الفصل السادس

738 16 0
                                    


الفصل السادس

كانت دوديتا تعتمد على قوتها الأنثوية بالكامل.. لم تتوقع مطلقاً أن بالإمكان أن تشعر وكأنها تمتلك العالم... لكن لمسات جاسون على جسدها جعلتها تصدق أن بإمكانها التغلب على أي شيء.

صفة الإثارة لم تكن مرتبطة بها مطلقاً، فهي لم تكن فتاة يركض الرجال خلفها. بمعظم الأحوال، الرجال الذين عرفتهم لم يحاولوا فهمها، ما عدا جاسون. تلك الليلة حين قبلها، شعرت ولأول مرة أن بالإمكان أن تمتلك كل الصفات التي رغبت بها وهربت منها: الإثارة، الجاذبية، الإغراء، الرغبة. فقط لو امتلكت الشجاعة لفعلها.

والآن، هي تسعى خلف جاسون بكل قوتها.

"تباً"

الهمسة العنيفة أرسلت السعادة لتغلي في عروقها. إنها تفعل هذا لأجله، إنها مسؤولة عن منحه المتعة التي يحتاجها.

لكنه لا يعرف من أنتِ في هذه اللحظة، من الممكن أن تكوني أي امرأة.

أبعدت هذه الفكرة الكئيبة عن عقلها. ألا يمكن لـ لاوعيها أن يدعها تتظاهر بأنه يعرفها؟ أنه هنا لأجلها، وليس لأجل ممارسة الحب؟

"هذا يكفي"، التفت يده القوية حول معصمها، لينفجر بعدها بزمجرة قوية.

أصبح تنفسها أسرع، وصدرها يرتفع وينخفض بقوة، لينهي جاسون توترها بدفعه قوية ثبتتها بالحائط خلفها، فانقض على فمها بيأس عنيف. قبّلها بجوع شديد، مثل رجل لم يتذوق الطعام منذ زمن،

وكم كان مثالياً!

لطالما كان جاسون مستقيماً وجدياً، ويتبع القوانين، تماماً مثلها. لكن ما شكت به دائماً بات حقيقة، إن شخصيتهما الخارجية مختلفة عن داخلهما. تحت الواجهة المنمّقة المثالية، يوجد شيء عميق وعنيف وأكثر إثارةً.

بينما كان يقبلها وكفيه يحيطان بوجهها، علمت أنهما وصلا إلى نقطة اللاعودة، والسؤال: هل سيتردد جاسون؟

هل ستغير رأيها؟

ماذا ستفعلين بعد أن ينتهي كل شيء؟ هل سوف تخبرينه إنكِ أنتِ دوديتا؟

جزء منها تمنى أن يستنتج هويتها بنفسه، أن يرشده حدسه لحقيقة هويتها، أو على الأقل أن ينطق اسمها ولو خداعاً، لكنه لم يفعل.

ازدادت نبضات قلبها حتى كاد يخرج من قفصها الصدري، وشعرت أنه سمع دقات قلبها الصاخبة بالتأكيد، "هل ترغب بي؟"، سألته، وهي تغلق عينيها رغم أنها بالكاد ترى أي شيء.

"ليس لديكِ أية فكرة"

انطلقت الشرارات بداخلها، تهدد بانفجاراً لن تنساه طيلة حياتها، لكن هذا ليس أي أحد، بل هذا جاسون.. هي وهو لوحدهما.. لا يمكنها مطلقاً أن تنساه.. حتى لو حاولت.. ليست قادرة على إخراجه من أفكارها.. فما يحدث بينهما هو كل شيء أرادته يوماً.. إما أن تنجح أو تفسد الأمر..

أسود أم أبيض.. لا يوجد خيار رماديّ!

لكن تخلت عن الفكر المنطقي الذي اندثر سرعان ما داعبت أصابعه بشرة كتفها العارية ببطء، وكأنه بانتظار شيء ما، ثم قبلها بقوة وكأنه اشتاق لرائحة أنفاسها.

أوه!

"أرجوكَ"، همست بضعف، "أنا أريد.."

"أعرف بالضبط ما تريدين"

الطريقة التي نطق بها الكلمات أرسلت القشعريرة في جسدها، فهذا الصوت سيكون نهايتها ذات يوم، لأن هذا الرجل بإمكانه إصدار أية أوامر وسوف تلبّيه بلا أي اعتراض أو تحفظ. فهي ملكه، فقط لو يقبل بملكيتها.. فقط لو يحاول معها مرة أخرى.

"أرجوك، جاسون"، لم تصدق أن هذه الكلمات صدرت عنها، حاولت أن تقاوم مشاعرها نحوه بلا نجاح، إنها تريده أن يكون لها، أن يقبل بها.

*****

نهاية الفصل السادس

اغواء متنكر..... ترجمة ديلو..... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن