الفصل التاسع

65 52 1
                                    


* الفصل التاسع :
أشهر نضال مسدسه في وجه غريمه، مهددا إياه بإطلاق
النار عليه إن واصل التقدم، لكن فعله كان عبثيا مقارنة
بنظرات أديب الصارمة، لم يبدى أي تردد في مواجهته، بل يعرف النتيجة مسبقا، حدق في سلاح الأخر واستنتج كل خصائصه ونوعه ونقاط ضعفه وكيف يعمل، عرف كل هذا بطريقة عفوية بمجرد النظر له، ثم باغته بلكمة في وجهه بينما يده الأخرى تحكم الإمساك بالمسدس، كي لا يغدر به هذا الأخرق، ثم تمكن من رميه بعيدا، وبعدها خصص كل وقته وجهده لتشويه وجه المجرم الذي أمامه، رغم مقاومة نضال الفاشلة إلا أنه يعترف بفارق القوة بينهما.

تلطخت يدا أديب بالدماء، لقد جعل منه لوحة ملونة
بالأحمر، ومع هذا لم يشفي غليله كلما يتذكر إستقواءه على الضعفاء بنقوده، وفجأة بقيت يداه في الهواء حين سمع صوت حبيبته،  فالتفتت نحوها بنظرات حانية، و تحول تفاجئه إلي إبتسامة مستفزة، حبيته تحاملت على نفسها لتنبهه، فهاهي السيدة سلوى مشهرة بسلاح نضال نحوه،صارخة بتهديد

_إن لم ترحل من هنا أقسم لك بروح إبني أن أقتلك..

سار إليها فاتحا يديه بتحد كبير

_ إفعليها، هيا... لاتكوني جبانة..

زادت رعشة يديها، ونظرت من حولها بضياع، تنظر إلي
ماذا أوصلها طمعها للمال وكرهها ليليا، وعلى ذكرها إلتفتت لتراها، إبنتها نقيضتها تماما في الشكل والصفة، وحين توقفت على التفكير، شهقت على إقتراب أديب الخطير منها، فأطلقت طلقة طائشة، جعلتها تصرخ وترتد للخلف برهبة.

صرخت ليليا بعدم تصديق، لن يستوعب عقلها فقدانها
لفردان في نفس اليوم، وزادت وتيرة تنفسها، ولولا نظرة
حبيبها المطمئنة لما التفت اليها بابتسامته التى تعشقها،  مما جعلها تستكين وتهدأ.

بالمقابل، إغتنم فرصة خوف سلوي وأمسك بيدها يلويها خلف ظهرها وأمسك بيده الأخرى ذقنها وتكلم بوعيد
_قسما برب العزة، لولا أنك والدة تلك الجوهرة ليليا لقمت
بقتلك منذ زمن طويل...لكنها ستشفع لك لأخر مرة..

ثم نزع المسدس من يدها ودفعها عنه بتقزز حين تدخل
أعوان الأمن..

توجه أديب إلي حبيبه، في لقاء كلفهما الكثير، وعادت
نظراته إلي ذاك المسالم الهادىء، وكالعادة إغتنمت ليليا
الفرصة وحاوطت عنقه بيديها، مريحة رأسها على صدره،
وطبعت قبلة على موضع قلبه، فسمعت ضحكته الرنانة التي إشتقات لها كثيرا، ودنى هو من أذنيها هامسا بما لم يسمعه غيرهما.

فإبتسمت!! ورغم كل الألم الذى يعصف بقلبها، إبتسمت الدنيا بوجوده، وازدادت ابتهاجا بكلماته المتغزلة بها، بل بسبب خجلها إنفجرت ضحكا لقد عادت لها الحياة، وانتهي عذابها.

لكنها تذكرت سامر شقيقها، فتقوست شفتيها بحزن على
مصيره، ودفنت رأسها في صدره لتخفي بكاءها، واستشعر هو رعشت جسدها التي تدل على انهيارها فقال

الحب تضحية (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن