الفصل العاشر( والأخير)

939 20 2
                                    

الفصل العاشر والأخير


استرخى جاسون بجلسته على المقعد الخشبي بينما لا يزال يرتدي بذلته التي ارتداها اليوم في العمل، ووجهه مرفوع للأعلى ينظر إلى السماء. لقد بات الوقت ليلاً، لكن الشمس جلست بصبر عند نهاية الأفق، غير مستعدة للاستسلام لليل بعد.

إنه يحب هذه الأيام، حين يمتد شروق الشمس لوقت طويل، لكن اليوم يشعر أنه عاجز عن الاسترخاء. حدّق في ساعته، لقد تجاوزت الساعة السابعة مساءاً بعشر دقائق.

لن تأتي!

إمّا أن تعليماته كانت مبهمة، لأنه ليس متواجداً في مقهى! لكنه قد تشارك مزحة مع هذا المرأة: المرأة الوحيدة التي يتمنى أن تكون معجبته الشخصية- قائلاً بأن مكانه المفضل للجلوس وتناول شراب دافىء هو حديقة منزله الخلفية. طيلة فصل الصيف، يفضّل أن يقضي أوقات فراغه الثمينة في هذه البقعة المميزة مع أشخاص يهتم لأمرهم: شقيقه، أصدقائه، وهي!

دوديتا!

نظر إلى حيث يقبع إبريق القهوة عند منتصف الطاولة، وبجانبه كوبين فارغين يعكسان ضوء الشمس الذهبي. خلال الإثني عشر شهراً الماضيين، فكّر أن يدعوها لمنزله لمرات لا تُحصى. لقد احتاج لتوضيح الأمور، والاعتراف بحبه لها الذي كان يقوده للجنون. لطالما تعلق اعترافه هذا بطرف لسانه بشكل دائم، حيث تتحرّق الكلمات للخروج لمسامعها.

أحبكِ.

ليس فقط هذا، لكنه يحبها منذ أن كانا بعمر بالكاد يسمح لهما بلفظ هذه الكلمة وفهم المعنى الذي تتضمنه.

لقد عرف أنها دوديتا حبيبته منذ أن وضع شفتيه على شفتيها. كان حادثهما أشبه بقطع من لعبة البازل اجتمعت سوياً لتشكل صورة واضحة المعالم.

الوردة الحمراء عند طرف قناعه: نوع الورد المفضّل لديها.

رائحة عطرها: ذلك العطر الذي أهداها إياه يوم عيد ميلادها العيد الماضي، تلك الليلة المقدّرة التي اعتقد فيها أنه قد خسرها للأبد.

والقطعة الأخيرة: من الأفضل أن تتجاوز الحدود وتعاني من العواقب، عوضاً أن تمضي كل حياتكَ وأنتَ تحدّق بذلك الخط.

لقد قال لها هذه الكلمات بنفسه حين خافت من أن تقدم على إحداث تغيير في مسيرتها المهنية. العودة للجامعة لدراسة التعليم والتربية كان مناقضاً لكل ما علمتها إياه والدتها، وهو أن تجني القدر الأكبر من المال، لتخبئه تحسباً لقدوم أيام نحسة.

لكنها كانت مميزة بالتعامل مع الأطفال، صبورة وهادئة ولطيفة، ولقد دفعها قدماً لفعل ما قد يجلب لها السعادة في حياتها.

حدّق جاسون في البوابة الخشبية الطويلة التي تقود للحديقة الخلفية عبر الممر الملاصق لمنزله. لقد تركه مفتوحاً على أمل أن تأتي لأجله.

اغواء متنكر..... ترجمة ديلو..... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن