اعتراف

63 3 0
                                    

كان لوك وكارلي يمشيان باتجاه المطعم قال لوك:
- حدثيني عن تلك الأمواج التي تضرب جزيرتكم وكيف تتصدون لها؟
- في مركز المراقبة الذي شاهدته نقوم بصنع أمواج اصطناعية معاكسة بواسطة التفجير أقصر من الأمواج الطبيعية لكنها أسرع وقبل أن تصلنا الأمواج الطبيعية تقوم الأمواج الاصطناعية ضرب قاعدتها فتحطمها وتتلاشى في عرض البحر.
- ما ارتفاع تلك الأمواج؟
- تصل أحيانا حتى ارتفاع مائة متر أو يزيد وإذا وصلت إلى الجزيرة تدمرها بالكامل. لقد وصلنا هذا هو المطعم فلندخل إليه.
دخلا إليه وجلسا على أحد طاولاته وعندما جاء النادل قالت كارلي:
- أرجوك أحضر لنا طبقين من لحم البانا مع المقبلات.
- حاضر سيدتي.
أنصرف النادل لإحضار الطعام قال لوك:
- منذ متى تضربكم تلك الأمواج؟
- منذ أن ولدتني أمي وقبل أمي وجدي لا أعرف.
- هههه لا أقصد ذلك ولكن حسب معرفتي كانت هناك يابسة كبيرة ولا وجود لتلك الأمواج.
- قبل مئات السنين وحسب معرفتي عن الأمواج التي أخبرني عنها العم رايموند إن تلك الأمواج بدأت تضرب الأرض في عام 2007 تقريبا ثم بدأت بالتزايد إلى أن غمرت المياه المدن الكبيرة وأغرقتها ولم يبق من الأرض سوى المرتفعات وغيرّت تلك الأمواج خريطة العالم وأشكال الحياة على الأرض من نبات وحيوانات وغيرها.
رجع لوك بذاكرته إلى الوراء لأنه في عام 2007 وتذكّر كلام أخيه بن عن امواج عاليه أغرقت بعض السفن الأمريكية وضربت بعض سواحل دول العالم. قال:
- ما سبب تلك الأمواج العالية؟
- لا أحد يعرف سببها على وجه التحديد. هناك عدة نظريات منها ارتفاع درجات الحرارة بسبب الشرخ الموجود في طبقة الأوزون الذي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد ومنها نظريات دينية بسبب الابتعاد عن الرب وغيرها من النظريات لكن ليس هناك سبب علمي مؤكد ومعروف إلى حد الآن.
في تلك الأثناء أحضر النادل الطعام ووضعه على الطاولة قالت:
- تمتع بأكل طبق البانا الشهي حبيبي.
بدءا يتناولان الطعام لكنّ لوك كان يفكر بكلامها وتحديدا عام 2007 والذي كان زمنه لكن مع ذلك كان يأكل دون أن يظهر شيئا لها والطعام حقا كان شهيا أكل منه حتى شبع وبعد ذلك خرجا قال لوك:
- لماذا لم تذهبي إلى المعهد هذا اليوم أرجو أن لا أكون السبب.
- كلا لدينا عطلة اليوم وغدا.
- حسنا إذا خذيني وأريني جزيرتك الجميلة.
أخذت كارلي لوك إلى المناطق الجميلة في مدينتها من حدائق ومتنزهات وذهبا إلى مدينة الملاهي وركبا في كثير من الألعاب الموجودة فيها. كان سعيدا جدا عندما يمسك يدها أو تحتضنه عندما تشعر بالخوف وهي تركب الألعاب حتى نسي ما حدّثته به وحتى سارة لم تخطر في باله وعندما حلّ المساء أوصلها إلى باب نزل الطالبات وعند بابه قال:
- شكرا لك كارلي لقد مرّ الوقت بسرعة وقضيت يوما سعيد جدا معك.
- لا شكر على واجب أنت حبيبي وفتى أحلامي. هل تأتي يوم غدا؟
- سآتي غدا بالتأكيد.
- إنه يومي ستكف عن الأسئلة وابدأ أنا بسؤالك.
- حسنا إلى اللقاء.
- ليس هكذا.
احتضنته بقوة وقبلته قبلة وداع وقال:
- هذا هو الوداع على جزيرتي.
دخلت كارلي إلى نزل الفتيات وفتح لوك فقاعة زمنه وعاد لمنزله كان في انتظاره بن وعند دخوله قال:
- لوك أين كنت هناك أخبار سيئة
- على مهلك بن ماذا حصل؟
- هناك أمواج عالية وكبيرة ضربت بعض سواحل أوربا وآسيا وأغرقتها بالكامل هناك مخاوف من الحكومة الأمريكية من وصول تلك الأمواج إلينا وكما تعرف أن ولاية فلوريدا منطقة ساحلية وسوف تغرق بالكامل.
- لا تخاف لدينا المال والزمان والمكان كن مطمئنا.
- شكرا لوك أعرف إنك لن تتركنا لكن لماذا لا تذهب إلى المستقبل وتتأكد لنا من ذلك؟ أرجوك
- أنا متعب الآن دعني أسترح قليلا وسنتحدّث فيما بعد.
دخل لوك غرفته وأخذ يفكر في كلام أخيه إضافة إلى كلام كارلي وكان خائف على عائلته. بدأ يفتح عدة فقاعات وأدخل رأسه في أول واحدة فشاهد مدينته مغمورة بالمياه بالكامل وسيحدث ذلك بعد أيام معدودة لا تتجاوز عشرة أيام. ارتعب مما شاهده وأخذ يحدّث نفسه:
- يا إلهي سأفقد كل من أحب مدينتي وعائلتي وأصدقائي عليّ فعل شيء أستطيع التحكم في الزمان والمكان إذا أستطيع أن أنقذ المدينة لكن عليّ أن أعرف السبب أولا. كارلي سأعود إلى زمنها.
كان لوك قد تمرّس على فتح الفقاعات الزمنية وتصغيرها وتكبيرها وكل ما يرد فعله لهذا حدد الزمان والمكان وكان يوم الموعد بينهما دخل الفقاعة فوجد نفسه أمام دار الفتيات تلفت يمينا ويسارا لكنه لم يشاهد بشرا يمشي أو أي حركة تذكر وكان الأرض انشقت وابتلعت الناس الموجودين فيها. سمع لوك مكبّر للصوت يقول:
- النداء الأخير سوف يقفل مركز البحوث وبوابات الملاجئ بعد قليل على الموجودين خارجا التوجه إلى الملاجئ حالا.
بدأ لوك يسير بسرعة حتى وصل إلى مركز البحوث شاهده المدرب رايموند عبر كامرات المراقبة فخرج عليه وقال:
- لوك ماذا تفعل بالخارج تعال بسرعة إلى الملجأ.
- انا ابحث عن كارلي.
- إنها في الداخل.
دخلا مركز البحوث وتوجها إلى الملاجئ فتشا عن كارلي فوجداها تركهم المدرب وذهب. قال لوك:
- لماذا الكل موجودين هنا؟
- أولا قل صباح الخير وثانيا كف عن الأسئلة الغريبة وثالثا ستحدثني عن نفسك يا رجل الأحلام.
- هههه.
في تلك الأثناء سمع صوت مكبر داخل الملجأ يقول:
- سيبدأ التفجير بعد نهاية العد التنازلي.
قال لوك:
- عن أي تفجير يتكلّم؟
- عن الأمواج الاصطناعية التي حدثتك عنها أمس. انظر إلى الشاشة وستشاهد كل شيء بنفسك.
كان الشخص الذي يتحدّث عبر المكبر قد وصل الرقم واحد ثم صفر حدثت هزّة عنيفة شعر بها لوك والموجودين معه ثم بدأت تظهر على الشاشة أمواج ترتفع شيئا فشيئا وظهرت في الاتجاه المعاكس أمواج هائلة كأنها وحش هائج لها زمجرة مخيفة عرف لوك أنها الأمواج الطبيعية والأولى كانت الأمواج الصناعية وبعد قليل ضربت الأمواج القصير الصناعية قاعدة الأمواج الطبيعية فقسمتها سقطت أعلى الموجة الطبيعية في البحر وتلاشت وبعد ذلك سمع صوت تصفيق الموجودين في الملجأ قال مكبر الصوت:
- لقد تمت العملية بنجاح يمكنكم الخروج.
أخذ الموجودين بالصعود إلى الخارج ولكن قبل أن يصلوا سمع صوت الإنذار مرة أخرى قال لوك:
- ماذا يجري كارلي لماذا بدأ الناس بالعودة إلى الداخل ثانية؟
- لا أعرف ذلك أعتقد أنها موجة أخرى.
عادا إلى الداخل وكانت فعلا موجة ثانية وقضي عليها بنفس الطريقة الأولى قالت كارلي:
- أتعرف لوك هذه أول مرة أحضر فيها موجة تسلسلية.
- ماهية الموجة التسلسلية؟
- أن تضرب الساحل أكثر من موجة واحدة اثنان أو ثلاثة.
- كم موجة تستطيعوا أن تسقطوا؟
- إلى العدد خمسة. أما إذا كانت أكثر فستدمر الجزيرة بالكامل.
- هل سبق وان حدث ذلك؟
- كلا أعلى حد وصلته الأمواج التسلسلية في العالم هو ثلاثة.
خرج الجميع من الملجأ توجه لوك وكارلي إلى مكان قريب لكي يتناولا القهوة وبينما هما جالسين قال لوك:
- أرجوك حدثيني بالمزيد عن تلك الأمواج
- لن أتفوه أي كلمة لقد وعدتني وأنت قلت أنا أفي بوعودي هذا اليوم يومي أنا من يسال وأنت من يجيب.
- هههه حسنا تفضلي.
- من أنت ومن أين ولماذا لا تعرف شيئا مما يجري حولك؟
- كفى كفى سأخبرك كل شيء لكن عديني أولا بأن لا تخبري أحدا بما سأقول إلا بموافقتي.
- أعدك بذلك.
قصّ لوك قصته كاملة عليها وبعد أن انتهى كانت كارلي صامتة وتنظر إليه بغرابة قال لوك:
- كارلي أين أنتي ما بالك شاردة الذهن ألا تصدقيني؟
- ها كلا أصدقك لكن ما تقوله غريب كيف يستطيع إنسان أن ينتقل بين الأزمان والأماكن.
- كيف تستطيع فتاة أن تشاهد فتى أحلامها وتحدثه وتعرف عنه أشياء كثيرة وكأنها حقيقة؟
- كلامك صحيح لقد سمعت عن شخص يدعى بالمتحكم في الزمان والمكان لكن في الأحلام أم الحقيقة لقد اختلط عيّ الأمر.
- أنا أيضا لم أصدقك في البداية لكن الآن أشعر بأن هناك ربط بين تحكمي بالزمان والمكان وبين أحلامك.
- حبيبي أطلب منك أن تأخذني إلى زمنك ومكانك أريد أن أرى الأرض قبل غرقها.
- لكي ذلك متى تشائين.
- الآن نعم أريد الذهاب الآن.
فتح لوك فقاعة زمنه وحدد شارعا جميلا في مدينته وسحب كارلي من ذراعها وقال:
- ماذا تحبين أن يكون الوقت؟
- مثل وقتنا هذا.
دخل لوك ومعه كارلي داخل الفقاعة واستقر في أجمل شارك في مدينة جاكسونفيل وعندما استقر بين الناس شاهدت كارلي زحمة السيارات وروعة الأجواء أخذت تتحسس جسدها وقالت:
- يا إلهي هذا شيء جميل وكأنه السحر. إذن هذه الأرض قبل غرقها إنها مليئة بالنشاط والحيوية. خذني وأرني إياها.
أخذها إلى المناطق الأكثر جمالا في مدينته ذهبا إلى أحد المولات واشترت بعض الملابس الجميلة والقديمة الطراز في نظرها ثم اتصل لوك بزوجة أخيه على جهازه النقال وبعد إلقاء التحية قال:
- سيدة بن العزيزة أرجو منك أن تعدي عشاء شهيا من صنع يدك.
- سيدة بن؟ ماذا هناك لوك من في صحبتك؟
- إنها فتاتي المفضلة أرغب في أن تتعرفي أنتي وبن عليها.
- اووو ألم أقل لك ستجد فتاتك المميزة سأنتظركما بفارغ الصبر.
- حسنا عزيزتي إلى اللقاء.
عاد لوك وكارلي يتفقدا مناطق أخرى من المدينة وهما يتناولا بعض الأطعمة السريعة والخفيفة إلى أن حل المساء وذهبا إلى منزله. كانت السيدة بن بانتظارهما وباقي العائلة وعندما وصلا المنزل عرفها على عائلته والتي استقبلوها بحب وحفاوة كبيرة تناولا الطعام معا وكانت سلين سعيدة جدا لان لوك وجد فتاته وكارلي أيضا سعيدة وأحبت طفلا بن كثيرا وداعبتهما. بعد أن تناولا الفطائر المحلاة قالت كارلي:
- شكرا لكما سيد وسيدة بن لقد شعرت أني بين عائلتي.
قالت سلين:
- نحن من نشكرك لأنني لم أشاهد لوك سعيدا هكذا منذ أن عاد من حرب العراق.
قال لوك:
- تعالي معي سأريك غرفتي.
ذهبا إلى غرفته وعرفها لوك عليها قالت:
- إن غرفتك جميلة لكن الأجمل أنك موجود فيها.
تقدّمت باتجاهه وشبكت ذراعيها حوله وبدأت تقبله من شفتيه ثم من رقبته وبدأت تفتح أزرار قميصه ثم خلعته ودفعت لوك إلى السرير وبدءا بممارسة الحب معا وبعد أن انتهيا انقلبت كارلي على السرير وقالت:
- أنا سعيدة جدا أرجوك لوك دعني أبقى هنا معك للأبد لا أريد العودة إلى الجزيرة أشعر أني في موطني.
- لا أريد أن أشق عليك لكن يجب أن أصارحك إن هذه المدينة وكل ما عليها سوف ينتهي إلى الأبد بعد عدة أيام.
نهضت من السرير بسرعة وقالت:
- ما الذي تقوله لوك؟
- هذه هي الحقيقة سوف تضربها الأمواج قريبا.
- يا لحضي العاثر ضننت أني وجدت موطن جديد لكني فقدته أسرع مما كنت أتصور.

روايه المتحكمWhere stories live. Discover now