الفصل الخامس
عودة الماضي
بالفعل كان اليوم التالي شاقاً وقد جاءت بشخصية أخرى في محاولة منها ألا يتكرر ما حدث بالأمس من ضعف أو تردد، لم تذهب إلى مكتبها وإنما اتجهت إلى كل مكان سيتجه إليه الفوج الألماني، من المطعم إلى القاعة الليلية والغرف وحتى قسم التنظيفات، مرت على كل شيء وشعرت أن نظرات الجميع إليها اختلفت كما لو كان ما حدث أمس قد أثر عليهم فلم يحاول أحد الاعتراض على قرار كانت تتخذه، وربما نظرات أخرى كانت تحمل تساؤلات كيف فتاة مثلها وصلت لتلك المكانة بهذا الوقت القصير؟
عندما جاءت التاسعة كانت في مكتبها تنتظر أن ينزل من جناحه كالعادة، وبالفعل لحظات وناداها فدخلت وهي تقول "صباح الخير يا فندم"
قال بطريقة عملية اعتادتها "صباح النور، قبل أي شيء احجزي لنا تذكرتين إلى لندن الأسبوع القادم، لابد أن نذهب للإعداد لافتتاح الفندق الخاص بي هناك، لو لم تجدي حجز اطلبي طائرة خاصة، أعتقد أنني أخبرتك عن الافتتاح من قبل وقد ارسلوا لي أنهم كادوا أن ينتهوا ولابد أن نذهب لإعداد الترتيبات الخاصة بالافتتاح"
نظرت إليه وقالت بحذر "تذكرتين لمن؟"
تأملها وقال "لا أفهم، أنا وأنتِ بالطبع هل هذا سؤال يا أمل؟"
قالت وهى تجلس أمامه "أنا لا أستطيع أن أسافر، لا يمكنني"
كانت عيونه كلها تساؤل وهو يقول "ما الذى تقوليه؟ لابد من أن تذهبي معي أنتِ بمركزك الجديد أصبحتِ مسئولة عن أشياء كثيرة، وقرارات اعتمدت عليكِ فيها وبالتالي لابد أن تكوني معي كي تباشريها أنتِ بينما أتفرغ أنا لأشياء أخرى تحتاج قراراتي ووجودي"
هزت رأسها نفياً وقالت "لا يمكنني، أنا لا أستطيع أن أترك ماما وأختي وحدهم"
قام من وراء مكتبة وأخرج عصير من الثلاجة وجلس أمامها وقال وهو يتناوله في هدوء "لا تتصرفي مثل الأطفال وتشعريني أنكِ لا تستطيعي أن تتركي أمك"
شعرت بالضيق من كلماته التي دائما ما تشعرها أنها طفلة بالنسبة له فقامت وقالت "لماذا تصر على أنني مجرد طفلة؟ أنا لست كذلك ولو أنني كذلك كيف تحملت كل هذه المسؤوليات"
ابتسم وقال "وكيف لا أفعل وأنتِ تبدين الآن كالأطفال وأنتِ غاضبة"
زاد غضبها وقالت "لماذا تصر على ذلك؟ أنا أكره هذا الحديث لماذا لا تراني إلا طفلة رغم أنني لست كذلك، لست كذلك"
ما زالت الإبتسامة على وجهه وهو يقول "لأنني أحب أن أراكِ وأنتِ في مثل هذه الحالة من الغضب"
نظرت إليه والدموع تملؤ عيونها فذهبت ابتسامته وقام ووقف أمامها وقال بجدية "أمل أنتِ تبكين؟"
استدارت لتخفى دموعها فأمسكها من ذراعها وأعادها إليه وقال "أمل كنت أمزح معكِ ولم أكن أعرف أنكِ حساسة إلى هذه الدرجة"
أنت تقرأ
رواية حب وتضحية. بقلمي داليا السيد
Romanceليس من المفترض أن يعشق المرء إلا عندما يدرك أن من يعشقه سيكون له أما أن تحب من لا يحبك فهو أصعب أنواع الحب ترى من تحب وهو يذكر حبيبه فتتألم بصمت وعندما يطلب منك مساعدته لا تتوانى عن الفعل لمجرد أنك تحب، هل الحب مبرر لأخطائنا وهل يمكن أن نضحي بالكثير...