الحلقة 28
.الفصل الثامن والعشرون
آثار صوت الارتطام المدوى بالمطبخ فزع الجد و ابنتيه .. و انطلق الثلاثة مهرولين الى المطبخ لاستطلاع الأمر .. ليجدو زهرة ممددة على أرضية المطبخ و يحاوطها حطام فناجين القهوة التى سقطت من يدها .. وقف الجد و السيدة نعمة فى حالة ذهول بينما أسرعت السيدة سعاد التى استفاقت مبكرا من صدمتها
تحاول إفاقة زهرة من إغمائها بعد أن أسندت رأسها على فخذها إلا أنها لم تنجح فى ذلك ..
و أسرع الجد ينادى على أسامة و رائد اللذان لم ينغمسا فى النوم و أسرعا لتلبية نداء الجد
- أسامة فزعا :
أيوة يا جدى .. فى إيه ؟
- الجد فزعا :
ألحق مرات أخوك غميت فى المطبخ
.. أطلع خبط على أصلان .. يلا هم أمال .- أسامة قلقا :
حاضر .. حاضر يا جد .
لم ينتظر رائد جده ليوجه له الحديث بل أسرع متخطيا أسامة و الجد متجها إلى الجنية الصغيرة .. و التى وجدها ممددة على أرضية المطبخ .. أسرع رافعا إياها من الأرض
و حملها كالعروس مسرعا الى غرفته لحقه الجد و السيدة نعمة و سعاد .. دون الحاجة إلى ذكر ضمه إياها الى صدره يطمئن خافقه على سلامتها .. و قد تضايق الجد من حمل رائد لزهرة لعلمه بمشاعر حفيده تجاهها إلا أنه ليس لديه حلا آخر .. مدد رائد زهرة على فراشه بحجة أن غرفته الأقرب بالنسبة له .. و أسرع بإفاقتها و قياس الضغط و مستوى السكر تحت أنظار الحج قدرى وابنتيه .. كل ذلك تحت شعور من السعادة لوجودها بغرفته و على فراشه يحاول قدر الإمكان منع عقله من بث خيالات تتمحور حول شكل حياته معها فى هذه الغرفة عند ذهابهما لزيارة الجد .. و منع قلبه من إفتضاح أمره أمام جده و عمته و زوجة عمه .9
بينما انطلق أسامة إلى جناح أخيه الأصلان و دخله مسرعا متجاهلا أخيه الشبه عارى إلا من غطاء خفيف عليه .. وشرع فى إيقاظه برفق
- أسامة :
أصلان .. أصلان .
- أصلان :
أمممممممممممم.
- أسامة :
أصلان أصحى .
- أصلان فزعا لوجود أخيه :
فى إيه .. جدك كويس ؟! ..
فين زهرة ؟! .. إيه اللى حصل ؟! ......- أسامة مهدئا أخيه الأكبر :
مفيش حاجة .. أهدى .. أوم ألبس
هدومك .. زهرة تعبانة شوية و.............- أصلان فزعا :
زهرة ..................................
أبعد أسامة عن طريقه و قد أعطاه الأخير ظهره لعلمه بعرى أخيه الذى كان آخر همه فى تلك اللحظة رؤية أخيه الأصغر له عارى .. و ارتدى ملابسه سريعا لاحقا أسامة الذى سبقه .قبض الأصلان على يده حينما وجد أخيه الأصغر متجها به إلى غرفة رائد التى وقف الجد على بابها .. دخل أصلان غرفة ابن عمه بوجه متجهم فوجد أمه وعمته بالقرب من زوجته على الفراش و يجلس من الجهة الأخرى رائد الذى شرع بقياس ضغطها و قد بدأت زهرة تستفيق ببطأ من إغمائها .. تجاهل أصلان سيلا من التسأولات التى هاجمت عقله
عن :
كيف جاءت زهرة الى غرفة ابن عمه ؟ ... أو
لما يتواجد الجد و أمه و عمته و أخيه
بجانبها ؟ ... أو متى غادرت الجناح ؟ أو
.......... ............ .......... .......... .........
و غيرها .. و غيرها من الأفكار التى تجاهلها و اهتم فقط ب زوجته التى حينما استفاقت قليلا نطقت بأسمه هو أصلانها و طعنت قلب الآخر الذى استقام يفسح المجال لغريمه و ابن عمه أصلان .. لم يهتم أصلان بأى من اعتراضات الآخريين و أصول اللياقة و الأدب اللعينة و حمل زهرته إلى غرفة أمه و طلب من أسامة استدعاء ابنة العم محمود الذى يعمل لديهم فى المصنع الطبيبة المتعينة حديثا بالمركز الطبى ببلدتهم .. خرج أصلان من غرفة رائد و لكن ليس قبل أن يعطيه نظرة قاتلة و أخرى معاتبة لجده على سماحه لرائد بحملها و وضعها بغرفته .