الفصل الرابع
صمته زعزع ثقة دوديتا. للحظة، تساءلت إذا كان قد تحول لحجر. لكن صوت تنفسه الثقيل قطع الصمت بينهما، فأدار وجهه، وداعب بإبهامه بشرة وجهها الناعمة.
تحت الظلام، كل شيء كان مضخّماً، فتشعر به أضعاف شعورها المعتاد.. حواس الشم واللمس والسمع باتت بأعلى مستويات التأهب.. ما يحدث الآن حميمي جداً.. متحرر كثيراً.. كونها مجهولة الهوية، منحها القوة التي كانت تفتقدها لتفعل كل الأشياء التي لم تحلم يوماً بامتلاك الجرأة الكافية لفعلها.
الآن، لم تعد معلمة المدرسة الفأرة الخائفة التي تبقى صامتة أثناء اجتماعات الموظفين. ولم تعد المرأة التي تقول نعم-دائماً فيغيظونها أصدقائها بعدم قدرتها على الرفض، لم تعد تعيش حياتها على الهامش. إنها قوية لا تهاب شيئاً، وسوف تحصل على ما تريد.
"لماذا طلبتِ مني أن آتي إلى هنا؟"، أنفاسه الدافئة داعبت وجنتها، فاشتدت قبضتها على سترته.
"أعتقد أنكَ تعرف السبب"، همست. عضّت شفّتها، ثم أطلقت سراحه، لكن مددت كفيها على صدره. قميصه كان ناعماً وحريرياً أسفل أصابعها.. غالي الثمن.. ذو نوعية ممتازة.. مثل كل شيء آخر في حياته..
إذاً، لِمَ أرادها؟ ابنة المرأة التي لم تستطع ترك منزلها مطلقاً، وابنة الرجل الذي كره عائلته لدرجة دفعته للمغادرة بعيداً دون أن يسأل عنهما.
باستطاعة جاسون الحصول على أي امرأة، لكنه قبّلها هي.
مررت دوديتا كفيها على جسده.. على معدته المسطّحة بفعل تمريناته الصباحية اليومية..
هذا ما تريده.
"من أنتِ؟"، وهذه المرة نبرته كانت أشد قوة.
لم يتحدث جاسون بمثل هذه الطريقة. لطالما كان الرجل المثالي: واثق، متحكم بنفسه، ويحافظ على نبرة عادية، وكلمات واضحة، بجمل كاملة. لكنها صدمته الآن، وغيّرت مفاهيمه للأمور.
هل تجرؤ على التقدم خطوة للأمام؟ لتجعل نواياها أكثر وضوحاً له؟
"عدا عن كونكِ مرشدة صالحة سوف تساعدني للحصول على الإثارة في حياتي، هذا كل ما أعرفه"
"ألا تشعر بالإثارة؟"
ضحكته القصيرة تسببت بالقشعريرة على طول عمودها الفقري، "هذا بالتأكيد غامض"
اشتدت بداخلها الرغبة ممتزجة بالندم حتى التفت حول قلبها ورئتيها، وظلت تضغط عليها ليصبح الضغط قوياً. ولن تهدأ إلا حين يثبّت ظهرها على الحائط ويقتنص شفتيها في قبلة يعلن بها امتلاكه لها.
"لكنكِ غير عادلة يا معجبتي السرية"
رغم اعتراضه، تسللت يداه لتعانق خصرها وتوقفت هناك، وكفيه يحاوطان اعوجاج خصرها بمثالية، بينما إبهاميه ينطلقان صعوداً وهبوطاً يمسّدان جانبيّ معدتها.
"أنتِ تعرفين من أنا، لكنني أجهل هويتكِ"
رفعت يديها لتعانقه من ظهره وتمررهما على كتفيه العريضين وصولاً إلى ذقنه الحادة حتى الشعيرات الصغيرة القابعة فوق أذنيه، ثم داعبت خصلات شعره الداكنة الكثيفة وجذبته أقرب إليها.
"عِشْ قليلاً"، همست له، "لا أسئلة.. لا أسماء.. ولا عواقب"
"لكن هناك دائماً عواقب"
أمالت رأسها لتلتقي نظراتها به، وبات فمها قريباً منه حتى أن كل كلمة تنطقها سوف تتسبب بملامسة شفتيها لذقنه. أغلقت عينيها للظلام، بلا هدف محدد، وتركت لنفسها لتغرق بالماضي، وتذكرت تلك الليلة. قبلتهما الوحيدة. لأقل من ثانية، وضع شفتيه على شفتيها، وشعرت أنها في الجنة. لماذا كانت غبية لهذه الدرجة؟
"من الأفضل أن تتجاوز الحدود وتعاني من العواقب، عوضاً أن تمضي كل حياتكَ وأنتَ تحدّق بذلك الخط"، هتفت.
فقط لو صدقت هذه المقولة في ذلك الوقت.
اشتدت يداه حول خصرها. هذا هو: الشوكة التي تقف في طريقهما. لو لم تتمكن من إقناعه بما تريد الآن، فسوف تملك خيارين: إما أن تتركه يبتعد، أو أن تفشي عن هويتها وتتمنى أن تنجو صداقتهما من خدعتها.
حين ابتعدت يداه عنها، شعرت أنه ترك فراغاً بداخلها.
قبلني!
تمنت لو يشعر الاتصال بينهما، أن يكتنفه ذات شعورها وكأن ماس كهربائي اخترقها ليتحول جسدها إلى شعلة نارية، فينبض قلبها بقوة، وتتوق أصابعها للمس بشرته العارية.
أرجوكَ، قبلني!
"إذا لم تكن ترغب بما يحدث،لِمَ أتيتَ؟"، سألت.
واحتسبت عدد دقات قلبها أثناء صمته
واحد، اثنان، ثلاثة..
ثم أصبحت أنفاسه ساخنة تداعب وجنتها، بينما يضغط بجسده عليها لتتراجع إلى الخلف ويده تتسلل لتعانق خصرها، وكل خطوة منه كانت تُشعِر دوديتا بأن مساحة الخزانة أصبحت طويلة، فأرجعت يدها للخلف لتتلمّس المكان من حولها حتى اصطدمت بحائط صلب، فتركته يثبتها عليه.
"أنا أريد هذا"، قال.
*******
نهاية الفصل الرابع
أنت تقرأ
اغواء متنكر..... ترجمة ديلو.....
Romanceالملخص ترجمة: ديلو حين يتلقى جاسون آلبروك رسالة الكترونية من "معجبة سرّية"، يسخر من الأمر برمّته. لكن، يتلقى بعدها حقيبة تحتوي على قناع تنّكر، ورسالة تطلب حضوره للقاء في قاعة احتفالات كارمينا. كونه قد كرّس نفسه بالكامل لإدارة أعمال عائلته، فإن جاس...