زهرة اصلان

60.7K 577 11
                                    

31
.
.
الفصل الحادي والثلاثون

ما إن لامس صدره وجنتها حتى انفجرت فى بكاء مرير .... تشكو منه إليه .... و يضمها الآخر لصدره أكثر ..... تشكو منه بصمت أكثر من موقف رفضه لتعليمها و يضمها لصدره معتذرا بصمت أكثر من موقف رفضه لتعليمها
.... استغرق الأصلان فى ضمها وقت طويل
يحتويها بذراعيه التى مسدت كامل ظهرها و شعرها و لم تبعد وجهها عن صدره بعد أن لهتها رائحته عن سبب قدومها .

- استمر الأصلان فى هدهدة قطته بذراعيه
  و يناجيها برقة كخاصتها :
  رورو ... حبيبتى .... خلاص أهدى .1

- تنهدت الأخرى بنفس عميق من بكائها إلا أنها
  لم تبعد نفسها عن صدره العريض .
- و كعادته هو و هى عند وجودها بين ذراعيه
  تقلب الموازين و ينتهى أى شىء آخر غير
  لحظتهما التى يتوقف عندها الزمن فيحب 
  هدهدتها دون سبب و تضم الأخرى نفسها
  لصدره دون سبب متمسكة به بشدة .

- همس برقة قرب أذنها كعادته معها فى
  حديث حميمى .... فتشعر هى بشفتيه
  تلامس أذنها .
  رورو ... حبيبى .... بصيلى يا زهرة .
- تهدج نفسها بصدرها لا تريد لقاء عينيه ....
  تعلم ستنسى ما عاهدت نفسها عليه ...
  ستضعف و تلامس شفتيه بنفسها و تغرقه
  بقبلات حسية تجعله يلاقيها بشكل لا
  يعلمه إلا هو و هى ... أفاقت هى على
  إلحاحه بالنظر إليها
     بصيلى يا زهرة .
- أطاعته كعادتها فى كل شىء خاص به و
  تلاقت نظراتهما .... لا يريد أن ينتهى هذا
  اللقاء الذى حرم منه طويلا إلا أنه يقسم
  إن لم يزح عينيه عنهاو يبدء بحديث ما
  سيضاجعها بمكتبه بشكل يجعل أهل المنزل
  يعلمون ما يحدث بالداخل .
- أصلان بحنية خاصة بقطته فقط لا غير
     رجعتى ليه ؟!1
- سيطرت الحزن المغلف بشراسة رقيقة على
  زرقاوى قطته فقالت دون ترتيب :
    أنت مردتش تيجى معايا ... و و و ....
    و مجبتليش حاجة الكلية .... و لا سلمت
     عليا قبل ما أمشى ... و كمان مفطرتش
     معايا .

1
- عدم ترتيبها لكل ما يضايقها منه ألان قلبه لتلك القطة التى تناست تماما رفضه لذهابها
من الأساس و أسقطت قلبه بقولها :
    أنا أنا طالعة .

و ألتفتت عنه بغرض الخروج قبل أن ترجو وصاله بيأس .... إلا أنها وجدته يمسك ذراعها
بقليل من الشدة مراعيا رقة جسدها ... و سألها مشككا لما تقصده :
   طالعة .... طالعة فين ؟
- نظرت له برقة لم تنفى معها حزنها منه :
     طالعة استريح فى أوضتى .
- ضمها أقرب له و تأملها مليا شوقا قبل أن يكون تفحصا لها :
    ليه ؟! .... حاسة بحاجة ؟ .... أجيبلك
    دكتورة ؟

- نفت برأسها غير قادرة على النطق من حرارة
  نظراته لها و التى جففت ريقها .
- فسألها و قربها له أكثر :
     مش هتروحى كليتك ؟
- ملئت الدموع زرقاويها بشكل خطف أنفاسه
  و أجابت بحزن :
            لأ .
- طرق قلبه سريعا بصدره :
     لأ ليه ؟ .... مش جدى قالك روحى ؟ ...
     و جابلك كل اللى أنتى محتاجاه ؟
- أجابت بحنق رقيق منه :
     لكن أنت قلت لأ .
- ألصق جسدها به بشكل حميمى للغاية و قال
  معاتبا لها :
     و جدى قالك ................................
- قاطعته برقة :
     أنت بس أصلان ... مليش دعوة بحد .
- إنتقلت يديه  التى تحكم بشدة على ذراعيها إلى خصرها بنفس الشدة :
    مش هتحضرى انهاردة ؟
- سالت دموعها من حكمه و من تلامس جسديهما بهذا الشكل و الذى افتقدته بشدة :
    مش هروح خالص .
- حاولت إفلات نفسها منه .... إلا أنه لم يسمح لها و توحشت تعبيراته بشكل باتت تعرفه جيدا :
      أنتى بتقولى إيه ؟!
و ليس كأنه هو من حكم بذلك الأسبوع الماضى و ليس كأنه هو من قلب المنزل على رأسهم منذ الصباح بسبب ذهابها .
- نظرت له معاتبة برقة لا تناسب الموقف نهائى :
    عشان خاطرك ... أنت مش قولت
    إنى ماروحش أدام البيت كله ؟!
و لم تستطع أن تكمل معاتبتها و غصت فى بكائها .... و نظرت بعيدا عنه لا تريد أن تراه .
- لم يستطع تحمل معاتبتها الرقيقة و دمعت
  عينيه على الشقاق الحادث بينهما .... فأنزل
  يديه عنها و إتجه لكرسى مكتبه .
- نظرت لظهره بحزن على حالهما و على قسوته معها .... و إتجهت لباب المكتب تخرج
قبل أن تختنق فى بكائها أمامه و لكن توقفت
حينما وجدته ألتقط عباءته من على كرسى مكتبه و عاد إليها ..... ألتقط يدها بيده و سحبها خلفه و ذهب بها خارج مكتبه و خارج المنزل أيضا دون أن تواجه عينيه خاصتها و دون كلمة واحدة بينهما .

زهرة اصلان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن