الخاتمة🤍

188 26 10
                                    

"عزيزتي ريوانة..
لقد تفاجئت صباح اليوم أن كل ما حدث معنا كان مُجرد حلم صغير صنعه عقلي، ويبدو أنه أجاد الصنع هذه المرة وأنتج لي الحلم الأجمل على الإطلاق، والصديقة الأفضل على الإطلاق حتى لو دامت صداقتنا ليومٍ واحدٍ فقط..
أريد أن أشكرك على حسن إستماعك لي ولأنكِ أشعرتيني أن حديثي مهم وهناك من يُريد أن يسمعه حقًا، إنكِ أفضل من أُناس كثيرة متواجدة حولي وللأسف هم الحقيقيون وأنتِ المزيفة..أريد أن أشكرك أيضًا على تلك الأفكار الجميلة التي لم أنساها لقد أعدتِ شغفي الضائع وأعدك أنني سأبدأ في تلك الأفكار وأرجو أن يتغير أي شيء وينتهي تدميرنا لأنفسنا وتنبهرين بنا في زيارتك القادمة..
ستظلين في مُخيلتي دائمًا وسأنظرك حتى تأتي إلي في حُلم آخر!
                                                  صديقتك مريم"

إنتهت مريم من كتابة هذه الرسالة في دفترها ثم وجدت نفسها تتذكر ما حدث وهي تبكي! فهي حتى الآن لا تصدق أن تلك الجولة الممتعة لم تكن سوى حلم..وريوانة تلك الجميلة التي هونت عليها الكثير وأضحكتها كثيرًا أيضًا كانت خيال! لكنها تعلم أن لا يوجد شيء يحدث بدون سبب فَهذا الحلم لن يمر هكذا، سوف تنفذ كل شيء كانت تريد أن تفعله في الحلم، وأول شيء ستفعله هو البحث عن يارا..
خطت شيئًا ما في الورقة ولم تكن سوى جملة "لن تستطيعي تغيير العالم ولكن على الأقل ستُغيري حياتك..ولن تستطيعي إرشاد الجميع إلى الصواب ولكن إصلاح من حولك ليس صعب!"

كتبتها بسرعة وعشوائية ولكنها نظرت لها طويلًا كأنها تحفر معناها بداخلها، قطع أفكارها صوت رسالة قادم من هاتفها اتسعت عينيها بدهشة وهي ترى من أرسل لها تلك الرسالة..أعادت قرائتها أكثر من مرة وهي تنظر إلى الاسم تارة وإلى الحديث تارة ثم قالت بصوتٍ هامس:
- يارا!
قرأت الرسالة بصوتٍ مرتفع قليلًا لتتأكد من محتواها:
- مساء الخير يا مريم، أنا متابعة كتابتك من فترة وحبيت تفكيرك أوي وحسيته شبه حاجات كتير في دماغي..عمومًا أنا بصور وهبقى مبسوطة لو عملنا حاجة مع بعض!
سكتت مريم قليلًا ثم تحدثت بذهول:
- ايه الرعب ده هو أنا لسه في الحلم ولا ايه..
ردت مريم أخيرًا بعد تردد دام لدقائق:
- مساء النور، أكيد هبقى حابة لو عملنا كده وأنا عندي فكرة ممكن ننفذها.
قصت عليها مريم الفكرة التي تحدثوا عنها في الحلم وأعجبت يارا كثيرًا واتفقوا على تنفيذها للمرة الثانية! اتفقت مع يارا أنهم سيجمعوا الفتيات الموهوبات وسيتجمعوا جميعهن في "جروب" حتى يبدأوا أولى خطواتهن..
إنتهت مريم من الحديث مع يارا ثم كتبت في دفترها "تم إنجاز الخطوة الأولى، أعتقد أنها كانت الخطوة الأسهل على الإطلاق..حان وقت باقي الخطوات الآن!"
                                 
                                       ******                          
لم يمر سوى سبعة أيام فقط على هذا الحلم ولكنها تشعر أن ما تغير بها أكثر بكثير، لقد قامت بتجهيز خطة "جميعنا متشابهات" كما وعدت ريوانة وسوف تُعلن عن الاسم في غضون أيام! ووجدت هي ويارا العديد من الفتيات لديهم موهبة يطمحون أن يستطيعوا تغيير أشياء كثيرة بها..لا يربطهم أي شيء سوى أملهم في التغيير.
اتفقت هي ويارا أن أول المتحدثين ستكون هي لتشرح لهم الفكرة ولكنها كانت تُريد أن تقول لهن شيءٍ أهم من الفكرة! ضغطت على سر التشغيل ثم بدأت في الحديث:
- مساء الخير، قبل أي حاجة أنا حابة أقول إني مبسوطة بكل واحدة هنا لأن معنى إنها معانا يبقى فعلًا هي ليها هدف وبتحاول توصله، مش محتاجة أقول إن حياتك من غير أي أحلام أو أهداف دي مش حياة..حياتك هتبتدي بجد لحظة ما هتعرفي ايه الحاجة إلي انتِ شاطرة فيها وهتقدري توصلي أفكارك من خلالها.
صمتت قليلًا لترتب باقي الحديث ثم تابعت حديثها:
- أنا عارفة إنكم مستنيين الفكرة بس الأهم منها وإلي لازم تعرفوه إن مش أول ما هنبدأ فيها هننجح..بالعكس فكرتنا دي ممكن تاخد أيام..شهور أو حتى سنين علشان تتشاف وممكن تفشل ومحدش يشوفها أصلًا! مش بقول كده علشان أحبطكم بس أنا عايزة أفكرني وأفكركم إن مجرد إننا أخدنا الخطوة وبنحاول هنعتبر كده ناجحين خلاص..هبعت دلوقتي الفكرة كلها بالتفصيل وأتمنى إننا كلنا نحقق إلي نفسنا فيه.
أرسلت مريم التسجيل الصوتي ثم تبعته برسالة بها شرح الفكرة كاملة، وانتظرت لدقائق وبدأت رسائل الفتيات تملأ الشاشة أمامها..كانت تنظر إليهن بابتسامة كبيرة وهي تدعو بداخلها أن يدوم هذا الحماس لفترة طويلة.
"يختلف الجميع عن متى نشعر بالسعادة أكثر، وقت الوصول إلى الهدف أم أثناء الطريق؟ ولكنني أشعر أن أجملهم هي البداية..الوقت الذي تُحدد فيه أهدافك وتتحول حينها من شخصٍ عديم الفائدة إلى آخر يشعر أنه سيغير العالم بأكمله إن تم تنفيذ هذه الأحلام! شعور رائع يجب أن يُجربه الجميع ليشعر بلذته"  

خطت مريم كلماتها الأخيرة ثم نظرت إلى المكان الذي رأت به ريوانة لأول مرة في الحُلم، وتحدثت بنبرة ممتنة كأنها تراها:
- شكرًا ليكِ يا ريوانة كنتِ مجرد حلم بس هتنقذي ناس كتير من تدميرهم لنفسهم وللناس إلي حواليهم، وأهمهم أنقذتيني أنا من الإحباط إلي كنت عايشة فيه..أمنيتي الوحيدة هي إن يبقى في زيك كتير بس واقعيين وموجودين في حياتنا..

صمتت قليلًا ومازالت أنظارها مثبتة على نفس المكان وكأنها تنتظر أن ترد عليها ريوانة بابتسامتها المعتادة ولكنها تعلم أن هذا لن يحدث..كانت ستبعد أنظارها ولكن فاجئتها الأشجار التي تحركت في مكانٍ محدد بسرعة كبيرة كأن ريوانة ترد عليها! وتطمئنها أنها بجانبها وسعيدة بها..ولكنها ذكرت نفسها سريعًا أن هذا خيال بالتأكيد خيال ولن يحدث! 
#تمت
#تدمير_ذاتي
#منةالله_محمود

خلصت القصة أخيرًا الحمد لله شكرًا لأي حد كان بيقول رأيه في الفصول إلي فاتت ومستنية رأيكم فيها كلها 🤍

وإن شاء الله بعد الإمتحانات هرجع بقصة جديدة بتعبر عن معظمنا👀 وكمان هنفذ أول فكرة من أفكار مريم بس المرة دي مش بس في قصة🌚

تدمير ذاتي Where stories live. Discover now