الفصل الخامس

739 18 0
                                    

الفصل الخامس

ما الذي يفعله؟!
سوف يصبح الرئيس الإداري لشركة من أكبر شركات الهندسة المعمارية في أستراليا.. وريث شركة والده.. إنه الإبن المسؤول في العائلة.. والصمغ اللاصق الذي يبقي جميع الأطراف متصلة.. إنه ناجح.. ذكي.. وقوي..

لكن ها هو في خزانة مظلمة، يقبل امرأة وكأنه يقوم بلعبة المراهقين المشهورة التي يسمونها "ثلاثين ثانية في النعيم".. أليس هذا اسمها؟ يدير أحد الفتيان زجاجة صغيرة لتقف عند إحدى الفتيات، فيمضي الشاب دقيقة في خزانة مظلمة يفعل ما يشاءه قلبه مع الفتاة.

"قبلني"، همست بيأس ورغبة به، فكانت همستها بمثابة مخدّر له فلم يكن بقادر على المقاومة ولا على فعل أي شيء ما عدا إطاعة أوامرها اللاهثة.

فانتشرت بداخله رائحة معجبته السرية: الورود والليمون، مثل حديقة أزهار قديمة مميزة.

سافرت يداه على جسدها فوق القماش المزخرف، ملامساً بشرتها الكريمية الناعمة. وحينها، شهقت دوديتا ليلتقط جاسون صوتها فيضغط شفتيه على شفتيها، ويحبس صوتها المندهش بينهما.

عثرت يده على رأسها، حيث دعته خصلاتها المجعدة ليعقدها على أصابعه.

"أرجوكَ"، هتفت حين التقت بشرة كفه الخشنة ببشرتها الناعمة، فكانت جائزته هتافها بإسمه، "أوه، جاسون"

طبع قبلة على رقبتها، وتذوّق طعمها اللذيذ، وتنشّق رائحة عطرها الملتصق ببشرتها. كان طعمها كالعسل والسكر وكل الأشياء اللذيذة في الحياة، تغريه ليصدق أن ما يحدث حقيقي، وبأنه يعني شيئاً ما.

انفتحت بوابات المشاعر التي أبقاها مغلقة، ولم يعد بإمكان أي شيء إيقافه كي لا يُغرق نفسه بجسد هذه المرأة.. لا أحد بإمكانه منعه عن الإنغماس بكل كيانه بداخل النشوة التي نكرها على نفسه لوقت طويل جداً..

خارج هذه الخزانة، صدر صوت ضحكة صاخبة أعادت له القليل من وعيه: إن أي شخص يمكن أن يدخل الخزانة ويراهما بهذه الوضعية!!

من الأفضل أن تتجاوز الحدود وتعاني من العواقب، عوضاً أن تمضي كل حياتكَ وأنتَ تحدّق بذلك الخط.

كلماتها.. لكنه قال تلك الكلمات لآلاف المرات من قبل!

قبلها على طول عنقها، ودون أن يكون قادراً على الرؤية، غرق عقله بالفراغ، مركّزاً على حواسه الأخرى ليتخيل صورة عنها فتزداد رغبته به.. ناعمة.. شعر مموّج.. ووجنتين بعظام بارزة.. بشرة دافئة..

"جاسون"، صرخت بنعومة حين امتدت يده لمقدّمة فستانها.

أراد أن يردّ عليها منادياً بإسمها، لكنه لم يستطع لأنها لم ترد أن تكون هويتها جزءاً من مغامرتهما. هل ستفصح عن اسمها لاحقاً؟ هل ستنزع قناعها وتدعه يراها؟

لسبب ما، تسبب الوضع السري بينهما وهويتها الغامضة بزيادة رغبته، لكنه يعذّب نفسه بالانتظار. هذه ليست تجربة تنتهي بسرعة، مهما كانت رغبته بها، يجب أن يتأنى لأن مثل هذه المغامرة لن تتكرر في حياته.

ولم تكن رغبتها بأقل منه، فيديها لامسته بالكامل.. في شعره.. عند فكّه.. إبهاميها يتحسسان وجنتيه.. ثم تسللت أصابعها للأسفل لتفتح أزرار سترته وقميصه الذي ساعدها بالتخلص منه، لتقع ملابسه العلوية على الأرض بينما كانت دوديتا تمزق أزراره بلا هوادة.

"أريدكِ"، قال وهو يحبس خصلاتها بين أصابعه ويسحق شفتيها بقبلة.

"رغم أن هذا جنونيّ، إلا أنني لم أرغب بأي شيء أكثر مما أرغب بما يحدث الآن، طيلة حياتي..."، وقطع ردّها بقبلتهما التي حرقت الحروف، فلم يبقَ أي شيء سوى الرماد.

ثم وصلت شفتيها لأذنه، ولم تعد همساتها تصل لمسامعه.

"هششش"، وضغطت بإصبعها على شفتيه.

"هل بإمكانكَ السيطرة على نفسكَ قليلاً؟"، همست.

"أشك بهذا"

فعلى هذا المعدل، سيجذب انتباه روّاد المبنى بكامله، لأن مثل هذه الرغبة لا يمكن السيطرة عليها.

"حاول"

ثم بدأت تزرع لمساتها على جسده.. لمسات لن يكون قادراً على نسيانها.. لتذكره بهذه التجربة الممتعة.. لكنه يجب أن يُطيل هذه اللحظات قدر الامكان.. لتُطبع بذاكرته.. فغداً يعود إلى حياته الواقعية، ولن تشكل بالنسبة له أكثر من خيال تجربة، مثل كل متع الحياة التي يحاول تجاهلها.

******

نهاية الفصل الخامس

اغواء متنكر..... ترجمة ديلو..... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن