توقفت يدي عن الكتابة فقد شعرت بـ ألم في رأسي و كأن شخصاً ما يدق مسماراً علي جدرانها، اتجهت عيني نحو الساعة لأجدها الحادية عشرة و النصف مساءً "ياااه لم اشعر بالوقت فقد مر سريعاً" حدثت نفسي بـ إستغراب حيث كنت منشغلة في الكتابة منذ التاسعة مساءً، قررت ان اذهب لأعد بعض القهوة فَـ الصداع كاد أن يتفاقم.
-----
بعد إعدادي القهوة رجعتُ إلي مكتبي من جديد و بدأت في الكتابة مره آخري..
"هل تعلمين من يكون ذلك الرجل؟" سألتني.
"لا" قلت بترقب فَـ نظرت لي بكل حنان و امسكت بأكتافي الصغيره بين يديها قائلة "انه أبيكِ..." كادت الصدمة ان تمزقني إرباً لأصبح رماداً منثوراً علي بلاط هذا القصر الثلجي المُزخرف، نظرت لها نظرة ترجّي أن تخبرني بأن هذه مزحة فَـ أسرَعت قائلة "ثقِ بي، فَـ سأحكي لكِ ما حدث بـ التفصيل"..-----
شعرت بدوار و كأن القهوة لم تفيد.. لذلك قررت ان أنام، فقد اجهدتني الكتابة جداً، نمت كـ القتيل في مَقْبَرُه و استقيظت في الصباح لأذهب إلي الجامعه.
اخذت حمامي الساخن و من ثم ارتديت ملابسي و لممت شعري بتسريحة 'ذيل الحصان' كم احب هذه التسريحه فهي تعطيني لمسه انثوية خلابة، اخذت شنطة يدي الشبه صغيرة و خرجت من غرفتي لأجد ابي و امي علي المائدة بإنتظاري فَـ دار الحوار كـ التالي..
"صباح الخير أبي، صباح الخير أمي" قلتها بينما أُقَبِّل جبين كل منهم. "صباح الخير عزيزتي" قالها أبي حينما كانت تنظر لي أمي بإبتسامه يملأها الحب، اخذت ساندويشاً صغيراً من الطبق التي اعدته لي أمي ثم رشفت رشفه من قهوتي الصباحيه و من ثم إنطلقت نحو باب المنزل فَـ حدثتني أمي وانا مُسرعة "الي اين انتِ ذاهبة، ألن تفطري معنا؟!" قالتها متسائلة بضيق
"لا أمي فقد تأخرت" قلتها. "حسناً عزيزتي انتبهي لنفسك" قالتها بحنان بينما كان يشاهد أبي الحوار صامتاً. خرجت من المنزل و مشيت قليلاً لأصل إلي موقف الباصات، شعرت كأن شخصاً ما يتبعني! توقفت لأري ان كانت تهيؤات..
لم اجد احداً فَـ إستمررت في المشي لأشعر بنفس ذلك الشعور مره اخري، و اخيراً وصلت الي الموقف فَجلست انتظر الباص الذي سيأخذني إلي الجامعه، "آنسة اليساندرا" قالها بينما يضع يده علي كتفي الأيمن من الخلف.
إستدرت مسرعة لأراه. نعم انه هو.. الديلڤري بوي! ولكن لماذا يترقبني، لماذا يتبعني؟! "اعلم انكِ متعجبة من آمري، أليس كذلك؟؟" قالها بينما تحرك جالساً بـ جواري، كنت انظر اليه و انا صامتة ففي الحقيقه لم اجد شئ لأقوله فهناك العديد من التساؤلات التي تصارع بعضها البعض في ذهني فَـ لم أعرِف من أين ابدأ، ولكن اكثر ما اثار فضولي هو علمه بـ أن إسمي يكون اليساندرا!!
"أعلم بماذا تفكرين.." قالها متذاكياً ثم أكمل "كيف علمت بـ إسمك، صحيح؟" نظرت له و علامات التعجب مرتسمه علي وجهي فَـ أكمَل "كنت اتابع اخبارك كل هذه الفتره سألت عن كل شئ كان من الممكن ان اعرفه فَأخبروني"
"مَن اخبرك بـ ماذا؟!" قلتها، "أنجالي، جارتك إنها صديقة أخي لذلك كان من السهل أن اسألها عن اسمك، ماذا تدرسين و متي موعد خروجك للجامعه" أردف، "و ماذا تريد؟؟" قلتها بحدة. "لا تقلقي فَـ أنا لن اؤذيكِ، انا فقط اريد ان اعبر لك عن امتناني" قالها بـ رقه. "امتنانك؟ و لكن لماذا" قلتها متعجبة
"لأنك طلبتي اوردر من مطعمنا ذلك اليوم" قالها، "هه؟! ما هذا الهراء أيستخف بي!" حدثت نفسي بغضب و من الواضح ان تعابير وجهي قد فضحتني فقد قال مسرعاً "لا لا تغضبي انا لم اقصد مضايقتك و لكن بالفعل انا ممتن لكِ"
سَكتَ هُنَيهه ثم قال "عند رؤياكِ شعرت انه سيكون لـ حياتي معني، وان كل شئ سيصبح أفضل، شعرت اني وجدت النصف الآخر لـ روحي. النصف الذي سيأخذني لأحلق في سماء السعاده العالية، لا ادري لماذا ولكن شعرت انكِ مَن تُكَمِلني"
صمتٍ طويل و نظرات أطول، سكوت تام خيم علي ارجاء الطريق و كأن لم يكن هناك سوي نحن، هو و أنا.. لم يكن لدي شئ يقال فَـ كيف له ان يشعر بكل ذلك من نظرة فقط!، هل من الممكن فعلاً ان يبني شخص ما حياته علي نظرة واحده..
"هل يعقل انه لا يكذب؟" سألت نفسي و لا ادري لماذا فقط سرحت في افكاري، نعم انها المره الاولي التي استمع فيها لـ كلامٍ كـ هذا فَـ لطالما كنت أهرُب.. أهرُب من شئ يُدعي 'الحب' أفاقني صوت الطريق الذي عاد مع قدوم الباص، لا تسألوني لماذا ولكن تركته.. تركتهُ راحلة دون ان انطق بـ كلمة، اكتفيت بـ نظرة القيتها للخلف ناظرةً له و انا اركب الباص.
تحرك الباص بينما كنت انظر له من الشباك كان واقفاً وتعابير وجهة تدل علي الإحباط و الخذلان، شعرت بالأسف الشديد حيالة فَـ لا ذنب له في هذا الهروب الذي لطالما كنت اتبعه، "كان من الافضل ان اقول له شئ.. اي شئ" قلتها مُحبطه،
توقف الباص امام الجامعه، بعد المحاضرات قابلت چينيڤر صديقتي المقربة و حكيت لها عن ذلك الشخص الذي لا اعرف اسمه حتي.. "واو عاشق ولهان" قالتها چينيڤر مازحه، "هل تمزحين؟ هذه غلطتي انا من حكي لكِ من البداية" قلتها زاجرة "لم اقصد، انا فقط اريد ان اذهب توترك" قالتها بينما سكتت قليلاً ثم قالت "اممم حسناً اذاً ماذا ستفعلين؟!" ....
-يتبع-
--------
~ في البداية أحب اشكر كل اللي دعموني؛شكراً ليكوا لانكوا كنتوا سبب في سعادة محتاجاها تخش علي قلبي. اتمني اكون عند حُسن ظنكوا علي طول،
واتمني احصل دايما علي دعمكوا ليا.وطلب اخير صغير، ياريت تساعدوني اني انشر روايتي ^^، بشكركوا مره تانيه.
بحبكم. ❤
س)
- ايه رأيكوا تفتكروا اليساندرا هتعمل ايه؟.
- تفتكروا حبها فعلاً؟.
- ياتري ايه هي حكاية عالم المياه والنار؟
*الصورة المرفقة هي صورة رمزيه للشارع اللي كانت ماشية في^^
أنت تقرأ
مـيـاه الـنـار
Romanceهي لـيست من جِنسه و هو لـيس من جِنسها، ولكنهم بـ صِدق احبا بعضهمَ فَـ عانوا من عذاب الحياة..