الفصل الثالث عشر

587 28 6
                                    

الفصل الثالث عشر

ألم

مر وقت قبل أن تستعيد نفسها والطبيب مازال يحاول إفاقتها والممرضة تساعده إلى أن فتحت عيونها ونظرت إليهم فقال الرجل

“أنتِ بخير؟"

هزت رأسها فقال "منذ متى لم تتناولي أي طعام مدام؟"

قالت بضعف "لا أذكر، ماذا يحدث لي أنا لا أستطيع مقاومة الدوار"

رأت المحلول المعلق بجوارها ومتصل بذراعها والطبيب يعيد الكشف عليها ثم قال

"أعتقد أنكِ حامل مدام ولكن التحليل سيؤكد أو ينفي ظنوني"

اتسعت عيونها وهي تنظر إليه وتردد بصعوبة "حامل؟ أنا حامل؟ لا، ليس الآن يا رب، ليس الآن"

لم يرد الطبيب وقد انتهى من الكشف ودق الباب ودخل طبيب آخر فقال "دكتور ألبرت طبيب النسا بالمشفى تفضل"

بالطبع أكد الطبيب المعلومة وازداد انهيارها وإحساسها بالألم، كيف يمكن أن يأتي الحمل أثناء تلك الأحداث كلها؟ وهو هل سيتقبل ذلك أم يرفضه؟ وأمها كيف ستخبرها أنها حامل وهي أصلاً لم تعرف بزواجها الذي انتهى بالطلاق قبل أن يبدأ؟

تحجرت الدموع بعيونها وقد تكدست المصائب على رأسها وشعرت أنها لم تعد بالقوة التي كانت عليها لمواجهة كل ذلك.

نقلت إلى غرفة منفردة وتبعها جاك الذي قال “مدام كيف حالك الآن؟"

قالت" الحمد لله على كل شيء"

ولم تتحدث أكثر من ذلك وإنما سرى المهدئ بجسدها فنامت إلى الصباح

دق الباب فاعتدلت وهي تستيقظ لترى الطبيب يدخل ويقول "كيف حالك اليوم مدام كامل؟"

قالت "أفضل كثيراً، كيف حال وليد؟"

جلس أمامها وقال "لم يفق بعد نحن نمده بمسكنات قويه تبقيه فاقد للوعي لأنه لو أفاق فلن يتحمل الألم"

هزت رأسها بحزن واعتدلت جالسة وقالت "ماذا فعلت بموضوع النظر وما رأيك بالأمر؟ ألن يستطيع الإبصار نهائيا؟"

قال "أنا لست طبيب عيون لذا أخبرتك أني طلبت بعض الأخصائيين، ولكن أظن أن هناك جراحة يمكن إجرائها لعلاج مثل تلك الحالة، بالطبع الأمر يحتاج لرأي الأطباء كما وأني أعتقد أن الأمل بتلك الجراحة قد لا يتعدى خمسين بالمائة ولن تكون الآن، ربما بعد أسبوعين أو أكثر فهذا قرار الأطباء وقرارك"

أسندت رأسها إلى يديها وهي تحاول أن تستوعب الأمر الآن بعقلها لا بعاطفتها، تُرى ماذا يمكنها أن تفعل؟ هل يمكنها أن تتحمل كل ذلك؟ ما حدث لها وبينهم وما حدث له؟ هل يمكن أن تستوعب فكرة أنه لن يستطيع أن يرى مرة أخرى؟

سمعت الطبيب يكمل "أعلم أن الأمر ليس بالسهل، ولكن لابد أن أحصل على قرارك قبل كل شيء، لو قرر الأطباء إجراء الجراحة فهل سنجريها أم لا؟"

رواية حب وتضحية.      بقلمي داليا السيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن