اغواء متنكر..... ترجمة ديلو.....

الفصل الأول

الفصل الأول

رسالة الكترونية

19 فبراير، 2018

To: Jason.Allbrook@AllbrookArchitecture.com

(إلى: جاسون ألبروك من شركة ألبروك للتصماميم المعمارية)

From: YourSecretAdmirer@ymail.com

(من: معجبتك السرية)

Subject: Something missing from your life...

(الموضوع: شيء تفتقده حياتكَ..)

عزيزي جاسون،

أعلم أنّ هناك شيئاً مفقوداً في حياتكَ. وكوني امرأة تهتم بأمركَ، فأنا قلقة.

لذا، أخذت على عاتقي مهمة مساعدتكَ. فكّر بي كمرشدة لكَ. أنتَ بحاجة للقليل من الاثارة في حياتكَ، وأنا على استعداد لمنحكَ هذا. ابقي عينيكَ مفتوحتين –سوف تظهر مفاجأة في طريقكَ قريباً.

التوقيع،

معجبتكَ السرية

حدّق جاسون ألبروك بشاشة كمبيوتره المحمول، ورفع حاجبه. من غير المعتاد أن يتلقّى هذا النوع الرسائل في عمله، بما أن بريد الشركة الإلكتروني يتخلص من الرسائل المجهولة المصدر، بالإضافة إلى إعلانات ربح اليانصيب، وإنذارات الدفع.

معجبة سرية؟ لم يحظَ بإحداهنّ منذ المرحلة الثانوية.

أرخى جسده فاستند إلى كرسيّه المدوّر، وفكّر بجميع الأشخاص الذين يعرفهم ومن المحتمل أن يرسلوا له مثل هذه الرسالة. فهو متزوج بعمله، لذا لم يمتلك الفرصة لتشكيل لائحة طويلة من الحبيبات. فهذا اختصاص شقيقه الأصغر.

جاسون، على العكس، هو المدير التنفيذي لشركة عائلته للتصاميم المعمارية، وهو المرشح الأول لنيل مركز المدير العام. إنه يحب عمله، ويحب الشركة التي يديرها برفقة أشخاص يهتم لأمرهم، كما يفتخر بكونه جزءاً من أنجح شركات الأعمال في استراليا. أما أصدقائه، فعددهم لا يتعدى أصابع اليدين، لكنهم مقربين منه، ويمتلك منزلاً ريفياً حوّله ليصبح ملاذه الشخصي.

الحياة جميلة.. بل جميلة جداً بالنسبة له..

وهذا يعني أنه لا يفتقد شيئاً. وبعد تفكير، مسح الرسالة، وقرر أن ينسى ما يخصّها. على الأرجح أنها محاولة فاشلة لاصطياده، ليتبعها قصة مفبركة وفضيحة تطاله ليبتزوه بالمال.

اللعنة على هذا!

"آسف، صديقي. لن تحصلوا مني ولو على فلس واحد"، قال وهو يعدلّ جلسته.

"جاسون؟"، مساعدته الرئيسية، آنّا، أدخلت رأسها من فتحة الباب، "لقد اتصلوا بي من غرفة بريد الشركة.لقد تلقيت طرد وقد صُنِفَ على أنه قابل للكسر، لذا لم يرغبوا بتوصيله إلى هنا بعربة البريد. هل تريدني أن أحضره؟"

طَرْد! حاول التفكير بمحتواه، لكن لم يعثر على أي فكرة.

ابقي عينيكَ مفتوحتين –سوف تظهر مفاجأة في طريقكَ قريباً.

مستحيل!

"هل عرفوا مصدره؟"

حرّكت آنا رأسها نفياً، "لا، فقط قالوا أنهم عثروا على الطرد عند عتبة الباب، مع رسالة تحتوي إسمكَ وعنوانكَ"

"حسناً، شكراً. سأحضره بنفسي"

على الأرجح أنه ليس من صاحبة الرسالة. ربما يحتوي على هدية من إحدى الشركات التي يتعامل معها: زجاجة عطر أو كرات الضغط، أو ربما شيء قد طلبه عن طريق الانترنت ونسي أمره. لن تكون هذه المرة الأولى.

تجوّل في مكتبه محاولاً استعادة تركيزه على الأشياء المُفترض به أن ينهيها قبل أن ينتهي اليوم. لكن عقله كان يدور بدوامات، وحدسه يعمل بقوة.

لن تشغل نفسكَ لأجل سراب.

ما أن وصل المصعد إلى الطابق الذي توجد به غرفة بريد شركة ألبروك، حتى توجه جاسون إلى الرواق. ابتسمت مديرة المكتب حين دخل، وعلى الفور جذبت صندوقاً مربعاً موضوعاً على الرف بجانبها. بالتأكيد، الورقة اللاصقة الصفراء المشعّة على الصندوق تعني أنه قابل للكسر.

عاد جاسون إلى المصعد، وهو يقلّب الصندوق بحذر بين يديه. لا يوجد عليه عنوان لإعادة الارسال، كما لا توجد علامات مميزة، فقط أحرف مطبوعة باسمه، وعنوان مكتب ألبروك للتصميم قد كُتِبَ بخط اليد.

حين عاد إلى مكتبه، أغلق الباب خلفه. هذا سخيف –الطرد لن يحتوي على شيء مهم. إذاً، لماذا اقشعرّت بشرته وشعيراته الصغيرة على رقبته قد وقفت تأهباً؟

أخرج مقصاً من مكتبه وقطع الشريط اللاصق الذي يبقي الصندوق مغلقاً، ففُتِحَ على الفور. بين أكوام من الورق الذهبي المجعّد، عثر على قناع أسود بزخارف دقيقة حول أطرافه. كان مصنوعاً بدقة ليغطي عينيه –مثل قناع زورو تماماً. أما الشيء الذي يميز القناع عن قناع زورو فكان وردة حمراء مطرّزة –لا يزيد حجمها عن حجم عملة معدنية –موجودة بالقرب من حاجبه الأيسر.

حين رفع القناع، عثر على ورقة بلون أحمر داكن تحته.

رسالة!

مرحباً جاسون،

لا أستطيع الانتظار لرؤيتكَ تلبسه.

التوقيع،

معجبتكَ السرية.

*****

نهاية الفصل الأول