الجزء المائة والرابع والثلاثون ( خروج قريش لبدر )

73 5 0
                                    

#هذا_الحبيب  « ١٣٤ »
السيرة النبوية العطرة (( خروج قريش لبدر ))
_______________________________________
عندما وصل خبر خروج النبي صلى الله عليه وسلم لأبي سفيان
أرسل رجلاً يستغيث بقريش ، ويستنفرهم لحماية القافلة
وكان اسم هذا الرجل {{ ضمضم بن عمرو }}
هذا الرجل
[[ مثل ما بنحكي شغل دعايات ، كيف لما واحد يدخل انتخابات بيستأجر واحد للدعاية الانتخابية ، ضمضم نفس الشي ارسله ابو سفيان لهذه المهمة ]]
المفروض {{ ضمضم }}
يذهب مسرعا لقريش ، ويدخل مكة ، ويخبر قريش أن قافلتهم واموالهم في خطر
انظروا الآن ماذا فعل ؟؟
___________________________________
ما أن وصل {{ ضمضم }} الى مكة
شق قميصه ، وجدع انف بعيره [[ يعني امسك سيفه وجرح انف الخيل ]]
و وقف تحت رأس البعير ، حتى سالت الدماء على رأسه وملابسه ، ودخل مكة على هذه الهيئة
ثم وقف فوق بعيره ببطن الوادي وهو يصرخ
يااااا معشر قريش
اللطيمة ، اللطيمةَ [[ اللطيمة يعني القافلة ، ولم يكن أحد في قريش الا وهو مشارك بماله في هذه القافلة ]]
اللطيمة ، اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه  ، لا أرى أن تدركوها
الغوث الغوث
_________________________________
فلما رأت قريش ذلك ، اشتعلت  وهاجت وماجت وثارت وقالوا :_
أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي؟
كلا، والله ليعلمن غير ذلك
__________________________________
وبدأ الناس يتجهزون للخروج سريعا
فتجمع لقريش {{ ١٣٠٠ مقاتل }}
فيها {{ ٢٠٠ }} فارس
ومعهم عدد كبير من الجمال، وخرجوا سريعا والمغنيات يضربن الدفوف ويغنين بهجاء المسلمين
________________________________
و تردد الكثير من {{ قريش}} في الخروج
وبرغم أن قريش كانت تعلم بقلة عدد المسلمين الا أن كثير من شرفاء قريش ترددوا في الخروج
ومن هؤلاء {{ أبو لهب }} زوج حمالة الحطب
عم النبي صلى الله عليه وسلم
خاف من المواجهة، لأنه كان متأكداً من صدق ابن أخيه
وكان يخشى ويعلم أن إبن أخيه محمد صلى الله عليه وسلم نبي صادق ولكن {{ الكفر عناد }}
فإستأجر رجل من قريش بـ  {{ ٤ آلاف درهم }}
على أن يكون مكانه
محتج بأن صحته لا تعينه على الخروج
_________________________________
ومن الذين ترددوا للخروج أيضا {{ أمية بن خلف }}
والسبب عندما انطلق {{سعد بن معاذ }}سيد الأوس بعد الهجرة الى مكة معتمرا
فنزل على {{ أمية بن خلف }} وكان صديقا له
وكان {{ أمية }} اذا ذهب الى الشام ومر بالمدينة ينزل على {{سعد }} والعكس
فقال له أمية :_انتظر حتى اذا انتصف النهار ، وغفل الناس طفت بالبيت
فلما جاء منتصف النهار وبينما {{سعد بن معاذ }} يطوف
رآه {{ أبو جهل }} فعرفه
وقال: من الذي يطوف آمناً ؟
فقال سعد: _أنا سعد بن معاذ
فقال أبو جهل:_ تطوف بالكعبة آمناً ، وقد آويتم محمد وأصحابه ؟
فصرخ في وجهه سعد
وقال :_ والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت ، لأقطعن متجرك بالشام
وكان امية واقفاً معهما
فقال أمية لسعد :_ يا سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم [[ اي ابو جهل ]] فإنه سيد هذا الوادي
فأمسك ابو جهل بسعد ، وامسك سعد بابي جهل
فأخذ امية يبعدهما عن بعضهما ، ويصرخ في وجه سعد لا ترفع صوتك على ابي الحكم ، و وقف امية بجانب ابو جهل كالمدافع عنه
فغضب سعد لان امية ، لم يقف معه ، وكان يجب ان ينصره وهو ضيف عنده
فغضب سعد
وقال لأمية :_ دعنا عنك [[ يعني انت مافي منك فائدة ]]
دعنا عنك فوالله لقد سمعت رسول الله أنه قاتلك
قال :_ إياي [[ انا سيقتلني محمد ]]
قال :_ نعم
فقال أمية :_ أهو قاتلي في مكة ؟!!
فقال له سعد :_ لا أدري ، ولكنه قاتلك
فخاف امية واصفر وجهه من الخوف [[ عملها تحته ]]
وقال :_ والله إن محمدا لا يكذب إذا حدّث
ورجع امية الى بيته ، يرتجف من الخوف
فقالت له زوجته :_ما الأمر ؟!!!
فقال امية لها :_ أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي [[ قصده سعد ]]
قالت :_ وما قال لك ؟!!
قال :_ زعم أنه سمع محمداً ، يزعم أنه قاتلي
فقالت زوجته :_ فو الله إن محمد لا يكذب ابدا
فلما جاء النفير إلى بدر
تذكر امية هذا الموقف
فأراد أن يتخلف أمية بن خلف ، لأنه يعلم صدق النبي صلى الله عليه وسلم
وأراد أن يرسل مكانه رجل مثلما فعل {{ أبو لهب }}
فسمع أبو جهل بذلك
فجاءه وهو جالس في نادي قومه ومعه {{ عقبة بن أبي معيط }}
فكان واحد منهم يحمل مجمرة
والآخر يحمل مكحلة
فوضعها بين يدي امية بن خلف
وقال له أبو جهل :_ إكتحل يا سيد قومه
وإستجمر [[ اي تطيب بالبخور كالنساء ]] فإنما أنت مع النساء
فغضب أمية ورمى المكحلة والمجمرة برجله
وقال :_ قبحكم الله وقبح ما جئتم به لتعلمون أني أول من يقاتل ، واضطر للخروج معهم لبدر
وقد قتل في بدر كما اخبر نبينا وحبيب قلوبنا صلى الله عليه وسلم
___________________________________
وكان ممن خرج مكرها {{ العباس }} عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وصديق طفولته
وقد كان في مكة ، ويكتم اسلامه
خرج و وقع في الأسر ، وسيأتي ذكره بالتفصيل
_________________________________
وكان ممن خرج مكرها  أيضا
{{ أبو العاص بن ربيع }} زوج السيدة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم
وقد كانت رضي الله عنها لا تزال في مكة مع زوجها
قبل أن يفرق الاسلام بين الزوجين المؤمن والكافر
فكان {{ أبو العاص بن ربيع}} يكره محاربة حماه الرسول صلى الله عليه وسلم
ولكنه خرج مكرها حتى لا يتهم بالجبن ، أو أن يتهم من قريش بأنه يخاف من زوجته
خرج و وقع بالأسر ايضاً ، وسيأتي ذكره بالتفصيل
___________________________________
كان ممن خرج كذلك مكرها بعض المسلمين في مكة الذين لم يستجيبوا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم  بترك مكة والهجرة الى المدينة
لأنهم خافوا على أموالهم وديارهم ، واختاروا الدنيا على الآخرة، وهؤلاء حكم الله تعالى على من قتل منهم في المعركة بأنه مات على الكفر
قال الله تعالى عنهم
{{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}}
___________________________________
واذكر لكم ايضا من المواقف التي وقعت في هذه الفترة
أن {{عاتكة بنت عبد المطلب }}
عاتكة عمة النبي صلى الله عليه وسلم
رأت قبل قدوم {{ضمضم }} الى مكة بثلاثة أيام رؤيا عجيبة رأت راكبا أقبل على بعير حتى وصل مكة
وهو ينادي بأعلى صوته: _ألا تنفروا لمصارعكم يا آل غدر، فاجتمع الناس حوله
ثم دخل المسجد ووقف على ظهر الكعبة
وصرخ بمثلها
ثم صعد جبل {{ أبي قبيس }}وصرخ بمثلها
ثم أخذ صخرة كبيرة فقذف بها ، فأقبلت تهوي ، حتى اذا كانت بأسفل الجبل تفتت فما بقي بيت من بيوت مكة الا دخلتها منه فلقة، الا بيوت {{ بني زهرة }}
فزعت {{عاتكة }}من هذه الرؤيا فأرسلت الى أخيها {{العباس}} وقصت عليه الرؤيا
فقال لها :_ والله إن هذه لرؤيا، فاكتميها، ولا تذكريها لأحد.
[[  بالمختصر رؤيا عاتكة ، تخبر ان بيوت مكة كلها سيكون منها قتيل ، إلا بني زهرة اخوال النبي صلى الله عليه وسلم ،وفعلا بني زهرة لم يخرجوا مع قريش لبدر ]]

والله إن هذه لرؤيا ، فاكتميها ، ولا تذكريها لأحد
ثم خرج العباس فلقي {{الوليد بن عتبة بن ربيعة }}وكان صديقا له، فذكرها له
وقال له :_ لا تخبر بها أحد، فذكرها الوليد الى أبيه {{عتبة بن ربيعة}} فانتشر الحديث في كل مكة
وبينما رهط من قريش يجلسون عند الكعبة يتحدثون في رؤيا {{عاتكة }}
وفيهم أبو جهل
اذ أقبل {{ العباس }}يطوف بالبيت
فقال له أبو جهل :_ يا عباس  أما أرضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم !!!!
[[ يستهزء ما بيكفي ان محمد يدّعي انه نبي ، وكمان نسائكم صاروا انبياء ]]
فقال له العباس: _وما ذاك ؟
فقال له: _الرؤيا التي رأت عاتكة
فقال له العباس:_ ما رأت شيئاً
فقال أبو جهل: _والله يا عباس ان تمض ثلاث ولم يكن من ذلك شيئا ، لنكتب كتاباً نعلقه في الكعبة أنكم أكذب بيت في العرب
ولم تمر ثلاثة أيام حتى تحققت رؤيا عاتكة، وجاء {{ضمضم بن عمرو الغفاري}} يصيح في مكة كما ذكرنا
______________________________________
خرجت قريش بقضها وقضيضها [[ يعني خرجوا جميعا لم يتخلف منهم أحد، والقض في اللغة هو الحصى الكبير ، والقضيض هو الحصى الصغير ، يعني جاءوا بكل شيء ]]
_________________________________
وخلينا نشوف هذه المقارنة
النبي صلى الله عليه وسلم معه{{ ٣١٣ }} رجل من الصحابة خرجت قريش معها{{ ١٣٠٠ }} مقاتل
خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٢ }} فرس فقط ٢
خرج مع قريش {{ ٢٠٠ }} فرس
خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم {{ ٧٠ }} بعير
خرج مع قريش {{ ٧٠٠ }} بعير
وأخرجوا معهم المغنيات ، والدفوف عشان يعطوا الحماس للرجال
وأخرج أبو جهل قاتله الله بعير خاص {{ يحمل إناء الخمر }} يسقي ويجشعهم على القتال
خرجت قريش بكبريائها ، تحاد الله ورسوله وخرج صلى الله عليه وسلم بإيمانه وبخشوعه مع أصحابه يريدون أن ينتصروا للحق ولدين الله عزوجل
وسنرى في هذه المعركة الدروس الكثيرة التي نحتاجها اليوم والتي غفل عنها المسلمون
وسنعرف تماما معنى قوله تعالى
{{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }}

____________ #الأنوار_المحمدية ________________
___________ صلى الله عليه وسلم ________________

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ‏اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.....
يتبع بأذن الله

السيره النبويه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن