعضهم بعضا ودخلوا الفقاعة فوجدوا أنفسهم مستقرين أمام الملك دانيال ووزيره أقهان اللذان كانا ساجدان للآلهة ما عدا الكاهن مردوخ هو في الأصل كان موجود خلف الملك ووزيره لكن عيناه بدتا مشوشتين فركهما بيده وبعد أن استقر نظره تذكر كل شيء متفق عليه. كان الحرس الملكي على مقربة من الملك ووزيره. تقدموا باتجاه لوك ورفيقاه وهم يشهرون حرابهم وقبل أن يصلوا إليهم صاح الكاهن بلغته:
- توقفوا إنهم رسل الإله إيل إلى الملك المعظم ووزيره.
توقف الحرس في مكانهم ولكن الحراب ما زالت موجهة في صدورهم.رفع الملك رأسه وكذلك الوزير فوجدا امرأة ورجلان يرتديان ملابس غريبة ولون بشرتهم وعيونهم مختلفة وقد سمعا كلام الكاهن هز الملك برأسه إلى الحراس فوقفوا على جنب وانزلوا حرابهم قال الملك:
- من أنتم وماذا تريدون؟
لم يفهم لوك ورفيقاه على لغة الملك.لكن الكاهن ترجم الكلام لهم عن طريق الأفكار وطلب منهم أن يتحدثوا بلغتهم حتى يقنع الملك بأنهم رسل الآلهة.
أجابت كارلي:
- نحن رسل الإله إيل إليك لغرض إنقاذك من الهلاك.
لم يفهم الملك ووزيره شيئا نظر أحدهما للآخر. تدخل الكاهن قائلا:
- جلالة الملك لن تفهم لغتهم لأنها لغة السماء القديمة لكن أستطيع أن أجعلك والوزير أن تفهما هذه اللغة.
- افعل ذلك.
تقدّم الكاهن ووقف أمام الملك ووزيره ووضع يده اليمنى على رأس الملك وليسرى على رأس الوزير وبدأ يدمدم كلام غير مفهوم وعندما انتهى قال:
- جلالة الملك الوزير الأعظم سيكون الكلام من خلال الأفكار لا اللسان و الشفاه. تفضلوا بالحديث.
رجع خلفهم. قال الملك:
- حقا أنتم رسل إله الآلهة إيل؟
أجاب المدرب:
- نعم نحن كذلك
- فيما أرسلكم؟
- كي نبارك حملتك إلى مدينة أدوم وستكون حملة موفقة وتحذيرك من مؤامرة الاغتيال التي يَحيكها لك حاكمها تيكان.
كان الوزير أقهان يسمع ما يدور من حديث من خلال الأفكار قال:
- اسمح لي بالكلام أيها الملك العادل.
- ما هي المؤامرة التي تتحدث عنها وأي اغتيال؟
أجابه لوك:
- أنت هو الوزير الأعظم أقهان صديق ورفيق الملك وصهره وحاميه واخلص رجاله سأقول لك المؤامرة بالتفصيل ولكن ليس الآن باقي عن الحملة ثلاثة أيام سنبقى في ضيافة الملك وسأخبركما في المساء.
قال الملك:
- اهلا وسهلا برسل الآلهة هم في ضيافتي.
قالت كارلي:
- جلالة الملك يجب أن يكون الكاهن الأعظم معنا فنحن مرسلون بأجساد بشرية يجب أن يبقى معنا كي يرشدنا.
- طلبات الرسل مجابة. مرحبا بكم تفضلوا معنا.
ركب الرسل مع موكب الملك والذي تتكون من عدة عربات تجرها الخيول وجنود يسيرون بجانبها وصلوا إلى قصره أمر الملك الخدم والعبيد أن يعتنوا بالرسل والكاهن الأعظم. نفذوا أمره واعتنوا بهم أحسن عناية وألبسوهم ملابس ذلك العصر القديم والذي يتكون من جلود الحيوانات والحرير الذي كان تنفيذا لرغبة كارلي حيث أرادت أن تلبس مثل ملابسهم وبعد أخذوا راحة دامت حتى المساء استقدمهم الملك ألذي اعد لهم مائدة طعام كبيرة موضوع عليها أشهى أنواع اللحوم من غزال سمك دجاج وأنواع الفواكه والخضر وكانت الملكة فوغا والوزير الأعظم والملك جالسون على المائدة وعندما جاء الرسل قال الملك:
- تفضلوا بالجلوس.
جلس الجميع على المائدة قال الملك:
- تفضلوا بالأكل أم إن الرسل لا يأكلون؟
تلفت الموجودين بعضه إلى بعض قال الكاهن:
- نعم جلالة الملك إنهم يأكلون فهم في حالة بشرية كاملة.
- حسنا تفضلوا بتناول الطعام.
بدأ الجميع بتناول الطعام وبعد الانتهاء منه أحضر الخدم الماء والذي كان موضوع في إبريق ومعه آنية مصنوعة من سعف النخيل ومطلية بالقير قام الخدام بصب الماء على أيديهم ثم أخذهم الملك إلى غرفة الجلوس وكانت كنبات مصنوعة من جريد النخل فجلس الجميع. بعد قليل قال الوزير:
- بعد إذن الملك هناك كلام يشغل عقلي أريد أن اعرف من الرسل كيف يخطط تيكان لاغتيال ملكنا العادل؟
أجابه لوك:
- سأجيبك على سؤالك. أنت تعرف أن الملك معتاد قبل بدأ أي معركة أن يلقي خطبة حماسية لجنده وبعد أن ينته منها سيكون هناك جنديان من أتباع تيكان قابعان في حفرة خلف الملك وقريبة منه مغطاة بسعف النخيل وسيطلقان سهامهما المسمومة نحو الملك فتطعنه من الخلف. علينا منعهم من قتلك الملك العادل.
- هههه إنها محاولة غبية من قبل أعدائنا نستطيع كشفها بكل سهولة.
أثار ما قاله الوزير حفيظة لوك كان جالسا فوقف وتقدّم باتجاه الوزير وقام بفتح فقاعة زمن ما قبل اغتيال الملك بلحظات وقال:
- حضرة الوزير أرجو منك الوقوف أمامي وأن تدخل راسك بين يديّ.
نظر الوزير إلى الملك فهزّ رأسه بالموافقة. نهض الوزير ووضع رأسه بين يدي لوك داخل الفقاعة التي لا يراها ثم وضع لوك يده على رأس الوزير فشاهد الوزير كيف ينجح الجنديان في إصابة الملك بالسهام المسمومة ويسقط الملك من على حصانه ويأتي إليه هو و الحراس مسرعون؟ رفع رأسه فأبعد لوك يده كان وجه الوزير أصفر اللون ويبدو عليه الرهبة مما شاهد. قال لوك:
- هل شاهدت ما سيحدث؟
بقى الوزير لا يتكلّم قال الملك:
- أقهان ماذا بك ماذا شاهدت؟
- لا شيء جلالة الملك لكن يجب علينا أخذ الحيطة والحذر وان لا نستخف بالأمور البسيطة لان الاستهانة بها قد يؤدي إلى الهلاك. أعتذر لما قلته من جلالتك ومن رسل الآلهة.
- حسنا سنخلد إلى النوم الآن لدينا استعدادات مهمة لمقابلة أعدائنا في أدوم؟
انصرف الجميع للنوم وبينما هم ذاهبون لغرفهم قالت كارلي:
- أكره فكرة إننا رسل من قبل الألهة لم لا نخبر الملك ووزيره بالحقيقة؟
أجابها الكاهن:
- إن ما تعتقدي بأنك لست مرسلة من الآلهة وإنما أنت بشرية تريد أن إنقاذ الأرض من الغرق مع رفاقها وأعتقد أن الكل مثلك.
- نعم هذا صحيح.
- كلا صغيرتي أنت ورفاقك رسل الإله إيل إله الآلهة. نعم أنت لا تعرفين ذلك لكني سأثبت لكي بأنك مرسلة من قبل الآلهة. ماذا تفسرين وجودك ورفاقك في زمن قبل زمنك بآلاف السنين؟
سكتت كارلي بدون أن تتفوه أي كلمة. وصلوا غرفهم لكن الحديث كان شيقا لذا تجمع الثلاثة أمام الكاهن وقبل أن يدخلوا غرفهم أكمل الكاهن كلامه قائلا:
- ماذا تفسرون جميعا سقوط لوك في قبر الملك دانيال وإحيائه بدلا من الملك؟ لو لم يكن ذلك لعادت الحياة إلى الملك دانيال بدلا منه وسيحيى في زمن مغاير بكثير لزمنه فلا يستطيع ان يفعل ما فعله لوك إنها مشيئة الإله إيل إله الآلهة وليست صدفة. لقد عرفت أن كارلي تعرف لوك من أحلامها وتحدثه ويحدثها بكل صدق ومحبة كيف تستطيع فتاة من زمان ومكان مغايران أن ترى ذلك؟ أيضا هي مشيئة الإله إيل. رايموند الذي قضى معظم حياته في دراسة الأمواج التي أغرقت الأرض ومحاولة إيجاد حلا لها كل شيء مرتب وقلت لكم مسبقا إنها أحجية وقد شارفت على الانتهاء.
قال لوك:
- أيها الكاهن نحن بشر ولسنا ملائكة مرسلة من الآلهة.
- ومن قال لك أن رسل الآلهة ملائكة؟ جميع رسل الآلهة بشر الآلهة تحب البشر أكثر من أي شيء خلقتها. أليس ما أقوله صحيح؟
أجاب الجميع بعد أن نظر أحدهما إلى الآخر:
- نعم هذا صحيح.
- أنتم رسل الإله إيل سواء رضيت أم لا وسواء عرفتم ذلك أم لا. أما الآن فتصبحون على خير.
خلد الجميع إلى النوم وهم مقتنعون في داخلهم بأنهم مرسلون من قبل الآلهة لإنقاذ الأرض وما عليها وكذلك إنقاذ الملك العادل.

دخل لوك غرفته وفتح فقاعة زمنه وعاد إلى منزله كي يطمئن على عائلته وجد بن وسلين يحزمان بعض الأمتعة ويريدان الذهاب قال بن:
- أين كنت لقد اتصلت بك مرارا وتكرارا لكن هاتفك خارج نطاق التغطية؟
- قل لي لماذا تحزمان أمتعتكما أين تريدان الذهاب؟
- عما الهلع المدينة وأبلغتنا السلطات بأن أمواج عاتية ستضرب المدينة وعلينا الخروج منها.
- متى ستصل الأمواج؟
- بعد غد.
- اسمعني بن إذا ضربت الأمواج المدينة فلا يستطيع أحد النجاة ستغرق ولاية فلوريدا والولايات المجاورة لها جميعا أنت تعرف أني أتحكم بالزمان والمكان سأنقذ الأرض عليك البقاء أنت وسلين والأطفال بالبيت.أعدك بان لا يصيبك مكروه.
قالت سلين:
- ماهذا الكلام الغير مفهوم لوك؟
- سيخبرك بن كل شيء أما الآن عليّ الذهاب. عدني بن بأنك لن تذهب لأي مكان؟
- اعدك بذلك لكن اعرف جيدا أن عائلتك في خطر.
فتح لوك فقاعة الملك دانيال وعاد إلى رفاقه دون أن يشعر أحد بشيء.
خرج لوك وأصدقائه مع الملك في حملته لإنقاذ وتحرير مدينة أدوم وكان الملك ووزيره يعاملونهم أفضل معاملة. جاء اليوم المنشود والتقى الجيشان أمام أسوار مدينة أدوم. خرج الملك على حصانه لإلقاء الخطبة الحماسية كان رسل الآلهة والكاهن أمامه لكن الملك لم يخرج وحده بل خرج معه عشرة فرسان بقيادة الوزير أقهان لحماية ظهره.

في زمن لوك كانت الأمواج قد وصلت سواحل المدينة بن أوفى بوعده الذي قطعه للوك. كانوا يقفون خلف نافذة منزلهم ويشاهدون الموجة التي كانت من الارتفاع حيث لا يرون إلا قاعدتها.

رفع الجنديان القابعان في الحفرة الغطاء وعندما أشهروا أقواسهم لضرب الملك دانيا كان الوزير وجنوده على مقربة منهما انهالوا عليهما بالراح والنبال حتى أردياهما قتيلين.

شارفت الموجة الوصول إلى منزل بن قال بن لعائلته:
- أغمضوا أعينكم.
أغمضوا العائلة أعينها. انتظر بن لحظة اصطدامه بالماء لكن الموجة اختفت وكأنها لم تكن. بن لا يزال مغمض العينين لكنه لا يشعر بملامسة جسده الماء فتح عيناه لم يشاهد الموجة وقد اختفت قال فرحا:
- لقد فعلها لوك. سيلين افتحي عيناك لقد فعلها لوك وأنقذ الأرض من الغرق.

التفت الملك إلى الخلف وشاهد ما يحدث بأم عينه ثم عاود النظر أمامه وهز رأسه تحية لرسل الإله إيل هم أيضا هزوا رؤوسهم تحية للملك العادل. بعد قليل اختفى المدرب رايموند وكارلي أمام ناظره شعر لوك بدوار كبير داخل عينه فأغمضها وعندما انتهى الدوار فتح عيناه فوجد نفسه مستقرا في قاعدة عين الأسد في الأمريكية في ناحية البغدادي التابعة لمدينة هيت ورفاقه يحتفلون بآخر يوم له في الخدمة العسكرية.





انتهى

روايه المتحكمWhere stories live. Discover now