الفصل الثاني

104 61 6
                                    


وصل أديب إلي حيث يسكن، لكنه توقف حينما وجد مجموعة من الشباب ينتظروه، هو لا يعرفهم ، لكنه قد يعلم سبب قدومهم، بالتأكيد هم من طرف أسرة فتاته، تقدم أحدهم و الذي يبدو قائدهم، لكنه مختلف عن البقية من ناحية ثيابه .
_ سيد أديب كم تريد للابتعاد عن ليليا ؟

رفع  حاجبه باستخفاف، و سأله مستنكرا
_ عفوا !! ماذا تقصد ؟
ليصيح الرجل بنفاذ صبر
_ سؤالي واضح أيها اللقيط ...كم تريد من المال مقابل رحيلك ؟ سنؤمن لك بيتا و عملا بعيدا عنها، هاه ماقولك ؟

وضع أديب يديه في جيبه، و ابتسم بتحد
_ رحيلي عن ليليا!!!  قد يكلفك الكثير ...أكثر مما تتوقعه ...
_ إذن عرضي قابل للنقاش، كنت أعلم أنك طامع فيها منذ البداية يا رجل ...
_ أنت غبي.. بل في قمة الغباء ...

لم يتمالك الأخر نفسه وهو ينقض علي أديب ليمسك بياقة قميصه هاتفا بحدة
_ كيف تتجرأ و تقول عني هذا يا متشرد ؟
فكرر كلامه بتأكيد
_ لأنك فعلا غبي ...

لكمه الطرف الاخر في وجهه، فرد عليه أديب بلكمة  هاتفا
_ أنا لا أبيع ليليا إلا بروحي ...أنا أحبها ...إنها حياتي ... لهذا هي أغلي ما أملك و لهذا توقف عن مقايضة مشاعري بالمال ...

أشار الرجل بيده ناحية رجاله، فتوجهوا لينقضوا عليه، لكن بطريقة ما استغربها من نفسه، تمكن من التصدي لضرباتهم، كأنه سبق و تدرب على هذا، هو حتي لم يجد صعوبة في التخلص منهم،  كان قادرا على تحمل الألم،  لم يكن  ليسمح لنفسه بالخسارة كي لا يحس بالنقص أمام ليليا .

تركهم يجمعون شتات أنفسهم و دخل للملحق الذي يعيش فيه، جذب هاتفه واتصل عليها، لم ترد على إتصاله، فراسلها كاتبا " هل أنت بخير ؟" لترد عليه باقتضاب "نعم "

عرف أن بيها خطبا، فأخذ هاتفه واتصل عليها سائرا ذهابا و إيابا في الغرفة، وحين ردت عليه و سمع صوت تنفسها _بالتأكيد كانت تبكي_ تنهد براحة وسألها
_ هل أزعجك أبيك ؟
_ كلا ، أنا لم أفهم الدرس، فبكيت ...

إبتسم لها بتفهم،  ووصلها إحساس إبتسامته، فعمدت لمسح دموعها و سمعته يقول بصوته الأجش
_ أنت كتاب مفتوح ليليا وهذا ما احبه فيك ... سنتحدث غدا عن كل شيء، أخبريني هل تعشيت ؟
_ أجل و أنت ؟
_ لا شاهية لدي ...

سمع تأففها في الجهة المقابلة، وهاهو سيتعرض للتوبيخ
_ إسمعني سيد أديب عليك أن تأكل لأني واقعة بحب عضلاتك ...صدقني لو إختفت عضلاتك فلن أحبك بعد اليوم ..

فسألها بنبرة خبيثة
_ عضلاتي فقط!! ..هيا ...صارحيني .
_ للصراحة ...أنا سألبي طلبك ...لكن لا تقل عني منحرفة ...إنك كتلة من الجمال ...يعني نظراتك المستفزة وابتسامتك الواثقة، و صوتك المزعج بعض الشيء...و...

الحب تضحية (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن