الفصل السابع

706 17 0
                                    

الفصل السابع

وضعت كفيها على الحائط خلفها لتستند عليه، مجبرةً نفسها على التنفس ببطء لاستعادة تركيزها. لقد أصبح ظهرها بارداً، وانزلقت بقية طبقات القماش عنها، ليتبعها صوت (وووش).

فجأة، بات جسدها دافئاً مرة أخرى، حين اقترب منها، ليطبع قبلة عند عنقها، فقبضت على مقدمة قميصه المفتوح مستنجدةً به، فما يحدث بات فوق احتمالها.

وبدأت المشاعر تغرقها في دوامة لا قرار لها، بينما يغيظها بحركاته، تارة يمنحها لمسة خفيفة، ليتوقف ويتبعها بلمسة خفيفة أخرى، ويتوقف لمدة أطول.

"أرجوكَ جاسون"، تلوّت في مكانها، "أرجوكَ، انهِ هذا حالاً لنذهب"

"ببطء"، قبّل عنقها مجدداً بخبرة، "دعي هذه اللحظة تطول بيننا"

كيف يمكنها ألا تفعل؟! خاصة وهو يطلب منها بمثل هذه الشاعرية!

لكنه لم يمنحها الرحمة، وللحظة شعرت أنه يعرف هويتها، فهو يفهم ما يحتاجه جسدها جيداً. وحين قررت أن ترجوه مجدداً ليتوقف هذه المرة، تفاجئت به يكمل اتحاده بها فتشتعل بداخلها المفرقعات النارية، ليمتلأ جسدها بكمال لم تشعر به يوماً.

لم تشعر بمثل هذه السعادة والمثالية.. كل شيء كان متجانساً.. هما يكملان بعضهما.. بطريقة تدفع للجنون.

أحاطت بها أيدي قوية، تعانق خصرها حتى باتت تستند على صدره العضليّ. لقد احتاجت هذا، فبعد اقترابه منها بمثل هذه الطريقة، لم تعد قادرة على الوقوف.

"أنتِ مثالية"، همسته أثبتت لها أنه قد حصل على الشيء الذي كان ينقصه أيضاً، فباتت لمساتها له أكثر جرأة، وكأنها تخلت عن دوديتا القديمة عند الباب، وتقمّصت شخصية امرأة أخرى.

"يا إلهي، توقفي، لم أعد أحتمل جمالكِ"

"إذاً لا تحتمل"

ران الصمت بينهما، فتساءلت لو كان يتلاعب بها، وسوف يتركها الآن، فبات الجو ضبابياً من حولها. لكنه اقترب منها مقبلاً مجدداً ليتلاحم الجسدان سوياً، فباتت سجينته في الغرفة المظلمة.

تعلّقت به وهي تتذكر لحظة جمعتهما سوياً على الشاطىء، حين قررت ألاّ تنظر إلى تفاصيل جسده، لكن خانها نظرها، ورأت جسده الرياضي المنحوت بالشورت القصير، فتعلّقت به أكثر بينما طبع قبلة على جبينها، فخدشت ظهره بأظافرها، وكأنها تطبع ملكيتها عليه.

أغرق وجهه بطيات شعرها يتمتم لها بكلمات متقطعة عن روعتها، وكم كان بحاجة لهذا، بحاجة لها بقوة، وظل يحتضنها حتى استعادت وعيها.

شعرت دوديتا وكأن الكرة الأرضية انقلبت، فنسيت كيفية الوقوف. للحظة، لم تسمع أي شيء سوى صوت تنفسهما السريع، لكن ضربة قوية على الباب جعل صيحة صغيرة تصدر عنها.

"تباً"، تمتم.

أصدر القماش صوت حفيف، وداعب الهواء البارد بشرتها الساخنة. وفجأة، أدركت الوضع التي وضعت نفسها به، حيث كانت مجردة من كل شيء: جسدياً وعاطفياً. فانحنت تبحث عن قطع ملابسها. وكانت الأصوات تشتد في الخارج، وانغمس عقلها في نوبة من القلق. أين قميصها؟

هل فكرتِ بأي من هذا أثناء تخطيطكِ؟

من الواضح أنها لم تفعل. في اللاوعي، اعتقدت أن خطتها سوف تفشل حتماً. وأن جاسون لن يهتم وسوف يرفض عرضها، لأن هذا الجزء من خطتها: "أن تخرج من خزانة المعاطف، قبل أن تفسد الأمور"، كان مفقوداً.

"أنا.."، توقفت كلماتها حين فُتِحَ الباب فجأة.

****

نهاية الفصل السابع

اغواء متنكر..... ترجمة ديلو..... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن