الفصل الثامن عشر : الانتحار

69 40 14
                                    

*الفصل 18
مضى يومان على معرفتها لتلك الحقائق القاتلة، بحثت عنه فى مواقع التواصل الاجتماعي ولم تجد غير صوره مع زوجته، وكأن الزمن توقف فى لحظة معرفتها للحقيقة.

بدا لها أن القدر حبسها متعمدا فى منطقته دونا عن غيره، لاتزال مستلقية في الفراش، فحرارتها ترتفع تارة وتنخفض تارة أخرى، وبما أنها وعدت روحها المكسورة بعدم الثقة بأحد، فهى فضلت رعاية نفسها بنفسها على طلب العون أو اللجوء إلى طبيب.

كانا يومان في غاية الصعوبة، ولكنها تؤمن أنها
مرحلة وستمر. نظرت للوقت فوجدتها تقارب للسابعة، عليها الإستعداد للعودة الجامعية فى سداسه الثانى، بحثت فى ثيابها على
ألوان زاهية، لكنها لم تجد غير الأسود.

وتفطنت إلى الحقيبة حيث جمعت حاجات زوجها أديب لتبقيها كذكرى حين إعتقدت أنها مات، وزداد حقدها له وللجميع وأولهم لسذاجتها، فرددت بكره
_للجحيم.

وحملتها لتلقى بها في الحاوية أخر النهج، بعيدا
عنها، وفى طريق عودتها إعترضتها سيارة جيب
سوداء، ونزل منها جاد، إبتسم لها بعملية، وفي
داخله يسخر من حظه الذى جعله يتحمل كل هذا لأجل أخاه.

وتوسعت إبتسامته حين تجاهلته كأنها لاتعرفه، ولحقها للمنزل، بل إقتحمه، منعها من إغلاق الباب بقدمه،ثم دفعه ليدخل.

توقع إنفعالها وصياحها، ربما تنادى الجيران أو الشرطة، لكنها ببساطة لم تعره إهتماما وهى تسير لغرفتها، أخبره الشيطان أن يقتحم مكان بقائها ليريها عاقبة تجاهلها لكنه إستغفر ربه متذكرا حاجته لها وهى من حرم أسرته الآن.

وبعد دقائق قضاها جاد في تأمل قاعة الجلوس العصرية، ظهرت ليليا وكانت قد غيرت ثيابها فتذكر حسب المعلومات التى لديه عنها أنها ستعود
للدراسة، وهذه المرة رفع حاجبه حين وضعت أمامه خبز محمر وكأس قهوة، وأخذت لنفسها كأس عصير البرتقال، فتكلم بشك

_إشربى منه أولا أنا لاأثق بك.

رفعت كتفيها بلامبالاة وبررت موقفها

_ أنا فعلت هذا لأنه من غير المعقول أن أكل بينما
غيرى ينظر، عموما حين تمل أخرج وأغلق الباب
خلفك، أنا معى المفاتيح.

وهمت بحمل حقيبتها، فتكلم ثانية، هذه فرصته
الوحيدة لإقناع عنيدة مثله
_ساعديني على إعادة أديب لرشده.

سعلت بسبب ماسمعته، حقا!!! بعد كل هذا يطلب منها أن تساعده؟! لن يحصل، ووعت على نفسها حين قالت ماتفكر فيه بصوت عال، جعل من جاد يرسل لها نظرات محذرة، ولم تهتم، الأن أصبحت حياتها من أولى أولوياتها وزوجها مجرد ماض وانتهى، لكن حديثه التالى غير قليلا من وجهة نظرها

_أخى حقا لايتذكرك، مشكلتك مع أسرتك، هم لم
يخبروك، تلك الحرباء السبب وراء فقدانه لذاكرته،
أبعديه عن زوجته، لاتقلقى أنت أيضا إمرأته، يعنى
كل شيء محلل.

الحب تضحية (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن