الجزء الثالث والتسعون(بيعه العقبة الاولى)

134 14 2
                                    

#هذا_الحبيب  «  ٩٣ »
السيرة النبوية العطرة (( بيعة العقبة الأولى))
______________________________
سقطت قريش كلها من عين النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلم أن بعد كل هذه السنين ، وهو بينهم يدعوهم إلى الله لا أمل فيهم ، وأخذ صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على قبائل العرب في مواسم الحج
وأبولهب عمه يمشي ورائه ، يكذبه فتنفر الناس منه
يقولون :_ عمه يقول عنه هذا ، فلا داعي كي نسمع ما يقول  حتى إلتقى صلى الله عليه وسلم ، بنفر من الرجال الذين لم يصغوا إلى أبي لهب
ووقفوا يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم
___________________________________
فقال لهم :_ ممن القوم
قالوا :_ من يثرب [[ المدينة المنورة كان إسمها يثرب]]
فقال صلى الله عليه وسلم :_ من الأوس أم من الخزرج ؟؟
[[ قبيلتين في يثرب ]]
قالوا :_ من الأوس
فقال لهم صلى الله عليه وسلم :_هل تجلسوا أكلمكم ؟؟
قالوا :_ بلى يا إبن سيد قومه [[هم يعلمون أنه إبن عبد المطلب ]]
فجلسوا إليه وكان عددهم {{ سبعة }}
١_أميرهم أسعد بن زرارة
٢_رافع بن مالك
٣_معاذ بن عفراء
٤_عوف بن الحارث
٥_عبادة بن الصامت
٦_عقبة بن عامر
٧_ جابر بن عبدالله السلمي [[  ليس جابر بن عبد الله الصحابي المشهور برواية الحديث]]
سبعة أميرهم {{ أسعد بن زرارة }}
____________________________
قالوا :_ ماذا عندك يا أخ قريش
قال :_ إني رسول الله إليكم ، وإلى الناس كافة ، أدعوكم إلى لا إله إلا الله ، ونبذ ما تدعون من دونه من آلهة تصنعونها بأيديكم  ، ودعاهم إلى الإسلام وأخلاقه ومبادئه
فقال :_ بعضهم لبعض [[ همس ليس على سمع النبي ]] أتعلمون ، أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود ؟؟
ويستفتحون به عليكم ؟؟
_______________________________
{{سنقف هنا ، ماذا عن اليهود في هذا المقام ، لنفهم السيرة أكثر   }}
المغضوب عليهم [[ اليهود ]]
يثرب كان فيها ثلاثة قبائل من اليهود
١_النضير
٢_ قينقاع
٣_قريظة
يسكنون يثرب [[  المدينة المنورة ]]
يحاصرونها ويسكنوا شمالها ، وجنوبها ، وشرقها
احاطوا يثرب
________________________________
العرب كانوا قبيلتين {{ أوس ، وخزرج }}
أوس وخزرج كان جدهم واحد
القبيلتين ابناء عمومة
{{ أوس يكون اخو خزرج }} من نفس الأب ونفس الأم
امهم اسمها {{ قَيلى }} احفظوا هذا الاسم
_______________________________
وكانت اليهود تنسب العرب لأمهم [[ يعني يقولون فلان ابن فلانة ]]
لماذا ينسبون العرب لأمهم ؟؟
لأن اليهود أغلبهم أبناء زنا ، فلا ينتسبون إلى آبائهم ، بل ينتسبون إلى أمهاتهم وهذا طبعهم
وعنهم أخذ العوام ، أن الرجل ينسب إلى أمه لا إلى أبيه
[[  قال لأن أمه مؤكدة ، هي التي حملت وولدت ، أما من أبوه ؟؟  لا ندري .. هذا الكلام عند المغضوب عليهم اليهود ، ومن قلدهم ، ممن هم دون البهائم من سائر العرب ، خاصة الدجالين بده يفك سحر ، اعطيني اسمه واسم امه ، لان السحر والتعامل مع الشياطين اختصاص المغضوب عليهم ، وهم تعلموا منهم الشعوذة ]]
أما شرع الله قال ربنا
{{ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ }}
فاليهود ينادون العرب في يثرب من أوس وخزرج
{{ يا بني قَيلى }} ينسبوهم إلى أمهم
________________________________
اليهود كانوا محراك شر بين القبيلتين
فكانت تقع بين الأوس والخزرج ، ما يقع بين الناس من خلافات في تجارتهم في معاملتهم
[[ والعرب رجال فيهم الشهامة ، وهم أكرم قوم خلقهم الله ، وأكرمهم الله أن جعل حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء منهم ، وأكرمهم الله أن أنزل القرآن بلغتهم ، وجعلها لغة أهل الجنة خالدين فيها أبداً ، الباكستاني والإيراني والتركي والهندي والامريكي والفرنسي .. الخ  كلهم سيتكلم باللغة العربية في الجنة ، إن كانوا من أهلها إلى مالا نهاية ، تنسخ اللغات كلها ، وتبقى لغة القرآن الكريم لغة العرب ، هل عرفتم قيمتكم يا عرب ؟ ]]
فكان اليهود قبل الإسلام ، لا يحبون ان تتحد العرب حتى قبل الاسلام
فكانوا دائماً يوقعون بينهم العداوة ،  بين الأوس والخزرج أولاد العم
[[إبن عمك قال ، وإبن عمك قال .. الأوس قالوا  ، الخزرج قالوا ]]
لأن اليهود يعلمون
لو إجتمعت قلوب أولاد العم ، أصبحت كل اليهود أذلاء تحت أقدام الأوس والخزرج
[[ تماماً كأيامنا هذه ، وتلك سياستهم في كل زمان ]]
يحرضوهم على بعضهم البعض 
__________________________________
و جعلوا اهل يثرب من العرب ، يعملون بالزراعة
أما اليهود فقد أهتموا  بالعمل
بالصياغة ، والمجوهرات  ، وصناعة السلاح
فكانوا أصحاب أسواق الذهب ، وصنع  السلاح
[[ تماماً كما نحن اليوم دول مستهلكة ، لا نجيد إلا الجدال ، وإنشاء الاحزاب ، لنتفرق اكثر ، ونتقاتل وما اشطرنا في تضيع اموالنا في شراء الاسلحة من اعدائنا لنقتل بعضنا البعض ، هل عرفتم  الآن يا من تتابعون السيرة ، معنى قوله صلى الله عليه وسلم  بل انتم كثير ولكن غثاء كغثاء السيل  ]]
يصنعوا السلاح ، لماذا يصنعوا السلاح ؟؟
[[مشان كل ما لقوهم سكتوا ، يعملوا بينهم فتنة ويبيعوا الأوس سلاح،  ويذهبوا للخزرج يبيعوهم سلاح ، فكان هذا شغلهم في يثرب .. ولما يصحى الأوس والخزرج من غفلتهم ، يعني راحت السكرة وأجت الفكرة ، يصحوا على حالهم إيش عملنا إحنا أولاد عم ليش اليهود يلعبوا فينا ]]
فيصطلحوا
فلما يصطلحوا تضعف اليهود
فكيف يخوفوهم اليهود ، عندما يشعرون أنهم قد ضعفوا امام العرب ؟؟
يقولون لهم :_ غداً يبعث النبي الخاتم ، وهو خاتم الأنبياء ورسل الله
نؤمن به لأننا أهل كتاب ، وتكفرون انتم يا أهل الأصنام ، فنقتلكم به قتل عاد وإرم
________________________________
فيخاف الأوس والخزرج [[ مساكين ]]
[[مثل حالنا هالأيام كيف بعض العرب بترجف ركبهم خوف من المغضوب عليهم ، بدهم رضاهم ، لعنة الله عليهم وعلى من أيّدهم ووقف معهم ]]
فكانت اليهود تكثر القول عن هذا النبي الخاتم وصفاته
_______________________________
حتى عرف الأوس والخزرج أوصاف نبي آخر الزمان من اليهود نفسهم
وصدق الله العظيم إذ قال عن اليهود
{{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ }}
وقال عنهم في موضع آخر
{{ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ }}
فعرف العرب أن هناك نبي سيبعث وإقترب زمانه وعرفوا صفاته من اليهود
_______________________________
فلما عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه عليهم
قالوا لبعضهم البعض :_أتعلمون أليس هذا الذي تحدثكم عنه يهود وتتوعدكم به ويستفتحون به ؟
قالوا :_ ورب الكعبة إنه هو  !!!
فقالوا :_ فلا تسبقنا إليه اليهود .. فلنؤمن به
فآمن السبعة رضي الله عنهم وارضاهم
على رأسهم {{ اسعد بن زرارة أميرهم }}
ووضعوا أيديهم بيد النبي صلى الله عليه وسلم إيمان فقط مش بيعة
[[ يعني فقط شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ]] أسلم السبعة ولكن لايوجد بيعة هنا ، وعلمهم صلى الله عليه وسلم شيء من الدين
______________________________
فقال له أسعد بن زرارة :_ يا رسول الله
لقد جئنا وكنا نريد أن نحالف قريش ، على إخوتنا بعد يوم بعاث
[[ ماهو يوم بعاث ؟؟ قبل خمس سنين من إسلامهم ، الأوس والخزرج حصل بينهم قتال فمات كل الكبار منهم وساداتهم ، ما ضل إلا ابنائهم الشباب ]]
قال أسعد :_ يا رسول الله إن جمع الله قومنا عليك فلا أعز منك فينا [[ اي جمع بينهم واصلح الله قلوبهم بالمحبة ]]
_____________________________________
وإنطلقوا إلى قومهم دعاة إلى الله ، وشرح الله صدر البعض فجاؤوا في موسم الحج الثاني
و بدل أن كانوا سبعة تخلف من السبعة إثنان
وصحبهم من جديد سبعة رجال آخرين
فأصبحوا {{  ١٢ رجل }}
فإجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة
[[أي عند جمرة العقبة في منى التي يرميها الحجاج في اليوم الأول ، فقط سبع جمرات ]]
إجتمعوا وبايعوا النبي ، وكانت بيعتهم لا تشمل جهاد [[ ركزوا على هذه النقطة ، لم يبايعهم على الجهاد ، لنرى ماذا سيفعل هؤلاء الكرام في غزوة بدر ]]
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم
{{ تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تزنوا ، ولا تسرقوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، فمن وفى منكم فأجره على الله ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به فهو كفارة له ، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه فأمره إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه }}
فقالوا  :_ قبلنا وبايعوه
وإنطلقوا إلى قومهم ، ونحن الآن في السنة {{ ١٢ من البعثة }}
________________________________
فلما إنطلقوا ، بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نريد رجل من أصحابك يعلمنا القرآن ويكون إمامنا بالصلاة  خافوا إذا وقف
إمام من الأوس أن لا يرضى الخزرج
وإذا كان الإمام من الخزرج أن لا يرضى الأوس
وهم حديثين عهد بالإسلام ، أحبوا أن يخرجوا من هذا المأزق
فإختار لهم صلى الله عليه وسلم أول سفير بالإسلام
{{ مصعب بن عمير رضي الله عنه }}
مصعب أنعم فتى في قريش من السابقين إلى الإسلام
عندما أسلم ، منعت أمه عنه المال
[[ كان مصعب ، يصرف على اصحابه الشباب في مكة في سهرات السمر ، يعني اذا كان في سهرة وشرب ونساء  وطعام ، كان لا يرضى لأحد من أصحابه ان يحاسب ، فكان هو من يحاسب عنهم، كان مصعب يلبس أجمل الثياب ، وكان شاب منّعم بين شباب مكة كلهم ]]
فلما أسلم منعت أمه عنه المال ، وجعلته يلبس الخيش
[[ كيس خيش ، يشقه من الاسفل و يلبسه بعنقه رضي الله عنه وأرضاه ، لم يعد معه ما يشتري به من ثياب ]]
_________________________________
إختاره النبي أن يكون معلم الأنصار في المدينة ، عرف النبي صلى الله عليه وسلم من يختار
مصعب الذي باع الدنيا كلها ، من أجل دينه ، لا يمكن أن تدخل الفتنة إلى قلبه في المدينة
ولابد أن يكون صادق ، والدعوة إلى الله تحتاج إلى الصدق بالإيمان
[[ لأنه لو كان الإنسان متعلم ، وحافظ القران ،وحافظ الف حديث ، وليس في قلبه صدق ، سترى كلامه جاف ناشف ، لذلك نرى بعض الدعاة على المنابر صراخ وتباكي وصياح ، ويضيفون على مقاطعهم اصوات رعد وبرق وبراكين ، ليحركوا قلوب الناس ، ومافي داعي لكل هذا الكلام ، لأن
إذا ما كان قلبه صادق مع الله مستحيل يوصل كلامه لقلوب الناس ، مستحيل وللأسف الكثير منهم عنده حب الظهور والشهرة ، وحب الظهور يقسم الظهور ، ليتنا نتعلم أخلص العمل لله ، يكفيك حب الله  ]]
مصعب بن عمير ، كان معجونً بالصدق عجناً ، رضي الله عنه وارضاه
ولنرى ماذا فعل مصعب بالمدينة المنورة رضي الله عنه
يتبع ان شاء الله
______________ #الأنوار_المحمدية ________________
___________ صلى الله عليه وسلم __________________

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ‏اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.....من واجبك نشر سيرة نبيك صلى الله عليه وسلم  .. لعلك تلقاهُ وهو راضٍ عنك عند الحوض .. وهذا أجرٌ يكتبُ لك في ميزان حسناتك
يتبع بأذن الله

السيره النبويه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن