الفصل السادس

70 52 3
                                    

الفصل السادس

أمسكت ليليا بحبة الدواء بيدها، لقد وصفه لها الطبيب كي تخفف من الألم الحاد الذى ينتابها بسبب جرحها، فنقلت ببصرها بملل واضح فى أرجاء الغرفة، لاوجود لأديب
ولا لرائحته المميزة، ولازال قلبها منقبض لسبب لا تعلمه لكنها تحسه، فرفعت رأسها نحو العجوز البشوش "الخالة زهرة"، تلك التي لم تفارقها منذ أن فتحت عينيها هنا.

_أين أديب؟ هل رحل وتركني ؟

_ هو أشجع من أن يتركك، المسكين وقع إعتقاله ...

شهقت وترقرقت العبارات في عينيها بعدم تصديق

_ ك...كيف ؟ ماذا حصل له؟ حبيبي أتراه بخير ؟

أنزلت زهرة رأسها بأسي، هي نفسها لا تعلم التفاصيل أو حتى مصيره حاليا

_ أنا أسفة يا صغيرة، لكني وعدته أني لن أخبرك حتي
تتحسن حالتك، هذا كان شرطه و أنا وفيت به.

نزلت دموعها كسيل عارم وارتفعت شهقاتها

_ أديب يحتاجني.. على أن أكون بجانبه...

مسحت المرأة على شعرها ثم إقتربت مقبلة على إياها من جبينها كما رأته يفعل معها فى الرحلة

_ لقد ترك لك رسالة، مفادها إهتمي بنفسك حبيبتي..سأعود لك و سنتقابل ...

نفت ليليا برأسها متجاهلة ألمها مرددة بهذيان

_ أنا أريده.... أنا أريده أديب...سأراه

ثم همت بالوقوف لكن ما إن حركت ظهرها حتي
شهقت متألمة فهلعت لها زهرة معدلة من الوسادة خلفها

_ ياصغيرتي عليك بالراحة.

لم تعي ليليا على نفسها وهي ترتمي في حضن المرأة المسنة متوسلة إياها وشهقاتها تعلو فى الأرجاء
_ أرجوك ساعديني أريد أن أراه...أنا أحتاجه أكثر مما
يحتاجني ... أرجوك ياخالة...

مسحت العجوز على شعرها و هدهدتها كما تفعل مع الأطفال و جذبت ورقة من سترتها

_ بنيتي ..هذه رسالة أديب لك...هو يحبك...و لقد أطلق وعدا لي أنه لن يخذلك أو يتخلي عنك ... فقط أصبحي بخير...

تحول بكاءها إلي تنهيدات ساكنة، وأومأت برأسها كتفهم
لما قالته هذه المرأة...يال سخرية القدر، وجدت الخير في
الغرباء و لم تجده في عائلتها ...

_ شكرا لك، فضلك لن أنساه ماحييت، أنا أحبك جدا.

إبتسمت المسنة لها بدفيء، لسبب لاتعرفه ليليا دخلت
قلبها...ربما لأنها بريئة و عفوية.

لكن تلك اللحظات المسالمة إنقطعت حينما إقتحمت الغرفة من قبل إمرأة في عقدها الرابع مرتدية زيا رسميا باهض الثمن و تقدمت نحو ليليا تحضنها و مبعدة العجوز بتقزز ...

لقد صدمت حقا بقدوم أمها هاقد تحول الجو المسالم إلى فوضى وهدوء، من أين لها أن تعلم مكانها من الأصل ؟ أيعقل أن لعائلتها و نضال علاقة بأعتقال أديب |؟؟
لكنها رمت بأفكارها بعيدا وهى تعلق على سلوكها مع زهرة مما اشعرها بالخجل فتدخلت فورا لرد اعتبار تلك الوفية التى وقفت فى صفها دوما

الحب تضحية (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن