الفصل الحادي والعشرين : " إهتمى بقلبى "

77 39 12
                                    

*الفصل 21
طيلة اليومين التاليين من الرحلة تجنب أدم الخروج من غرفته، قضى وقته فى التدخين والتوعد لزوجته الخائنة، شعور من الندم ينتابه كلما فكر فيها، وأيضا مفكرا فى مصير علاقته بليليا.
أحبها بقلبه هذه المرة وليس بعقله، تمناها لأجله وليس لأجل التفوق على غيره، سابقا كانت أمنية صعبة والأن هى أمنية مستحيلة، عليه التقصى بشأن أخبارها والإطمئنان عليها والأهم عليه أن يعتذر لها نيتها كانت صافية وبريئة مثلها وهو من فكر بأنانية.

توقفت السفينة فى المينأ، وأخيرا ستنزل وستعود لمصر فى أقرب طائرة أو سفينة، هذا ما فكرت فيه ليليا، لم يعد يهمها كل شيء، هناك حلم بداخلها وقع إغتياله، وللمرة المئة، يثببت لها القدر أنه لامكان لأحلامها الوردية فى هذا العالم المشوه، تنهدت بتعب، طول اليومان السابقان لم يغمض لها جفن، أصبحت تخاف حتى التفكير فيه كى لايظهر لها فجأة.

حان وقت النزول، فجرت حقيبتها خلفها وتوجهت لتنهى أوراق الجمارك وتستفسر عن رحلة العودة، تصرفت بطبيعية أمام الجميع، وأمامه أيضا، تعمد أديب أن يقدم دوره للجميع حتى يتسنى له الوقوف أمامها، لكنها أولته ظهرها وتوجهت الى الصف الأخر، ولحسن حظها وسوء حظه، أنهت فحص أوراقها قبله، فسارعت لأخذ سيارة أجرى.

لف بها السائق مدينة نيس كاملة، لافكرة لها إلى أين ستذهب، إنها غريبة هذا ماتمتم به السائق فهو يسألها منذ مدة عن وجهتها لكنها لم ترد عليه.

فى حين ليليا كانت في عالم آخر، تتذكر قبلته، بل إعتداءه الوحشى على شفاهها، فأخذت منديلا لمسح فمها بعنف حتى نزل الدم، لذالك توقف السائق باستغراب من حالتها وسألها
_هل حضرتك بخير؟ ألديك وجهة معينة؟

لترد عليه بالفرنسية بلكنتها المميزة
_خذنى لأبعد نزل عن المدينة، إفعل هذا فقط..
............

توقف ٱدم فى مدخل المينأ، بحث عنها ببصره، ولم يجدها، فسار للسيارة التى بعتها له شقيقه، وانتظر ساعة إضافية أخرى، ولم تظهر، ففقد الأمل، وأمر السائق بالذهاب، فركب شريحة فرنسية واتصل على جاد الذى رد عليه بسرعة ولهفة كأنه لا يعلم اخباره بالتفصيل
_أهلا ٱدم، حمدا لله على وصولك سالما.

_جاد إتصل بليليا إسألها عن مكانها.
_أليست معك؟ ماذا حصل؟
تنهد وخرج من السيارة ليخبر أخاه بما حصل، إنطلاقا من الظرف وصولا لفعلته الشنيعة معها.

رمى جاد الهاتف بغضب، الأمور لم تسر كما يخطط لها، المفروض أن يقرب هذا الفيديو بين ليليا وأخاه وليس أن يصنع فجوة بينهما، هل عليه التدخل؟ لا، كيلاهما مسؤول عن الأخر، فاليتحملا نتيجة أفعالهم.
.........

حدقت فى الغروب بشرود، عقلها لازال عالقا فى ذالك اليوم، فى تلك اللحظة حين تهجم عليها، قلبها يرفض كرهه، لكنها أصبحت تعرف مصيرهما، سبق وردها خائبة، سبق وعرفت انه ليس من نصيبها لكنها غبية، مسحت دموعها بقهر، وعادت بذاكرتها حيث هربت من غرفته، ركضت فى الرواق، لازالت أثار كدمات سقوطها المتتالى فى قدميها ويدها، وحين دلفت لغرفتها صرخت بقهر، وسارعت للحمام تتقيأ، لاتعلم سبب تقلب معدتها، هل من دوار البحر أم من الخوف، ام تقززا من فعلته.

الحب تضحية (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن