العوده الى الوطن

78 4 0
                                    

أدخلوا الجنود الأمريكان لوك إلى قاعة كبيرة في القاعدة ونزعوا الكيس عن رأسه وفتحوا الكمامة عن فمه فشاهد أمامه ضابط يجلس على كرسي قال له:
- من أنت؟ وماذا تفعل هنا؟
- سيدي الضابط أنا جندي في مشاة البحرية الأمريكية
- عرف نفسك
- لوك لوثر جندي في الفصيل الثالث السرية الثالثة الفوج الثاني الفرقة الأولى سيدي.
- ماذا تفعل خارج القاعدة في ثيابك الداخلية؟
- كان لدينا واجب ليلة أمس في مدينة هيت وقد وجدنا كدسا من العتاد ونحن نخرجه حصلت مواجهة بيننا وبين مجموعة من المسلحين العراقيين وفي أثناء تلك المواجهة سقطت في حفرة ولم أصحوا حتى فجر هذا اليوم.
ثم أكمل قصة وصوله إلى القاعدة. كان هناك جندي يقف إلى جانب الضابط قام بمناداته وهمس في أذنه فذهب الجندي وبعد قليل عاد ومعه جهاز كومبيوتر محمول فتحه وبدأ يقلب فيه قال الجندي:
- سيدي المعلومات صحيحة اسمه وفصيله وفوجه وهو جندي في قاعدتنا حتى صورته مطابقة انظر اليها.
شاهد الضابط الصورة ثم قال الجندي:
- لكن لا توجد هناك دورية أمريكية ليلة أمس في مدينة هيت أو ضواحيها.
قال لوك:
- تأكد جيدا
- لا توجد أي عملية أمس وإن العملية التي تتحدث عنها حدثت قبل عشرة أيام.
- أنا متأكد إنها ليلة أمس.
قال الضابط:
- اتصلوا بعريف فصيله وقائد سريته وليحضروا حالا إلى مقر الفرقة. أخبروهم بالأمر.
التفت الضابط إلى لوك وقال:
- إذا كان ما قلته صحيح فأنت بطل من أبطال هذه الحرب ويجب تكريمك.
فكّ قيده وأمر ببعض الطعام والشراب له وأجلسه على كرسي.بعد مرور نصف ساعة حضرت سيارة فيها ثلاث جنود دخلوا إلى مقر الفرقة ودخلوا إلى القاعة الموجود فيها لوك لكن الضابط قد وضع الكرسي بصورة معكوسة حيث لا يشاهدونه. عند وصولهم إلى الضابط الأعلى رتبة بدءوا بتعريف أسمائهم قال الأول:
- الضابط لويس قائد السرية الثالثة. وأخذ التحية.
قال الثاني:
- العريف زيد قائد الفصيل الثالث. وأخذ التحية.
قال الثالث:
- الجندي سبنسر من الفصيل الثالث السرية الثالثة. وأخذ التحية.
قال الضابط:
- أتعرفون هذا الشخص؟
أمر الجنود بأن يديروا الكرسي باتجاههم. عندما شاهد العريف والضابط وصديقه سبنسر لوك لم يصدّقوا أنه ما زال على قيد الحياة وبدا على وجوههم الاستغراب والمفاجأة. قال الضابط والعريف وسبنسر في آن واحد:
- نعم سيدي إنه جندي أمريكي عندنا.
تقدّم لوك باتجاه أصدقائه واحتضنوه الواحد تلو الآخر وبكى صديقه سبنسر لرؤيته حيا وقال:
- اين كنت لمدّة عشرة أيام لقد بحثنا عنك في كل مكان؟
- ماذا تقصد بعشرة أيام؟ ما الذي يحدث! لقد كانت الحادثة أمس.
قص القصة مرة أخرى عليهم.بعد أن انتهى قال سبنسر:
- إن ما قلته قد حدث قبل عشرة أيام.
أكد كلام سبنسر الضابط والعريف لكن لوك بقى حائرا ومتعجبا لما يقال ولا يعرف ولا يعرف ماذا حصل خلال تلك المدّة.قال:
- لا أذكر شيئا سوى إني سقطت في الحفرة وصحوت اليوم. واتيت إلى هنا كما قلت لكم.
- تبدو بصحة جيدة وبكامل لياقتك ويبدوا أن عضلات جسدك قد قوت في تلك المدة او قد يكون من السير على الطريق العام.ههههه
قال الضابط الاعلى رتبة:
- أيها الجندي لوك ستُمنح وسام الشجاعة فأنت تستحقه.
- شكرا سيدي.
أخذه رفاقه معهم في السيارة التي جاءوا فيها واتجهوا إلى مقر سريتهم.كان سبنسر يحتضنه كل فترة ويقول:
- لا أصدق إنك حي لقد افتقدتك كثيرا يا صديقي العزيز.
- شكرا سبنسر إنك صديق طيب.
- لوك! أين اختفت جراحك؟
- لا أعرف لقد أصبت وشعرت بالدم يتدفق من جسدي لكن عندما أفقت لم أجد أي جراح أو أثر لها.
- لقد أصبت بعدّة شظايا في كتفي وصدري انظر لوك لكنها بدأت تلتئم وعلى ما يبدوا أنك لم تكن مصاب.أنا المصاب وكثافة الرصاص وسقوط قنابر الهاون جعلنا نعتقد أنك أنت المصاب والدماء على ملابسك هي دمائي وليست منك.
- كيف نفسر بقائي في الحفرة عشرة أيام دون طعام وشراب!؟
- إن هذا شيء عجيب حقا.
- أشعر أن هناك شيء حدث لي لكني لا أعرف ما هو.
- المهم إنك على قيد الحياة دعني احتضنك مرة أخرى أنا مشتاق إليك.
احتضنه سبنسر مرة أخرى التفت قائد السرية الذي كان يسمع الحديث الذي يدور بينهما وقال:
- لوك تستطيع أن تأخذنا إلى الحفرة التي سقطت فيها؟
- نعم سيّدي
- حسنا سنذهب يوم غد.
رجع لوك إلى ثكنته العسكرية وفرح أصدقائه برؤيته ثانيتا واحتفلوا به وفي الصباح ذهبت دورية إلى مدينة هيت ناحية المعمورة وفتشوا عن الحفرة التي سقط فيها لوك وكان معهم لكنهم لم يجدوها قال لوك:
- سيّدي إن الأمطار التي هطلت يوم أمس قد دفنت الحفرة لكني سوف أدلكم على مكان الحفرة التي فيها ملابسي وسلاحي.
فعلا أخذهم لوك إلى البستان وأخرج السلاح والملابس وعادوا إلى القاعدة العسكرية. في المساء قلده قائد الفرقة وسام الشجاعة واحتفلوا به أصدقائه مرة أخرى وفي الصباح الباكر ركب طائرته للعودة إلى الوطن.

روايه المتحكمWhere stories live. Discover now