(٢)

10 9 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم...
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين

سأبقى بإنتظار يوم جميل صنعته بمخيلتي
الكاتبة الصغيرة..... أسماء العمري

كانت شروق توشك على الإنتهاء بيومها هذا الملئ بكل ماهو متعب ومؤلم
ولكن وقبل أن تتحرك خطوة أخرى وجدت إمرأة مجهدة لاتقوي على المشي كثيرا، تترنح يمينا وشمالا بسبب عدم إستطاعتها الوقوف طويلا
صدمت شروق من هذا المنظر فكيف لأمرأة مجهدة كهذه تحمل مناديلا وتلف حول السيارات لتبيعها وهي لاتقوي على الحراك كثيرا

تحركت شروق ناحيتها وهي مازالت في صدمتها هذه
شروق... إنتي بتعملي إيه ياست الكل عندك؟
استدارت هذه السيدة لهذا مصدر الصوت منبع الرقه غير المتكلفه لتجد فتاة تقف أمامها في ريعان شبابها، تقف بإبتسامة جميلة وبسيطة تزين وجهها البسيط الذي يحمل جمال الفتاة الشرقيه، نعم هي ليست بيضاء كالقشدة أو كبياض الثلج نعم إنها قمحية بملامح شرقيه أنف متوسط وفم كبير ترسم عليه إبتسامة ناصعة الجمال
فتاة معتدلة القوام وجسد غير ممتلئ لايعرف قيمتها إلا من يراها عن قرب لتسحره تلك الإبتسامة وهاتان البنيتان

رغم ألم تلك السيدة الهالكة إلا أنها إبتسمت رغما عنها لهذه الغريبة الجميلة
شروق... حضرتك واقفة في الشمس كدا ليه؟
السيدة... بإنتباه... زي مانتي شايفه يابنتي ببيع مناديل، وربنا يرزقني عشان أقدر أمشي أموري
شروق... بصدمة... في سنك ده؟ إيه اللي يجبرك على شغل مهلك زي ده في سنك ده؟
السيدة... مابليد حيلة مين هايصرف عليا يابنتي؟ الله يسترك سيبيني في حالي وربنا يرزقك ويرزقني
شروق... ببسمة مشرقه... طيب تعالي معايا
السيدة... على فين يابنتي؟
شروق... انتي فطرتي؟
السيدة.. بكذب... أيوة فطرت
شروق... طيب تعالي معايا بس
أخذتها شروق إلى مطعم شعبي صغير في نهاية هذا الشارع وجلست معها على إحدى الطاولات
شروق... شوفي حابة تفطري إيه يأمي؟
السيدة... ايه اللي انتي عملتيه دا يابنتي؟أنا قولتلك اني فطرت لازمته ايه بقا؟
شروق... انتي مفطرتيش، انتي مش مأمنالي؟
السيدة... وهأمنلك ازاي يابنتي؟ هو انا اعرفك؟ رغم إني شكلك بيديني عكس ده، بس محدش يستبعد حاجة في الزمن دا، دي بتيجي من أقرب الناس
شروق.... بتطمين... إطمني ياأمي، أنا غير، انا مش بشكر في نفسي بس دي الحقيقة، أمي ربتني على الأخلاق
السيدة... بحزن.... الأخلاق مش كل حاجة صدقيني، مهما الأهل بيعلموا ويربوا لازم يبقى فيه حاجة ناقصة في تربيتنا يخليهم يبعدوا عننا

شروق.... إنتي شكلك خسرتي حد في حياتك عشان تقولي كدا ولادك مش كدا. ؟
السيدة... ابني الوحيد مات، وجوزي مات وانا وحيدة
شروق... طيب مين بيصرف عليكي؟ مين بيخدمك. ؟
السيدة... ربنا موجود
شروق... انا من النهاردة تعتبريني بنتك، وأنا هثبتلك اني تربية ست طيبة وأميرة جدا إسمها نادية يلا قوللي هاتاكلي ايه؟
السيده... كتر خيرك يابنتي اللي زيك في الزمن دا قللوا
همت السيدة لمغادرة المكان وخرجت لتبيع مابيدها
تاركة شروق تفكر في أمرها جيدا، وتتعجب فهذه حالة الناس الفقيرة فهذا أكبر دليل فهي من هذا الشعب الفقير تحت خط الصفر
لايحس بهم القوي الثري، فهم في قاع المجتمع يعانون وبقية الشعب يحتفل ويفرح بحياته وثرائه

تسابيح العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن