زهرة اصلان

64.9K 712 20
                                    

الحلقة 15....16
الحلقة 15
.
.

الفصل الخامس عشر
.
- تنهد أصلان بحسرة وهو يشعر بحريق يلتهم جوفه .. و ألم يقبض على قلبه .. و غصة تملئ حلقه .. فحبيبته الصغيرة تتجنبه تماما .. ليس تجاهلا
منها له ولكن تتجنبه ألما منه واﻷسوء خوفا فهى بعد أن تعافت تماما منذ
خمسة أيام لم تتحدث كثيرا بعد أن اطمئن عليها كل أهل المنزل .. وقد استجابت لرغبة أمه بالنزول إلا أنها لا تتواجد أمامه .. فهى أما تجلس مع جده و أمه و إما بالمطبخ مع أم أحمد أو بالحديقة تساعد أبو أحمد .. و تجلس قليلا مع سوما و أسماء إذا توافر لديها وقت .. فالعصابة الصغيرة
المتمثلة بجده و أمه و أسامة و محمد وسوما و أسماء و المتوحش بودة وللأسف أم أحمد و زوجها و لم يخلو اﻷمر من فاطمة و ورد شكلوا حولها
حصنا منيعا لحمايتها منه .. فهو ليس أحمقا لتفوته محاولاتهم المستميتة
لإخفائها عنه .. إن تواجد خارج المنزل بالحديقة اﻷمامية أدخلوها للمطبخ
يلتف حولها أم أحمد و فاطمة وورد .. إن تواجد بمكتبه او يجلس مع أمه وجده بغرفة الجلوس اصطحبها أبو أحمد إلى الحديقة لتساعده فى الاعتناء بها .. وعند الوجبات التى حرص بشدة على حضورها حتى يتسنى له رؤيتها تتناولها غالبا بغرفتها أو بالمطبخ بعد إلحاحا من أم أحمد وزوجها و فاطمة و ورد ... .... ...... ..... .......  .......  .......  ......

- لا يخفى عليه ضعفها و كأن كلماته المسمومة التى ألقى بها على مسامعها قد استهلكت كل طاقتها و أطفأت حيويتها و أظهرت الدموع بعينيها
و أحزنت قلبها فلم تعد رمزا للحياة كما عهدها .. واﻷسوء حينما قابلها بالصدفة المقصودة من قبله فهو يعلم حبها للنزول إلى الحديقة والجلوس على اﻷرجوحة عصرا .. ولم يشأ أن يراها قبل نزهتها البسيطة التى لا تتخطى أبواب منزله فيضيق عليها بل انتظر حتى انتهت من نزهتها البسيطة و عودتها .. ثم خرج من مكتبه لملاقاتها فانقبض قلبه من مشيتها البطيئة المنكسرة وعيناها التى لا تفارق اﻷرض و انحناء كتيفيها الواضح ..لم يستطع أن يقول شيئا لجذب انتباهها الذى تمنى لاحقا لو أنها لم تنتبه له .. فعندما رأته أمامها أدمعت عيناها وتسارعت أنفاسها وتلمست حولها عن أى شئ تستند عليه فهى بالكاد تقف على قدميها .. لم تجد إلا الحائط الذى اسندت عليه يدها للحظات معدودة رمقته فيها بنظرة شكلت لوحة فنية يتجسد فيها الخوف .. ثم أخفضت عينيها و خالفت طريقها الذى تعمد أن تمر بجانبه للوصول للسلم المؤدى إلى غرفتها و أتجهت للمطبخ كعادتها تهرب منه .. ولم يتصور فى أسوء أحلامه أن يجعلها تخاف منه بهذا الشكل الذى أمات له قلبه و جعله يجلد نفسه بسياط الندم الذى أصبح مؤخرا يتغذى على روحه .. من بعد تلك الحادثة أصبح هو من بتجنبها فليس له طاقة لمواجهة ما رسمته أفعاله على ملامح وجهها و جسدها و روحها فأحالها من زهرة جميلة تنشر عبيرها لكل من حولها ﻷخرى يابسة متحطمة.. أوليس هذا ما أراده ؟ .. إذا لم ليس سعيدا ؟ .. لم قلبه يتقطع ألما ؟ .. لم تحترق روحه؟
.. لم تتشكل غلالة رقيقة من الدموع تغشى عينيه ؟1

زهرة اصلان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن