الفصل الثاني

785 38 5
                                    

الفصل الثاني

العمل

في اليوم التالي أقنعتها أمها أن تتصل برقم الرجل الذي منحته لها فوزية، وبالفعل اتصلت بالرقم الذي كان بالكارت، ولكن لم يجيبها أحد حاولت مرة أخرى ولكن ما من مجيب،  فقدت الأمل في أن يرد بالتأكيد لن يرد على رقم غريب لا يعرفه، أدركت أن عليها أن تبدأ بالبحث عن عمل آخر فذلك الرجل لن يظل حبيس الدين كما تعتقد فمن يفعل هذه الأيام؟

على نهاية اليوم علموا أن المرأة وافاها الموت وحزنت بشدة عليها وانتابها الخوف من الأيام القادمة وتساءلت ماذا يمكنها أن تفعل؟

 في اليوم التالي طلبت منها أمها أن تحاول الاتصال مرة أخرى ورغم اعتراضها إلا أن الأم أقنعتها بأننا من نسعى إلى الرزق وليس العكس فاتصلت على مضض ومرت وهلة حتى جاءها صوت هادئ يقول:

"نعم"

دق قلبها بشدة وحاولت أن تبدو هادئة وهي تقول 

"صباح الخير"

أجاب الصوت "صباح النور من المتصل؟"

ارتجف صوتها لحظة من جدية الصوت ثم قالت "أمل الفتاة التي كانت تعمل مع مدام فوزية وهي أخبرتني"

قاطعها الصوت بنفس الهدوء "نعم، نعم أعرف من الجيد أنكِ اتصلتِ، يمكنكِ الحضور اليوم في السابعة بالفندق الخاص بي العنوان على الكارت لا تتأخري"

وأغلق الهاتف ولم يعطها أي فرصة لأن ترد وحكت لأمها التي قالت "لا يهم، المهم أنكِ ستحصلين على العمل، هيا اذهبي لتعدي نفسك للعمل فذلك الرجل يبدو مختلفا، كلامه القليل يدل على أن العمل عنده أهم من كلمات لا معنى لها"

نظرت لأمها ولم تفهم ولم تحاول أن تسأل فما زال قلبها يدق من المجهول الذي ينتظرها.

كان المكان رائعاً وكانت تظن أن هذا هو مكان إقامته، ولكنها عندما قالت لموظف الاستقبال "من فضلك عندي موعد مع الأستاذ وليد كامل في السابعة"

 نظر الرجل إليها بتمعن ثم قال "الاسم من فضلك؟"

قالت "أمل، أمل محمد عبد الحميد"

نظر أمامه ثم قال وهو يشير إلى ممر جانبي وقال "نعم تفضلي إلى السكرتارية هناك"

تأملته بدهشة وقالت "السكرتارية؟ أنا أريد لقاء الأستاذ وليد وليس السكرتارية؟"

نظر الرجل وقال "السكرتارية ستقودك إليه يا آنسة بمكتبه"

تراجعت بدهشة وقالت "مكتبه؟ هل هنا مكتبه أم إقامته؟"

حدق بها الرجل لحظة قبل أن يقول "إقامته؟ هو بالفعل يقيم هنا لأن هذا الفندق كله ملك له إنه المالك يا آنسة، وهناك مكتبه مقر أعماله والسكرتارية سيدلونك على ما تفعلين"

رواية حب وتضحية.      بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن