40
.
.
الفصل الاربعونبمجرد أن غادر أحمد صابر منزل عمته زهرة حتى انفجر ضحكا على فتاته ..
و بمجرد أن هدأت موجة ضحكه حتى لمعت عينيه كدلالة على إزدياد أعجابه بتلك الوقحة الجريئة الجميلة .. ليغادر إلى منزله و فى نيته المداومة على زيارة عمته الصغرى ليحظى بالمزيد من تلك اللقاءات الظريفة .. فأحمد صابر يعد أول أحفاد الحج حامد و الذى يكبر عمته الصغرى بثلاث سنوات .. مما جعله نصب أعين أبيه و جده ليكون الذراع الأيمن لكل منهما .. فعمه" طه" بطبيعته طيب القلب متهور قليلا و "عابد" أبعد نفسه عن ذلك المجال منذ صغره و صب أهتمامه على دراسته .. ليكون الأعتماد التام على صابر الأبن البكرى للحج حامد صاحب الشخصية الصارمة و القلب الحنون و الذى أسرع أبوه بتزويجه فى سن صغير مقارنة بأخويه طه و عابد .. لتتشكل شخصيته الجادة الصارمة بعد أن أبعدته ظروفه عن كل لهو يتمتع به من هم فى ذلك السن الصغير .. و قد أورثها من بعده لأبنه الأكبر أحمد الذى بدوره أستبعد كذلك عن أى شىء يلهوه عن عمله مع أبيه و جده .. لتتشكل شخصيته الجادة و الصارمة هو الآخر من سن صغير دونا عن أبناء عمه طه التؤام حسن و حسين
.. فلم يكن لبطل بوسى الملاكم أى علاقات خارج إطار عمله و أقاربه .. كما لم ينخرط مع أقاربه المماثلون له سنا نظرا لعدم توافر الوقت لذلك .. ماعدا عمته التى تصغره بثلاث سنوات و التى تشكلت علاقتهم من خلال زيارات والده المحب لها منذ صغرها لتتشكل رويدا رويدا أوتار من المحبة و الصداقة و الأخوة بينهما عوضا عن علاقة العمة بأبن أخيها .. لتأتى بوسى بخفة ظلها و شقاوتها تحدث زلزالا داخل تلك الشخصية المنغلقة على نفسها لتجعله مهتما بمراقبة كل ما يبدر عنها دون قدرة على منع نفسه .. كما أهدته أول إبتسامة كذلك أول ضحكة من قلبه و التى ظلت معه طالما طغت تلك الفتاة على تفكيره .. و هو ما حدث ليجد أحمد نفسه شخصا آخر لين الطباع غريب عما كان عليه .. لدرجة أنه ظل يوما كاملا يحدث جدته صفية المنصورى عن ملاحظته لضعف صحة عمته و أنه يريد منها أن تصنع له بعض الأصناف اللذيذة ليهديها لها .. و لم تنتبه صفية المنصورى لطلب حفيدها الغريب كليا عن شخصيته بعد أن أستغل جانبها الضعيف و هو عمته زهرة ربيبتها .. لتسهر طوال الليل تعد الكثير و الكثير من الوجبات المغذية لزهرة .. و يتمكن حفيدها من جعلها ذريعة لذهابه المتكرر لعمته لعله يرى تلك الشقية من جديد .
بعد أن حصل محمد على قسطا من الراحة بمنزل والدته .. و قد أعياه الجوع فلم يتناول طعامه من فترة طويلة تجاوزت اليوم و نصف .. ليتأفف حينما أنتبه لخلو المنزل من أى طعام كذلك عدم وجود ملابس له .. ليكتفى بغسل وجهه و يخرج لشراء بعض الملابس و الطعام فلا توجد لديه رغبة للعودة لمنزل الحج قدرى .. و بعد أن تأكد أنه على الأقل معه مال أتجه للخارج ليفاجأ بأخيه الأكبر أصلان جالسا على أحد المصاطب المبنية بالحديقة و مطرقا رأسه فى شرود .. ليعلم محمد من الهالة التى تحيط أخيه بأن شىء ما قد حدث و هذا الشيء ليس جيد .. سار محمد ليقف أمام أخيه الذى لم ينتبه له على الرغم من وقوفه أمامه
- محمد بلين بسبب حالة الأصلان :
أصلااان .. أنت كويس ؟! ..
أصلااان .. أصلااان .